الاثنين ٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣

دراسة تطبيقية في نماذج مختارة من الرواية الأردنية

عماد علي الخطيب

الزمن هو تلك المادة التي يتشكل منها إطار الحياة التي يعرفها الناس ويألفون مشهدها، وهو ليس مجرد إطار شكلي للحياة يضمن العيش فقط، وبفقده تنتهي الحياة، كما قد نعتقد!، فقد رآه الفراعنة في تخليد موتاهم وبناء الأهرامات.. ورآه اليونان في صناعة معابد لآلهة يظنون بها ظن الخير! ورآه العرب في تصويرهم الشعري لمظاهر عجائبية من صور الحياة والموت. ونراه اليوم ممثلا في الرواية بشكلها الفلسفي الذي يجمع فهم الكون والحياة والإنسان معا. لذلك وجد مفهوم الزمن في أغلب الفلسفات تقريباً.

ويطرح النقد الحديث مفاهيم جديدة مع تقدم البحوث اللغوية واللسانية، والنقد الجمالي لمحاورة النصوص وتجديد الغاية من كل نص! ولقد أصل الشكلانيون الروس للنقد الجديد، وغدا النص الأدبي عندهم بنية تسهم في أدبيته عدة معطيات فنية من خارج النص كما أسهمت تركيبة النص الداخلية في تشكيله وأدبيته.

والزمان من تلك المفاهيم الجديدة التي تطورت، وتغير مفهومها في النص الأدبي الجديد، والروائي على وجه الخصوص، ويعد عنصراً ضرورياً لا يمكن الاستغناء عنه في بناء الحدث الروائي. وستدرس مقالتنا نمطين من الزمان الروائي هما التاريخي والغيبي من خلال ارتباطهما باستحضار الأسطورة، واختلافهما في السرد.. وهذا غاية البحث الأولى وله غايات أخرى من أهمها ربط التنظير بالتطبيق.

- الزمان التاريخي:

يقصد بالزمان التاريخي هو ذلك " الزمان المتصل بحلقات الحضارة، واتصال تقدمها المتواصل من البسيط إلى المعقد، ومن الأقل نضجاً إلى الأكثر نضجاً " (1).

وقد ذكر عز الدين إسماعيل شيئا عن العلاقة بين الزمن المكتوب في الحاضر بتاريخ الأحداث التي يولدها لزمن ودلالاته في العمل الفني، من خلال امتزاج الأسطورة والتاريخ والواقع عند توفيق الحكيم بأفكار محورية للتفسير الوجداني وموضوعية الزمن لمأساة مسرحيته " أهل الكهف " (2).

وقد سماه غسان عبد الخالق بالزمان الملحمي، في إشارة عند الروائي جمال ناجي في تجربته التي توافرت عنده الواقعية السحرية باعتماده على فكرة النشوء والعمران واعتماده على الزمان الملحمي بفكرة " تصرّم الأجيال "(3).

و يروق للزمن التاريخي في الرواية الأردنية أن ينفي ما يقره التاريخ، كما في رواية سميحة خريس (القرمية)، التي لم في روايتها ذات الزمن التاريخي على حفريات وشغل أركيولجي في مواجهة الذي يبيد التاريخ، بل طرزت ما تبعثر من التاريخ في رواية تروي النهضة العربية، لكن من جهة أخرى لا تكون الرواية تعليقا ضمنيا أو صريحا على الوقت الذي كتبت فيه، بل على الوقت الذي كتبت من أجله.

و قد تبدو العلاقة باردة في قصة الرواية، مادة الحكي، كما في رواية رجاء أبو غزالة (امرأة خارج الحصار) فاليوم يوم دخول الأتراك بيروت في الحرب العالمية الأولى، و يوم لملموا الشباب و نفوهم إلى السنغال، و تذكر أبو غزالة قصتها من خلال استرجاعها للزمن على لسان شخصية (زبيدة: البطلة)، فتستعمل لغة الماضي:

"جدك كان معهم" و "كنا نشتهي رغيف الخبز" و "كنت تزوجت والدك" و "هربنا تحت الغارات " و "كنت حاملا فيك"، "كنت خايفة "(4).
و يبدو استخدام الزمن التاريخي واضحا من خلال تلك الدوافع للحادثة التي تسترجعها رواية رفقة دودين ( أعواد ثقاب ) من تواريخ 48 و 67 و 82 و بعض أيام السبعينيات(5)، ثم يسقط المتخيل الروائي في المقروء من حكايات تسردها الروائية.. كما تظهر في الرواية صورة تاريخية لأحزاب الأردن، و ما عندهم من علمنة وقومية.. كما يظهر الزمن التاريخي في الرواية:

1. ما نفوس الأردنيين من تطوير لمفاهيم حياتهم.
2. حال اقتصادهم السيئ آنذاك.. (6)
و من الزمان التاريخي في الرواية الأردنية ما جاء عند سميحة خريس في روايتها (شجرة الفهود " تقاسيم العشق")، فسردت زمن الحرب والانتصار وزمن الهزيمة ولإذلال، إذ تقول:
"تمر الحرب هزيمة و انتصارا..وتظل الأفراح متاحة..غريبة هي تقلبات البشر "(7).

