الأحد ٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

سلطانة وسلطنة

(كبّر راسك، وسلطنها)، تقول الدعاية بالخط الأسود البارز على طريق واد النار، الشريان الوحيد الواصل بين شمال (الدولة) وجنوبها.

الطريق يلتف حول القدس ويلامسها بالنظر من بعيد. بعد جغرافي وقرب روحي، تلك مسألة أخرى.

(كبّر راسك، وسلطنها) لم أدر الدعاية لماذا تروّج، لكني دريت اللغة كيف تهوي بنا إلى ما لم نحسب له حسابا...

كبّر راسك...!

آفاق اللغة تفتح المجال للتأويل! والتفسير! والتطبيق غير محمود العواقب....

ولله في خلقه شؤون،

وللّغة في مفرداتها شجون!

قررت الذهاب إلى بلدة (أبو ديس) هذا الضحى من يوم السبت الأول في كانون الأخير لسنة فيها ما فيها ولها ما لها.

أزور صالون الحلاقة مرة في الشهرين أو الثلاثة، واليوم كان موعد الزيارة التي تفتح جراحا أكثر مما تقصّ شعرا!

(أعرف البلدة التي هي من أحياء القدس، يوم كنت أصلها بعد خمس دقائق من خروجي من المنزل. اليوم تصرف الطريق قرابة الساعة بعد التفاف حول الجدار الشاروني الذي أخرج القدس من أحيائها، وحياتها.)

لو لم أذهب اليوم لما قرأت الإعلان الذي يخاطبني، ويخاطب كل قارئ: كبّر راسك، وسلطنها!
لغة الدعاية التجارية حين تتكرر تفعل فعلها في تذويت الفكرة وتدفع القارئ للتجريب.
اللغة الكسيحة تفعل فعلها اللغوي.

في صحافتنا المحلية أمثلة محزنة ....قاتل الله الإعلانات التجارية التي تشوّه جمال اللغة ونقاء النفس.

في القدس اليوم حركة وحياة وتفاؤل. لا يجوز ألا أمرّ بها في طريقي إلى أبوديس.
القدس اليوم كانت سلطانة – كما هي دائما – في يوم ربيعيّ الأجواء، نشط الحركة، يحمل روحا من أمل...

في القدس هذا المرور، سلطنت.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى