الأحد ٢٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم بوعزة التايك

ستشربها حتى الثمالة

الكأس كأسك لن يقربها أحد. هي ملكك الآن لمساعدتك على التذكر والنسيان. الجرعة الأولى لنسيان ما أذاقتك امرأة غارقة فى أوحال زمن تحاول نسيانه والجرعة الثانية لنسيان ما اقترفت في حق تلك الطالبة التي اقتحمت عذريتها بعنف أيامك المكبوتة.

الجرعة الثالثة لنسيان أنك اقتسمت مع أعز أصدقاءك زوجته وابنته البكر والجرعة الرابعة لتتذكر أنك كنت ذات ليلة ذئبا نهشت جسد امرأة ولجت فراشك لطلب الأمان.

الجرعة الخامسة ستجبرك على التخلص من عقدة ذنب ارتكبته في حق أم تلميذ جاءت تستفسرك عن سلوك ابنها فأدخلتها بيتك وسجلته في قائمة التلاميذ الممنوعين من الصرف والجرعة السادسة لتستعيد ذكريات ليلة غابت عنها النجوم فضللت طريقك ممتطيا صهوة طريق يؤدي إلى بيت صديق طفولتك حيث أشعلت شموع رغبتك لترى جسد وحقيقة أمه التي كنت تنادي عليها ب"خالتي".

الجرعة السابعة للاعتراف للمرة الأولى أنك كدت تمارس زنا المحارم لولا يقظة وجدية تلك الفتاة الرائعة التي ردتك بلطف ثم قاطعتك إلى الأبد والجرعة الثامنة للبكاء والنواح على التي أحبتك حد الجنون والتي تعاملت معها كإنسان لا مبال وسكير لا يشق له غبار وبوهيمي عبثي لا هم له إلا مقارعة نجوم الليل وقمره وقاذوراته. أما الجرعة التاسعة فستريك حقيقتك الثورية ناصعة أمام مرآة حياتك العبثية.

الجرعة العاشرة والأخيرة: جرعة تشبه زفرة ذاك الذي بكى ملكا لم يحافظ عليه كالرجال. زفرة لا زالت عالقة بصدرك وقلبك ودفتر ذكرياتك.

زفرة تطلقها منذ أربعين سنة لما أتتك ساحرة طفولتك وعروس بحرك تنصحك بالسباحة في ابتسامة أمك وصدر والدك وجذور عائلتك فرفضت وانطلقت كالبرق للغوص في متاهات حياة لا ترحم ومجتمع فيه من الفخاخ ما يخيف النسور وأباطرة الفضاء.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى