الخميس ١٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم الشربيني المهندس

اختفاء الجدائل

.. الحان الطبيعة المتسلقة لأمواج البحر أيقظت هداة الليل الساكن حوله.. يستنشق الليل ضياء شمس آفلة، يهديها لقمر جديد..

.. علي ضوء القمر المسترسل بلا مقاومة كان يدون أشعاره..

.. عيش طعمية.. شوية ميه من الحنفيه

.. مدد مدد.. ثورة تاني يا بلد

.. ريسنا عايز أيه.. عايز الشعب يبوس رجليه..

.. تنهد.. حر الكلام زي الحسام، حتي لو كان مر، يقطع مكان ما يمر.. أما المديح سهل ومريح يخدع لكن بيضر.. والوفا دين ع الحر.. هز رأسه كبلبل حيران وقد غطت دواوينه المكان واشتبكت مع جدائلها المتطايرة في الهواء.. تحرك السكون فاختفت الجدائل.. وهدأت أصوات الموج، واخترقت عيناه النافذة.. كانت النجوم تلمع وتتغير أشكال السحاب.. طال السكون وهمسات القلب تقول الكثير.. يروح ويغدو بخفة بطول الشرفة، تتبعه ذكرياته، تطوقها أحلامه.. تردد صوت أجش مجهول المصدر فالقي أذنيه.. هاجمت ذاكرته صور مشوشة، تجر صور غير واضحة.. أحاديث الأصدقاء تلقي بظلالها تحملها الرياح.. وأقفاص شكوك توارثوها، وقوالب أمثال قديمة تلوكها الألسن.. زفرة حارة فيلتهب الهواء..
.. بزغت قاماتهم خلف الأردية البيضاء.. تتشعب خطواتهم في سباق محموم ليعود الصمت ثم يعكرونه مرة أخري..

ضجيج وطرق باب لا يهدأ..يحاول تجميع شتات أفكاره.. يراقب ضوء القمر المتسلل من النافذة.. تعلق بصره ببعض الصور التي تغطي الحائط.. توقفت عيناه عند الإطار المذهب..تقدم مستبشرا بالبدر الذي اكتمل وفتح الباب..ربما جاء الأحبة وذكرياتهم الجميلة
ويمني النفس.. ربما أستمع لقصائد عصماء تنساب في جنبات ليله الطويل.. ربما
.. اندفعت الأردية البيضاء للداخل..

ـ أين هو..؟

ـ عما تبحثون..؟

وسادت الجلبة بالمكان.

.. علي ضوء المصباح الكهربي راح يعيد ترتيب الأشياء، وينظر تحتها وخلفها.. تري عما كان يبحث هؤلاء..؟

حمد اللـه علي أنه أخفي الكتاب قبل وصولهم.. الدهشة تخترق زجاج نظارته السميك..
.. اشتاق لصوت الأمواج.. يشعر معها بالخلاص.. منذ فترة يحتضن عقله وقلبه أفكارا كابوسيه تأبي مفارقته.. يبرز في نهايتها ثعبان ضخم مع فحيحه المرعب.. رعشة تسري في بدنه فيشعر بحاجته لمزيد من الهواء..

.. وقبل أن يصل للنافذة عاد الطرق من جديد..

.. أجفل والصق أذنيه بالباب..

ـ لم نجد المجنون وقد فتشنا جميع البيوت يا سيدي..الوقت الذي تذاع فيه مباراة الكرة..؟

ـ وهل سنعود من غيره يا رجال..؟

ـ هذا المنزل سبق أن فتشناه يا سيدي ولم نجد سوي صاحبه..

ـ حسنا هذه فرصتنا الأخيرة..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى