الأحد ٥ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم
أطياف العودة
اليوم ... ،أسرجت خيلي .. عائدامن أين .. ؟من جوف المحن . . !من بؤرة الظلمات .. ! ، والتشريدمن عين الزمن . . !اليوم ... ،لملمت أشيائي ... لملمت أبنائيوحزمت أمتعة الزمان بداخليوحملت أطياف الحزن ..!***وصررت أضلع أمتي .. وشددتها !وشددتها على ظهري ...على أكتاف أبنائي ... ، وأحفادي حملناها ..وعدنا يا رفاق الأمس .. بعد البؤس ..! بعد الخوف ... بعد الجوع والحرمان ...!أقوى من جبال الوهمأقوى من جليد الظلم***أقوى من ردى الأزمان !أعنف يا رفاق الدرب .أعنف من عصا الجلاد .أعتى من لظى الأحقادأشرق من رؤى الأمجاد .ففي عمقي هوى بلدي ... يطاردنييلاحقني هوى وطني .. يعذ! بني نؤى الأجداد ..***دعوني اكمل التغريد ... عصفورا على الشريان ...على تينهْ ... على كرمهْ ...على زيتونة صمدت مع الأزمان .دعوني أكمل الإنشاد ... عصفورا على " الحيطان " ..وأمضى العمر محروما ... ومسلوباومغصوبا ... ومدفونا بلا أكفانهنا في السجن أجدادي ... ، وأحفادي ..هنا في الليل .. في داري .. وفي كرمي ..إلى الأشجار مشدود ... مع الأطفال ...والأيتام ... والأحلام ... والأنسام ..سنينا من زمان العمر ...قد ضاعت مع الأيام ... !***هنا منفاي في صيدا ..هنا بيروت تشكوني ..وفي اليرموك ... في صبرا ..وتل الزعتر الموءود ... في لبنان .. !وفي عمان ...في الوحدات .. في الشريان .وفي عتيل بعض رفات إخواني ... ،وأبنائي ... ، وأحفادي ..زرعناها مع الزيتون ... مع أوراق أحزاني***هنا في غزة التوار ... في حيفا .. ، وفي يافاوفي قدسي التي انجرحت ...تهوّم كل أطياري ..لتبقى في عيون الليل ..رغم الويل ...ورغم القهر والحرمان ..ورغم شراسة السجان ..ورغم القيد .. رغم السهد والتعذيبرغم دناءة القرصان ..لتبقى الشاهد الماثل ... على حبي لكِ بلدي .وتجلو دمعة الأحزان .***أيا بلدي ... !أيا رمز الشذى الفيحان ..دعيني أكمل الألحان ... في المنفى ..وفي السجن .. وحين عواصف الشطآن ..سئمت قساوة الأيام ..سئمت الضيم والتشريد في المنفى ..كرهت طلاوة الإحسان ..وطفلي يائس مثلي ... بلا مأوى ..بلا وجه ... بلا ثوب ... بلا وجدان .تعشش في دواخله .. ضراوة سطوة الإنسان ..!***أيا بلدي ...لقد أسرجت راحلتي ..وها أنذا ألملم حلمي الباقي ... ،وبعضا من سنين العمر .. قد حُفرت على وجهي ..!سأحملها على راحي ... على كتفي ..وفي وجدان أبنائي ... ، وأحفادي ..لتدفن في ثرى الأجداد ... إن شاؤواوإن رفضوا ...لتدفن في عيون الأرض ...رمز المجد ... رمز الخلد ... رمز شموخي الباقي