و يختلط زمن رواية عبد الرحيم المراشده (الرحلة الثانية) بين التاريخ والحاضروالمستقبل؛ إذ حوّل الشرق فيه إلى أسطورة، مع قليل من الزمن المبهم والغيبي المؤسطر في لحظة زمانية مركبة من كثير من الاسترجاع وقليل من الاستباق، يقول الراوي:

"هل يدرك التاريخ من أنت أيها الشرق.. تفيض في ذاكرتي(حب الشرق).. تعطلت ماكنة الحليب من زمن.. و ها هي تنزل عليّ مائدة من السماء.. يا موسى هل أودعت بعض سرك في لحمي.. أم لعنة (أوزريس) الذي ألقاه أخوه غيرة وحسدا..آه أيها الأفق لو تضيق الآن،.. إنه الشرق.." (8).

فنحن أمام زمن من نمط خاص ويحمل من الدلالات المتشابكة ما لا " ننكر علاقتها بتشكيل هذه الزمنية المطلقة؛ لأن النص من خلالها أصبح يخضع لمعايير التأويل التأملي المتجه نحو كومة من التساؤلات التي لا تستقر ولا تنتهي في جواب" (9).. ويمكن أن نلخص البنى الدالة في المقطع السابق، من خلال ما تبعثه إشارات ودلالات موحية على الترتيب، وهي:[ الشرق – التاريخ – الحليب – السماء – المائدة – موسى – اللحم – أوزوريس ].

ثم يقول الراوي، منتصرا للحظة مستقبله في زمن تاريخي متشابك الرؤى:

"ينفتح المستقبل صفحة صفحة فأقرأ ما فيه من تفاصيل وأدخل ثنايا كلماته وحروفه"(10).
فخروج اللغة عن محدودية الإبلاغ، ومقاربة المنحى السيميائي أسهم في بلورة زمن جديد، أفضت به لغة الراوي وهي تحاول التحرر من القيود المعجمية، فاللغة عند المراشده" تتحد مع الزمن فيغدو للفظ مظهران مزدوجان، مظهره التاريخي الخارجي، ومظهره الغيبي الباطني" (11). فكيف يمكن شرح ذلك؟

إن الحدثَ في المقطع السابق يسرد – في مركزه - زمنا تاريخيا ذا مرجع تراثي ديني، فالنبي الكريم موسى –عليه السلام -، والمائدة اسمان مرتبطان بالحس الديني، ولكنهما في بنية الرواية –سرديا- بقيا خارج الزمن الواقعي فيها؛ إذ غيب هذا الزمن الواقعي، وصار في حيز تخيلي مفتوح. فماذا يمكن أن نؤول؟

وأوزيريس إله القضاء ورئيس عالم الجريمة. ويتحكم بالنباتات وفيضان النيل السنوي، وكان مرتبطا بشكل وثيق مع الموت، القيامة والخصوبة. واعتقد الفراعنة القدماء أن يكون ملك الموت، وهو الحاكم السابق الذي أعيد إلى الحياة بأعجوبة، بعد أن قتل على يد شقيقه (سيث) وهو إله الشر! ولهذا السبب جاء ليرمز إلى الأمل في الحياة الأبدية. وقد بكته زوجته (إيزيس) وهي من الآلهة، وأم الإله الصقر (حورس). فصارت (إيزيس) رمزا للأمومة والحماية. وقد كانت إيزيس أيضا إلهة للسحر والجمال وحمت الناس من الشر والسحر. فتكون نتيجة حركة الزمان التاريخي مرسومة كما يلي:

[الشرق يحمله التاريخ ]، [السماء تحمل المائدة]، [اللحم يحمل الحليب]، [النبي الكريم موسى يحمل أثرا من أوزوريس ].

- الزمان الغيبي:

إن صورة الزمان الغيبي هي صورة للذات المغيبة والمتحركة داخل الحدث الروائي الأم ولا تتحقق تلك الصورة إلا بالسرد.

وتكون صورة السرد تلك مشغولة من السارد بالزمنية العميقة التي يكمن مضمونها في محاولة حل لغز يكون غالبا هو لغز الموت أو الدمار أو الأبدية.. وزمان الغيب هو حاجة للهروب من الواقع و اللجوء لعظمة تصنعها الذات في عالم الغيب الغالب حين الهزائم والحاجة للخروج من الأزمات!

ويتميز الزمن الغيبي في الرواية بميزات هي:

1. يكون مكثفا.

2. يكون صانعا للحدث.

3. له مصادر يبني منها وعليها الروائي أحداث الرواية، كالأسطورة، أو التراث أو التاريخ وغيرها..

4. في استخدامه غرض نفسي عاطفي يميل إليه أغلب الروائيين في استخدامهم هو: الحنين لعالم يختبئ في الذاكرة ومنسي.

5. باستخدامه تتشكل عوالم روائية جديدة.

6. وباستخدامه تنفتح الرواية على عوالم أخرى تسمو على حدود عالمنا الفعلي الواقعي.
ولعل فترة الرواية التي ندرسها في الأردن، قد أصبحت تحتال تقنياً في التعامل مع الزمن، فلا تعبر عنه بأدواته الصريحة، وهي الأفعال النحوية الماضية والحاضرة والمستقبلية، بل تراها تتوصل إلى ذلك من خلال إعطاء "وظيفة زمنية لوحدة مفترض فيها الصفات الاسمية، أي الصفات اللازمانية، فإذا هذه الوحدة تتنكر لأصلها، وتخرج عن خاصيتها فتحتمل من مدلول الزمان ما يجعلها زماناً حياً له ظلال وأبعاد"(12).

من ذلك طريقة استخدام الزمن في رواية رجاء أبي غزالة (امرأة خارج الحصار)؛ فالزمن فيها غير مرتب، ويظهر مع بداية كل فصل أو جزء من فصل زمن ثابت، إلا أن الزمن يتحرك بسرعة ولا يقف عند حد الزمن اليومي المعتاد، بل ينتقل إلى آلة فاعلة لها غرض محدد هو تغييب الحدث لصالح أسطرة الموقف كما يبدو في قول الراوي:

"كان راحل رضيعا نهما لا يدعك تنامين الليل من صراخه.. كنت أعلم أن طموحك ليس له نهاية.. لسنا في الخليج.. ثم نزلت إلى البحر في وضح النهار مثل ملكة؛ وهرب الخوف.. وتركت نفسك للبحر والشمس والعنب.. هذا النوع جديد من الغرق.. غرق الحقيقة في البحر.. وعاودتك الدهشة من تلامس الموت والحياة.."(13).

ويصبح الغرق معادلا للحياة؛ وليس الغرق في البحر، إنه الغرق في الحقيقة. وبحر مدينة (بيروت) يلامس الحياة بما فيه من مقاومة ناسه للحرب، كما يلامس الموت بالحرب الدائرة!
ولماذا تحضر الأسطورة؟

إنها تخدم المتلقي في استظهار تلك المفارقة بين الحياة والموت، خاصة وأن الزمن الآن سيغيب لصالح استظهار الحدث.. كيف ذلك؟ يقول الراوي:
"وتمنيت في تلك اللحظة أن يكون لك أسطورة واحدة.. أسطورة حكاية تقص على الملأ تفاصيل اضطهادك.."

ثم تعود الحكاية للحدث الواقعي، فقد "أصبحت – البطلة زبيدة - محاصرة بمرض السرطان مثل بقرة مقدسة في مراعي الأسطورة.. واحترقت كل مرافئها.. وبرز الملجأ في عين العاصفة مثل طوطم فقد خيوط سحره وارتمى على قارعة التاريخ مثل رحم مقطوع " (14).
وهكذا أفلت الزمان من قيوده وارتمى في حضن الغيب بأنه:

• طوطم.

• فقد خيوط سحره.

• يرتمي على قارعة الطريق.

• مثل رحم مقطوع.

وبالاسترجاع والارتداد تنجح الأساطير في أنها " منبع خصب وأنه من وراء تصويرها تتضح قضايا غيبية ونفسية جذابة تسهل إشاعتها لدى الجمهور المعتقد فيها "(15).

وهكذا فالأحداث في الرواية "لا تتولد بحكم السبب والنتيجة ولا تستقر كل أبعادها في أرض التاريخ والواقع، ولا تصنعها الإرادة، بل الغيب هو مصدرها، ومنطلقها، وفيه تكمن أسبابها وبدايتها " (16). فتتمرد الرواية على الزمن التقليدي، وتتحرر من قيود رتابة الزمن، وتنفتح نحو المطلق من السلطة، وتنطلق نحو فضاء الحكاية الأكثر رحابة وتتمدد خارج التاريخ الطبيعي.

ويتجسد هذا المفهوم جلياً في رواية إبراهيم نصر الله (طيور الحذر)، حيث يسرد عدداً من الوقائع، وهي تنفتح في بنية زمنية سردية كما في قوله " في الطريق هبط الليل.."، وقوله " أظلمت البيوت "(17)، فالزمن في هذه الرواية يتوزع عبر حقب متباعدة بين الصبح إلى العصر، إلى قوله " الوقت ضاع.."(18).

وفي النتيجة فإن ضياع الوقت له مؤشر، دلالته في قوله:(احتلوا البلد..) وحصلت (الهزيمة). والطيور التي كانت تعلمنا الحذر باتت في شرك الاحتلال مثلنا (19).

ويتشكل الزمن الغيبي عند سليمان القوابعة (الرقص على ذرى طوبقال) باجتماع زمن التاريخ إلى جانب زمن الأسطورة، ونقرأ الاسترجاع في حديثه الغيبي – على لسان البطلة الغائبة – تقول له في دفاتر مذكراتها:

"... أرني مغارة (هركليس).. هركليس كان في بلادكم يا مدين... وفي دنيا الأساطير والخطيئة تصرين على السيادة يا ميري... نرجسية التاريخ تلتمع... حلّ في ديارنا.. سيفه ظل مشرعا.. انكفأت.. تزحف تستجير بي من رهبة ظلمة المكان " (20).
فيبدو الراوي أسيرا للأساطير، ويهتم الناقد بالمنبع الأسطوري الذي شكل الحدث. فمن هو هركليس، وما قصته؟

تحكي الأسطورة الأصلية عن هرقل أو هركليس – بإيجاز - أنه ذلك البطل الخارق وأحد أبناء الآلهة وارتكب خطأ ما فأرسله أبوه في أربع مهمات مستحيلة للتكفير عن ذنبه، فواجه فيها أهوالا كثيرة حتى كفر عن ذنبه وعاش هانئا. وإليه تنسب جزيرة هركليس (جبل طارق)، التي نشأت فيها دولة عظيمة بسطت سيادتها على الجزر القريبة منها، ثم تعاظمت قوتها فاحتلت شمال أفريقيا ووصلت إلى مصر واليونان وقد أسس هذه الدولة (بوسيدون) الذي قسمها إلى عشر ممالك، ونصب أولاده العشرة ملوكاً عليها على أن يخضعوا كلهم لسلطة الابن الأكبر (أطلس) ملك الجزيرة كلها، ثم وضع لهم بوسيدون الشريعة التي نُقشت على نُصب من النحاس، وأهم ما تضمنته تلك الشريعة هو أن يظل الملوك العشرة متحدين ومتآزرين، لا يعتدي أحدهم على الآخر مهما كانت الأسباب وإذا حدث خلاف بينهم اجتمع الملوك فوراً برئاسة أطلس وطوقوا الخلاف وأزالوه أما إذا حدث اعتداء خارجي على أحدهم فعليهم أن يهبوا كلهم لنجدته والدفاع عنه. الاجتماعات الخمسية. وعمل الملوك العشرة بتلك الشريعة ولم يخرجوا عنها فازدهرت الجزيرة ونعمت بالرخاء، وكانوا يجتمعون مرة كل خمس سنوات ليتباحثوا في أمور الجزيرة العامة والخاصة، وقبل بدء الاجتماع كانوا يصطادون ثوراً برياً دون سلاح يقدمونه ذبيحة ثم يشرب كل ملك من دمه ويقسم بالحفاظ على الشريعة والتقيد بها وعندما يحل الليل كانوا يجلسون بحلل زرقاء يتفاوضون ويتشاورون في شئونهم الخاصة حتى الصباح، عندئذ يسجلون ما اتفقوا عليه على لوح من الذهب ثم ينصرف كل واحد إلى مملكته. وبلغت دولة الأطلانتس شأواً في القوة والغنى لم تصل إليه دولة أخرى... وكانت بداية النهاية أن نَعِم سكان الأطلانتس بتلك الخيرات وعاشوا وادعين كالحملان، لكن ملوكهم تغطرسوا حين كثر مالهم وقوي نفوذهم، فطمعوا بخيرات البلاد المجاورة فاستعمروا قسماً من أوروبا وشمال أفريقيا حتى ليبيا ثم حاولوا اجتياح مصر وبلاد الإغريق لكن قبائل الإغريق المتناحرة توحدت بزعامة أثينا واستطاعت ان تصد جيوش الأطلانتس وتدحرها فتراجعت مهزومة إلى بلادها، بعدئذ انشغل ملوك الأطلانتس بمصالحم الخاص فانغمسوا في الملذات وفسقوا وعربدوا فثار غضب الله عليهم وثارت البراكين والزلازل وطاف البحر وغاصت الأطلانتس في الأعماق.

وإن مهمة النقد في معرفة مدى الانزياح مهمة واجبة لمعرفة الدرجة التي انزاح فيها الأدب عن الصورة المركزية. هذا إذا كان هذا الانزياح يغير وظيفة الصورة الأدبية بحيث تخالف وظيفة الصورة المركزية...(21).

فزمان (هركليس) الغيبي يبعث في الحدث أكثر من معنى، ويمكن أن يجمل بما يلي:

1. هركليس البطل مفقود في هذه الأيام.

2. هركليس ( الدولة والتجاور والأخوة بين القادة ) غير موجود في الوقت الحاضر.

3. يعكس استدعاء الأسطورة الحاجة الماسة لها الآن.

ويعتمد القوابعة على زمن الاسترجاع و يجعله ركيزة للحدث ماضيه و حاضره، وركيزته للحدث الماضي(22). والزمن عنده " يمضي.." و" كل حرف يخرج من صاحبه له معنى"و "... الأنفاس لها إيحاء " و".. أنت تحوّم في الليل وحدك "و"... الليل معك وعليك "(23). وفي المحصلة فإن دائرة الحدث المركزي الذي تدور حوله رواية القوابعة هي تلك الذكريات الشيقة في جبال (طوبقال) ولم يروها بالمنطق الزمني المتتبع ولكنه استحضر أدوات أخرى تتبع الزمن، وفي مجملها هي أدوات تساعد في صناعة الرواية لترسم لوحتها النقدية كما يلي:
جبال طوبقال = الذكريات.. = الماضي.. = الحرية..=الحياة..=الخلاص..=البعث من الرماد!

هوامش وإحالات

1. يفوت، سالم: الزمن التاريخي، دار الطليعة، بيروت،1991م، ص17.

2. إسماعيل، عز الدين: قضايا الإنسان في الأدب المسرحي المعاصر(دراسة مقارنة)، دار الفكر العربي، القاهرة، 1968م، ص 11 ـ ص 231.

3. عبد الخالق، غسان إسماعيل: الزمان والمكان والنص (اتجاهات في الرواية العربية المعاصرة في الأردن 1980 ـ 1990م)، دار الينابيع، 1993م، ص49.

4. أبو غزالة، رجاء: امرأة خارج الحصار، ص 28.

5. دودين، رفقة: أعواد ثقاب، ص 64.

6. السابق، ص 101.

7. خريس، سميحة: شجرة الفهود (تقاسيم العشق)، منشورات أمانة عمان الكبرى، عمان،ط(1)، 1995م، ص 53.

8. المراشدة، عبد الرحيم: الرحلة الثانية، مكتبة الكتاني، إربد – الأردن، ط(1)، 1998م، ص 28 – 29.

9. فيدوح، عبد القادر: دلائلية النص الأدبي، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،1993م، ص3.

10. المراشدة، عبد الرحيم: الرحلة الثانية، ص 29.

11. زائد،عبد الصمد: مفهوم الزمن ودلالته، ص191.

12. مرتاض،عبد الملك: النص الأدبي من أين وإلى أين، ص87.

13. أبو غزالة، رجاء: امرأة خارج الحصار، ص 93.

14. السابق، ص 93.

15. هلال، محمد غنيمي: النقد الأدبي الحديث، دار الثقافة، بيروت، ط (1)، 1973م، ص 58.

16. زائد، عبد الصمد: مفهوم الزمن ودلالته، دار الكتاب، بيروت، 1998م، ص190.
17. نصر الله، إبراهيم: طيور الحذر، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، بيروت، ط(1)، 2000م، ص 237.

18. السابق، ص 259.

19. السابق، ص 260.

20. القوابعة، سليمان: الرقص على ذرى طوبقال، ص 97.

21. ماضي، شكري عزيز: من إشكاليات النقد العربي الجديد، (البنيوية، النقد الأسطوري، مورفولوجيا السرد، ما بعد البنيوية )،المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط (1 )، 1997م، ص 91.

22. السابق، ص 136.

23. السابق، ص 137.

عماد علي الخطيب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى