ونراوح بالمكان يا شهريار ..!!
وتغتالنا لحظات الانتظار على قارعة الزمن المصلوب لا تغير الزمانُ ولا نحن تغيرنا، وكأنه توقف عند لحظة تسمرت عند بابي وبابك، خرج كل منا عن صمته ومشينا كل في طريقه للآخر، قدماه تسبقه وأنفاسه تختنق في حنجرة تغصّ بالشوق للقاء مستحيلٍ، تحدينا كل الممنوع وتخطيناه بخيال مجنون، وخطونا خطواتنا الأولى جازمين على لقاء.
وعندما توغلنا في غابات المجهول الذي ينتظرنا تهنا عن المسار، ولا نملك سوى بوصلة إحساسنا تقودنا كل نحو الآخر كما قادت أبانا آدم لأمنا حواء، كانت مغامرةً غير محسوبة نتائجها ولا محسومة نهايتها أننا كمن يرقص على حبل في سيرك الحياة ولسنا مدربين عليه، تتأرجح مشاعرنا ذات اليمين وذات الشمال ولا توازن إلا لجسد متعب من الأماني الهاربة.
حلمت وما زلت أحلم أن نلتقي ذات يوم وسرتُ نحوك ومشيتَ نحوي وفي منتصف الطريق، لمحتك من بعيد تتجه صوبي، أسرعت الخطى وسابقت ظلي، وعندما اقتربت وكدت أن أصل، اكتشفت أننا لسنا على ذات الطريق!
كانا متوازيين يا شهريار كسكتي قطار لا يلتقيان، لم ألمس يديك الممدودتين إليّ ولم أستطيع الإمساك بهما، مشى قطار العمر بنا كل عكس الآخر وأخاف أنْ لا سكة للرجوع.
أخاف يا شهريار الأمانيوالأحلام المستحيلةيا فرح العمروذكريات الطفولةحلمت بكفي صغريوأنت على مشارف الرجولةيمضي العمر يا شهريارونمضي معه ولا نعي أنه يسرقناولا يلقي حمولتهلا تنتظر حلما يا شهريارقد يأتيك وأنتتسابقُ الكهولةعش اليوم يا سيدي ودع عنكأحلاما قتيلةفما الغد سوى قاتل لليومينتظر مع غروب الشمسلحظة أفولهلا تفكر بما سيجريقلتها مراراوليس لدي الآن ما أقوله.