الخميس ١٤ آذار (مارس) ٢٠١٣
بقلم بوعزة التايك

عادة وعيادة حليمة

عادت حليمة إلى عادتها القديمة التي تعلمتها من أمها وجدتها المعتوهة.عادت حليمة إلى عادتها السرية وهي في سن اليأس. عادت إلى عادتها الموغلة في القدم غير عابئة بالعادات الجديدة التي تحاول خالتها الحالمة تلقينها ﺇياها. عادت إلى عادتها القديمة في سيارة جديدة حاملة معها هدايا جميلة.

عادت حليمة إلى عيادتها القديمة حيث كانت تقوم بعمليات جراحية بأثمان خيالية. عادت حليمة إلى عيادتها القديمة التي كانت تحرق فيها القلوب وتدفن فيها أحلام من قامت ﺒﺇجهاضهن. عادت حليمة إلى عيادتها القديمة حيث كانت تقبض الرشوة بفمها وكل أعضاء جسدها. عادت حليمة إلى عيادتها القديمة التي بنتها بأموال اليتامى والمتقاعدين ومنخرطي التضامن اﻹجتماعي وتعاضدية موظفي الدولة والقرض الفلاحي وصندوق القرض السياحي والعقاري.

عادت حليمة إلى عيادتها القديمة وانخرطت في البكاء والعويل صائحة׃ ماﺫا وقع لي يا رب كي أنسى عادتي وعيادتي؟ من غرر بي وأقنعني بالعيش بالمال الحلال الذي لا يكفي لسد رمق متسول تائه على الرصيف؟ كيف نسيت عادة العيش بفضل ما كانت تدره علي عيادتي من أموال طائلة سمحت لي ولكلابي وقططي بالعيش الرغيد من دون تعب ولا مجهود؟ سامحيني يا عيادتي وها أنا عدت ﺇليك لتعود الأموال إلى حسابي البنكي والخضرة إلى شجرة عائلتي واﻹبتسامة إلى جواز أسفاري لأجوب العالم من جديد وأتعرف على عادات تعود علي بالخير ﺇن شاء الله.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى