الأربعاء ١٠ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
قراءة في ديوان
بقلم صونيا عامر

«أصابع المطر» للشاعر حبيب السامر

بعد «مرايا الحب ... مرايا النار» عام 2001، «حضور متأخر جدا» عام 2005، و«رماد الأسئلة» بالعام 2008، صدر للشاعر العراقي الأستاذ/ حبيب السامر بالعام 2012 ديوان «أصابع المطر».

في ديوان «أصابع المطر» ناقش الشاعر العديد والعديد من المواضيع الحياتية العميقة والأحاسيس التي تحكمنا نحن بني البشر، جاء الديوان في 26 قصيدة يتخللها جمال التخمين بين المحبين كما في قصيدة "بوح في لجة الكلام" حين قال، نلمح آثار أقدام ممحوة توا بفعل جنون الموج أو ربما ..."هذا التساؤلات التي استمرت على طول القصيدة ، فتجده يقول" كم أنا قريب من أسراري المجنونة؟ وكم أنت قريب مني! فانا أبحث عنك في الحلم، ربما أجدك في غفلة المطر". من التخمين والتساؤل وغمرة العشق والاشتياق، ينتقل الشاعر ليناقش العمر الماضي دون علم بنا به بحرقة تبدو آسرة ومربكة، ففي "ولا على المرآة حرج" تجده يعدد نفسه وكأنه الغريب عن نفسه "غرفة... مرآة تتوسطها، على حائط أملس، تفضح، أم تكتم خيباتي لأنني عالق".

تعتري الشاعر حالة الزهد من فراغ المعنى، في "قصب أجوف" فيتنازل عن الأشياء بشكل ملؤه الصوفية والبعد الروحي "خذ المقهى وكراسيه الفارغة وإن شئت، خذ المعلقات السبع". ليعود لتقييم قيمة الوقت في قصيدة "غربال" حين يكرر سأمه من مسألة الإمساك بالزمن الذي ما يفتأ يفر منا برضا أو دونه "على حين صحو بمقربة من رصيفين من آخر نداء كنت في مهب الجنون. أفعى تنفث الوشاية في سمرة الورق، يوم آفل يمحوني من ذاكرة العدم فأشطب تقاويمه". بعد شكواه من الفوضى وعدم مصداقية الحياة وظلم القدر، يحاول الشاعر إيجاد الحلول التي قد تكون منطقية لمأزق الحياة، ففي قصيدته "أصابع المطر" لا يسعه إلا أن يفيد بحكمته الصادقة " بمعاطف مبلولة نبتكر خروجنا من مطر الصدمة". لينتقل لمناقشة أحوال البيئة، بيئتنا الملوثة على كل الأصعدة، في "قول في المسرة" حين يصرح "فأل سيئ هذا الصباح حينما لفظ الشط أجنحة النوارس على وجه الساحل".

ليصل الشاعر الى ما يشبه الاقتناع أو وضوح الرؤية في "الوضوح كما ينبغي" فيصف تمنع حبيبته على وجه الأسى واللوعة، ناطقا باسمها " تدخر رفرفتها ليوم آخر، لم تك واضحا مثلي لتقاوم تكسر الأقاويل وتطفو هادئا على جسد الهواء. لا وجه يشبه ظلك، هل أدركت أنك أسوأ مما ينبغي أيها الهامس حين يشتعل الكلام". ليختار عزلته في "عزلة السكون" معللا أسباب عزلته الطوعية "همهمات الأبراج وعزلة السكون أطرد من وسوستي في غيبوبة الانتشاء".

يعود الشاعر لتقدير الحب في حياتنا ليؤكد في قصيدته "رسم بلون الزيت"بأن "اليد التي تعبث باللون على سطح اللوحة تمسح التعب عن وجه يألفها". ليكمل مناقشة أحوال الأمة بقصيدته "منذ لحظتين" حيث أن "الطفلة لم تكف عن البكاء أوهموها أن أباها سيعود مختنقة بشوقها والحنين حين تسمع جوالا يرن قربها". ليشيد بجهود الكادحين في "بهجة الماء" حين يصف البهجة " تلمح في عيونهم جذل الزوارق، عمال يتطاولون الى السماء، يسكبون يومهم بين الخرائط والحديد ونكهة الصواري".

وبالنهاية يعود الشاعر لذاته بــ "شذرات" ليطبطب عليها مواسيا "يأخذني مرة ظلي نحو النهر وأخرى الى السرير يرقد قبلي. لكن الوردة...... تموت مثل سنواتنا الخجولة". ليسرقنا العمر في "ليل التنومة" مؤكدا " يسرقنا الليل ونحن نحتفي بقمر يتلصص، لا وقت للنعاس".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى