الجمعة ٢٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم رشا السرميطي

عكا مدينة الآمال 2012

عكا، أيا دفء الكلمة، ونعومة المعاني التي جرت من فيض قلمي، فإذا به يسكب الحرف لؤلؤياً على الورق من نبع ولهي، عندما اغتسلت بهوائك، يوم أغدق ربيع الهمس النَّاعم، على مواسم الكتابة، بزيارة فلسطينيَّة. كم كنت توَّاقة لأعانقك أيُّها البحر! وأتمرَّغ على شواطئ الدفاتر، عابثة بالحبِّ، وبأصداف البوح، الذي أمتلك كنوز الأسطر الغالية على قلبي. مذّ كنت هناك، شرّعت قواعد اللَّغة، وأبحرت بأمنياتي، لقد بات الغرام يحترم رغباتي، ارتفعت أحلامي عنان السَّماء، وسقطت طلقات المستحيل أغوار الأرض السابعة، عندما جزمت الغد باسهام العمل وإيماني، ونصبت للحقِّ منَّصة تهنئة أسطورية، ما شاهدتها ولا كتبتها على دفتر قلبي قبلاً، وكل العتيق لم يزل يجذبني، كما التاريخ يغري قلمي، ويستدرج أحباري كي أكتبه حروفاً من قلق، والغد يؤملني، بمستقبل عنوانه: تألَّق وانتظر.

وطني مازال الأسير المكَّبل، والحرف محاصر، خلف قضبان الأرق من مستقبل غائم، ضبابيَّة تكسو الواقع، ولا متنبأ حاسم. هناك أروقة للحريَّة تستصرخ الأمل فينا، أيُّها الشَّعب: توحّد وانتصر، لقد آن للسفن أن تبحر، مشرعةً للتَّاريخ خرائط العودة، والأمل مجاديف ما انفَّكت تحميها.

عكا، مدينة الآمال والريشة عربيَّة، لوحة غنيَّة، والبحر أنيق الألوان، زرقة تحوي فرح الكلمة، وتتسع لشاهق الضحكات، لجميع الأطفال والمسنين الذين أنهكتهم موانئ الأحلام البعيدة، وكان الوصل عناء شداه النَّورس الحزين، بألحان من الحنين، تحكي روايات الرمال، ولأولئك الشبيبة الذين ماتوَّقفوا يوماً عن النِّضال، خمسة وستون حزناً، خلف ركام الأبجدية المنكسرة، ثمّة أصوات تعلو مستبشرة، بقدوم الحريَّة أخيراً، وغد الآمال سيفي بوعود الأمس، وما فيه من نوايا حسنة، داخل شرايين القضيَّة الأزلية.

فلسطين يا وجع القصيدة، والقدس، آهات العابرين على السكون، بصمت الأسطر العقيمة، وبلا كلمات، انتهى فصل الحرمان أخيراً.

دعوا التاريخ يُفشي سرَّ انتكاستنا، ويحكي عن مصدر فيروس الضرر الذي غلبنا، لكنَّه قطعاً، ما هزم عزيمتنا. سلوا الحجر الشَّاهد على فجر بدايتنا ونهايتنا، واطرحوا على أنفسكم سؤالاً جريئاً: متى ستورق أمانينا، ويعترف العالم بأنَّ فلسطين لنا؟

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى