الأربعاء ١٥ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم كمال عيسى

من المستقبل الفردي إلى المستقبل الجماعي

نعيش اليوم في واقعنا العربي حالة من التململ تارة وردات الفعل الإعتباطي تارات أخرى، أمام حركة شديدة السرعة لعالم لا يتوقف عن إنتاج إبتكاراته ومقولاته وقيمه، وبقدر ما تصدمنا هذه الحركة التي تحدث من حولنا وبعيدا عنّا، بقدر ما تتفتق مكنوناتنا عن رغبة صارخة لركوب هذا الزمن، آملين المشاركة في تشكيله وصنع مساراته لا الوقوف عند حدود التقوت بما ينعم علينا صانعوه من فتات الحضارة.

لقد إستفاق الوعي العربي على هذا المشهد بتحدياته التاريخية مصدوما، وحاول منذ بدايات النهضة التي لم تفلح في النهوض، إيجاد معنى أو تفسيرات للإنكسار، لكن في واقع الحال ظلّ هذا الوعي يراوح مكانه داخل إطار من التبريرات والمقولات الجاهزة، ثم أعلن إفلاسه عندما تورّمت فيه ثنائيات الماضي والحاضر، الأصالة والحداثة، الإسلام والغرب... وهو الآن وإن كان يحاول إنقاذ نفسه عبر وسائط النقد والنقد الذاتي، فإنه في كثير من الأحيان يدور في فلك العزلة، يسكن السماء ويأبى أن ينزل إلى الأرض مكانه الحتمي والطبيعي، فيعيد بذلك تكرار فصول الإنفصال عن المعنى والغايات، ويفقد في ضبابيته الإنسان العربي، المتأرجح بين القيم المتنافرة وفقدان الثقة بالأنظمة والنخب السياسية، وغياب الروح المؤمنة بقيم الوطن والمصلحة العامة، ومواصلة الإفراط في سيادة الأنانية والفردية.

نحن إذن في مأزق حقيقي، لأن عقولنا غير قادرة على إحداث القطيعة المعرفية الفاعلة مع فكر التخلف والردة والفتن، ليتسنى لنا الخروج من نفق الأزمة بوضع خريطة عقلانية لجغرافيا التحضر.

إن العقل العربي كما يصفه الكاتب اللبناني هاني حلاوي، في معرض حديثه عن وعي التخلف وتخلف الوعي: " هو عقل لا يعرف ما يريد وعاجز عن تحديد ما يريده، وهو غيبي حين يتحدث عن أهدافه، مفرداته مستهلكة وقدراته منهكة، يرفض حين يجب أن يقبل والعكس صحيح " [1].

بهذا، نكون نحن على المستوى الإجتماعي والسياسي قد وقعنا تحت وطأة المآمرة، مآمرة الفكر العاجز عن تجاوز ضحالته مع الأنظمة المستبدة، المستفيدة الوحيدة من هذه الغوغائية، وفي هذا الصدد تقول الدكتورة ثناء فؤاد عبد الله: " ونحن نعيش في ظل مناخ ملتبس، تصدمنا فيه « السياسة» ويشدنا فيه « المقدس»، المقدس بالمعنى الشامل، وترنو أنظارنا نحو أنماط مثالية نتصور أن فيها الحل الأمثل لأزمتنا المستحكمة، ألم يعد من الملح أن نتجاوز حدود الفكر الذي لم نتجاسر على تجاوزه من قبل، وأن نطرح من القضايا ما لم نطرحه، ومن ثمّ نكتشف هذه « الحلقة الخبيثة» التي تجعلنا ندور حول أنفسنا دورة كاملة، في كل مرة، لنعود أدراجنا إلى نقطة البداية " [2].

من المؤكد، أن معركتنا اليوم هي معركة إعادة تشكيل الوعي العربي ليتعاطى مع مستجدات الحياة بمرجعية متماسكة ومرنة في ذات الوقت، يمكنها أن تجد الإجابات المناسبة للأسئلة العويصة، والأكيد، أن هذه المعركة هي معركة صعبة محفوفة بالمخاطر، بل تكاد تكون مستحيلة، بالنظر إلى معطيات الراهن وجملة المحرمات التي توضع في طريق الفكر الحر، المناهض لأشكال الخوف والإستبداد، والموانع المتربصة بفعل تحكم ما هو سياسي في مصائر الناس وتطلعاتهم.

لكن الركون إلى فكرة « المستحيل» هي في حد ذاتها المانع الأول والأساس، الذي يحيك في فضائه نسيج عنكبوتي من التصورات القامعة لأية إرادة في تخطي الراهن وإستحضار المستقبل، وإذا كان ليس هناك من منفذ سوى المغامرة، فإن المغامرة على خطورتها تستحق أن يتجاوب معها وعينا، على الأقل في هذه المرحلة، ومهما تكن الخسائر في العلن لن تكون أكثر من تلك التي تحدث يوميا في دهاليز الصمت.

المغامرة، تعني المحاولة في اتجاه مرسوم، مرة ومرات، وإن كانت تحيل من خلال هذا الفهم إلى مصطلح « الثورة»، فإن المقصود ليس الثورة بالمعتنقات الإديولوجية المغلقة والرفض تحت مظلة التصورات المؤدلجة، وليس المراد والمبتغى أيضا إسقاط نخب حاكمة واستبدالها بنخب أخرى، قد لا يتبدد مع مجيئها نمط التسلط والقهر، وربما يعاد إنتاجه في قوالب فكرية أكثر حداثة وأكثر تدميرا، إنما الأمر مرهون بمغامرة « الإختراق» عبر جرّ الفكر المستنير إلى المستويات العميقة للشعور الجماهيري، والوصول بداخله إلى مراكز إقاض الأحاسيس ( الإحساس بالذنب والإحساس بالمسؤولية) في تقاطعهما، ومن ثمّ إبتكار أسس للإرتقاء بهذه الخطوة والدفع بها إلى حدودها القصوى، ليتم وضعها في مسارها الحقيقي، المرتبط بمصير الإنسان في عالمنا العربي، الذي لا يمكن أن يتقرر إلاّ بإرادة قوية وفكر فعّال ! وحركة إجتماعية متناسقة.

وفكرة المصير هنا تجد لنفسها أكثر من داع لفهمها، فهي تحتضن الواقع والأفق في تجاور مستمر، وفي ضوء هذا التجاور يتكشف الممكن عن قدراته حين يجد من يخرجه من حدوده الضيقة، وهذا تماما ما أشار إليه الفيلسوف الألماني هايدجر عندما إعتبر أن تدبير المصير ما هو إلاّ انفتاح شعب ما من الشعوب على المستقبل داخل ممكنه التاريخي الخاص، والذي يجعله قادرا ومستعدا على الدوام لتجاوز كل ما يعترضه من حواجز.

بيد أن الأمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض، فحين نتكلم عن مصير الشعب العربي، فإننا نتكلم ضمن المجال الذي تتيحه لنا الأبعاد الدلالية للمفردة في قاموس اللغة العربية، فهي تحيل إلى الحاضر كما تحيل إلى الآتي، كما تنطوي على جملة الآمال والطموحات المشروعة، وفي هذا الإطار تتبلور الأسئلة ويجترح مخزون الفهم، وفيه أيضا تقع كبرى المشكلات الفكرية التي تسعى إلى القراءة التحليلية للوقائع والإستشراف، من منظور الوعاء الثقافي والذاتية المندمجة فيه.

لكن مع ذلك، يقتضي المقام أن نسأل بعيدا عن التأكيد أو النفي لتدخل ذاتيتنا في هذا الطرح، أي مصير نحن فيه ؟ وأين سيمضي بنا هذا المصير؟ وما هو المصير الذي نحلم جميعنا أن نتوج به يومياتنا تحت خيمة المستقبل ؟

لقد شهدت البلاد العربية تحولات كبيرة في النصف الثاني من القرن الماضي، فهي من ناحية إستطاعت أن تنال إستقلالها بعد سنوات طويلة من الإستدمار، قارب في الجزائر مثلا مائة وثلاثون سنة، واتجهت إلى ما عرف بإرساء دعائم الدولة الحديثة، من خلال العمل على إقامة المؤسسات السياسية والتشريعية والقضائية، وتطوير مرتكزات السيادة الوطنية عبرها، وفي مجال الإقتصاد راهنت على بناء صرح صناعي حديث يحقق لها النمو الداخلي ويدفع بعجلة التنمية نحو تحقيق العدالة الإجتماعية، ومن ناحية أخر، أصبغت هذا الإنجاز بعدد من الشعارات النضالية ساغها الخطاب السياسي فيما يشبه العزف المنفرد، على أنها مفصل العمل الوطني وغايته.

وقد ساد الإعتقاد لدى النخب الحاكمة وكثير من المثقفين العرب، على أن هذا التوجه سيقود لا محالة إلى الحداثة التي أدت إلى تفوق الغرب وتقدمه حضاريا، وكرس هذا الفهم عند الطبقات الشعبية تمركز الدولة في يد السلطة، التي أصبحت المصدر الوحيد للرأي [3]، فما تراه القلّة التي تمارس السلطة صحيحا فهو صحيح وما هو دون ذلك فلا مجال للحديث عنه، وهنا ذهب التصور إلى أن الحداثة (Modernité) يمكنها وبكل بساطة أن تتجسد بمجرد نقل مظاهر المدنية الغربية والحصول على المعارف والمعلومات والتكنولوجيات المختلفة وهو ما أقدمت عليه بالفعل، لكن ما كان « مغيّبا» عن الأذهان أن ذلك التصور ما هو إلاّ حالة من حالات المحاكاة الجوفاء، التي تشكل صورة سطحية للتحديث (Modernisation)، والأمر يختلف إختلافا جوهريا عن! الحداثة الفعلية، التي هي ممارسة حياتية وسلوك إجتماعي ينبني على أساس ا لعمل الدؤوب للكشف عن ماهية الوجود، والبحث على أنسب الحلول للإرتقاء بإنسانية الإنسان.

في ضوء هذه النظرة القاصرة، التي إستبدلت العقل بالنقل، تم إقصاء قوى إجتماعية وسياسية ذات توجهات ورؤى مغايرة للأنظمة الذاكرية المستقوية بالشرعية التاريخية أو " المديونية التاريخية " حسب تعبير الدكتور بومدين بوزيد، وأصبح الخطاب الثقافي ملتصقا بالخطاب السياسي وتابعا له، يجتهد في إخفاء مساوئه ويعلل إستنساخيته، ويبرز عناصره المتعارضة المتنافرة على أنها بنية متكاملة، قادرة على مجابهة الإحتياجات المتراكمة، وقد ساهمت السيطرة الأجنبية في إرساء دعائم هذا التوجه ضمن إستراتيجية المصالح الدائمة، ومكنت الأنظمة الفاسدة المتسلطة من تخليد نفسها باستحداث آليات جديدة للمراقبة والقمع وتبرير الإخفاقات المتكررة.

وفي سياق هذا الفشل الذريع على جميع الأصعدة، فتح المجال مع نهاية السبعينات وبداية الثمانينات لعمليات ترقيعية، أطلق عليها عمليات التصحيح، في نطاق وهم الإنفتاح الإقتصادي، تحت ضغط صندوق النقد الدولي ووفق شروطه، فتفاقمت المحنة بشكل مضاعف، واتسعت رقعة الفقر والغبن، وسحقت طبقات عريضة، ظلّت إلى وقت قريب تتبوء منطقة الوسط، وكان الأمل يعقد عليها عند التفكير في إحداث أي تغيير لوجودها في مواقع تسمح لها بذلك كالتعليم والإدارات والمرافق العمومية، وانقسم المجتمع العربي عندها إلى طبقة فاحشة الثراء تسترزق من ممارسة السلطة أو تدور في فلكها مستفيدة من حمايتها، وطبقة حوّلها الحرمان والجوع إلى أرقام تحيا على الهامش، أقعدها التشائم ولبستها العطالة الفكرية ولم تعد تصلح إلاّ لملئ فراغ النتائج الإنتخابية المزورة.

هذا الوضع الكارثي للأمة شهد تطورات جديدة في المرحلة الراهنة، فقد " عرفت الأرض عصرا جديدا من الغزو أيضا، كما حدث في عصر الإستعمار، ففي حين كان الفاعلون الرئسيون في التوسع السابق من الغزاة، وكانت الدول، فهذه المرّة المشروعات والتكتلات المكونة من المجموعات الصناعية والمالية الخاصة، هي التي تعتزم السيطرة على العالم " [4]، وبما أن العرب يستوطنون جغرافيا لها أهميتها الجيوستراتيجية من ناحية الموقع والثروات، فإن الإهتمام انصب عليهم بالدرجة الأولى، وأصبح للولايات المتحدة الأمريكية م! تزعمة العالم الجديد، والمحتضنة لنصف تلك المجموعات الصناعية، الدور الريادي في تحديد الأولويات بالنسبة للدول العربية والتدخل الفاضح في شؤونها الداخلية وفق ما تمليه عليها مصالحها وإستراتيجية المحورية الأمريكية التي تفرضها باعتبارها بديهية منطقية للعولمة.

إن مطلع الألفية الثالثة هو بلا ريب بداية حلقة أخرى من حلقات إفقاد السيادة لشعوبنا أو ما نظن أننا حافظنا عليه ليحفظ لنا ماء الوجه، فالشعب العربي بدون إستثناء من المحيط إلى الخليج هو وحده الذي يدفع ضريبة التخلّف، ويجرد من كل إمكاناته، وتزلزل بنيته التحتية مع بقاء الدول في صيغتها الأنظماتية محافظة على وجودها ومكتسباتها، والفرق يتضح جليا هنا، فالفاصل بين سيادة الدول وسيادة الشعوب موجود كما يذهب نوري البالا (Nuri ALBALA) في الضغوطات التي تحاك من أجل التنازل عن السيادة [5]، فإذا كانت الدول لا تجد مانعا في التخلي ـ كلما إقتضت الحاجة ـ عن إمتيازاتها، فإنها لا تفعل ذلك لصالح بنى ذات أساس ديموقراطي.

لذلك عاش المجتمع العربي، ولا يزال يعيش في الحدود التي رسمتها له القوى الإمبريالية قديمها وحديثها، تبعا لمبدء الإحتواء والإقصاء، إحتواء الأنظمة المستبدة طالما لا تبدي أي معارضة تجاه نزعتها المهيمنة، وإقصاء الشعب، وبالتالي لم يعد صعبا العمل على تعميق الفجوة بين المواطن والسلطة إلى الحد الذي أصبح فيه نسف وقمع كل رغبة في التغيير والإصلاح من الأول أساسا لبقاء الثاني.

تلك هي المعضلة الأساسية التي تلون حقيقتنا الوجودية بالأسود، وتضع علامات إستفهام لا تحصى في طريق تطلعنا إلى الغد، والدارس لشؤون منطقتنا لا تخفى عليه القنابل الموجودة، المتفجرة منها والقابلة للإنفجار في أي لحظة بمجرد إصدار الأوامر، مثل تصاعد الإرهاب، وتسييس مسألة الأقليات، وتدويل القضايا الداخلية، وخطر إرتفاع حجم الجاليات الأجنبية، الهندية على وجه الخصوص في منطقة الخليج، وهي مسائل مرعبة أفاض في الحديث عنها الدكتور عبد الله النفيسي مؤخرا [6].

من هنا يتضح لنا أن التخطيط للمستقبل يصطدم بأربعة عوائق متشابكة ومتكاملة لا يمكن فصلها عن بعضها:

أولا: عائق الهيمنة الأجنبية التي لا تقوم بإلحاق الأنظمة العربية بنظامها السياسي كلية لكنها لا تدعها تفلت من قبضتها.

ثانيا: عائق الأنظمة العربية ذاتها التي تمارس كل أصناف القهر والظلم وانتهاك حقوق الإنسان على شعوبها مقابل تقديم الولاءات والتنازلات تلو التنازلات لقياصر البنتاغون وأذنابهم في إسرائيل.

ثالثا: الإستسلام الشعبي الذي يعتبر ما أصابه ويصيبه قدر محتوم لا مفر منه.

رابعا: عائق الفكر الذي لا يزال يمتهن المجاز ويظلّل العقل، ولا يجرء على تعرية المنطق الداخلي لهذا الهوان، ولا يملك الأدوات الكفيلة بتحريك الأذهان التي قوضها الجمود و الضمائر التي تكلست مع تعاظم اللامبالات وتقديس التفاهات.

وإن كان المخرج مطلبا يلزمنا الخوف ممّا هو قادم البحث عنه، فإننا لا نراه إلاّ فيما ذكرناه آنفا، أي إعادة الثقة للإنسان حتى يمسك مصيره بيده ويتحرك باتجاه تشكيله حسب إرادته، لكن ذلك لن يتم إلاّ بتغيير حقيقة هذا الإنسان من كونه مجرد فرد إلى شخص يتفاعل مع الآخرين، وتحويل رؤيته إلى المستقبل من رؤية ضيقة تعتمد منظار الذاتية إلى رؤية جماعية تصب في مجرى الوعي الإجتماعي ككيان موحد، وقد يكون في تشجيع وترشيد التكتلات الصغيرة التي تحمل مطالبا مهنية أو إجتماعية وتظهر من وقت لآخر سبيلا لا يستهان به لتكوين جماعات ضغط سياسية تعيد ترتيب البيت العربي مستقبلا وتنتقل به إلى الهيكلة العالمية الضمان الوحيد لبناء خطط تنموية عاقلة.


[1هاني حلاوي – العقل العربي بين وعي التخلف وتخلف الوعي – جريدة السفير (لبنان) – 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004.

[2موقع التجديد العربي www.arabrenewal.com.

[3د. برهان غليون – الخروج الكارثي للعالم العربي من الحقبة الوطنية – يراجع موقع الجزيرة نت www.Aljazeera.net - تاريخ 23 ديسمبر 2005.

[4موسى الزعبي – الوجه الجديد للعالم – مجلة الفكر السياسي – العدد 17 – خريف /شتاء 2002- منشورات إتحادالكتاب العرب في دمشق.

[5نوري البالا ( Nuri ALBALA ) – سيادة الدول وسيادة الشعوب – Le monde diplomatique النسخة العربية – أيلول (سبتمبر) 2005.

[6أجريت المقابلة مع الدكتور عبد الله النفيسي في برنامج بلا حدود الذي يعده ويقدمه الصحفي أحمد منصور – في قناة الجزيرة الفضائية يوم 28 كانون الاول (ديسمبر) 2005.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى