السبت ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
بقلم طه الليل

مقومات الكمال ودلالات الجمال في الفكر العربي الإسلامي

ساهم الفكر الجمالي في القرن الرابع الهجري في ابتداع المنزع العقلي ،الذي ساعد على اعادة تشكيل المدركات بما يدفع الحدس التصوري الى استبطان واكتناه عوالم الذات ،وفق بعدها الاسشرافي وفي علاقتها الجدلية مع المضمون الجمالي للعمل الفني.

اقترن المضمون الجمالي عند الفلاسفة العرب بصفة الكمال ،وهو ما يشرع الموقف الجمالي لصفة الشيئ في عالمه الدنيوي والحسي ،وارتباطه جدليا بماهية الوجود.
وفي تحديدنا لمفهوم الكمال لغة ،هو حسب ابن منظور في لسان العرب: "التَّمام، وقيل: التَّمام الذي لا يتَجَزَّأَ ، ويقال: كمل الشيء يَكْمُل، وكَمِل وكَمُل كَمالاً وكُمولاً،
وشيء كَمِيل: كامِل، جاؤوا به على كَمُل. و الكمال اصطلاحا هو الملائم النابع من تمام الصفات والتناسب والتناسق، في أجزاء الشئ وعناصره وخصائصه ووظيفته التي يجب أن تتسم بعدم النقص.
وقد تناول الفكر العربي الاسلامي مفهوم الكمال في علاقته مع العالم العلوي ،أي عالم النور والحقيقة السرمدية والدائمة المتمثلة في المثال الأول والآخر،في أبعاد ثلاث:

البعد الوجودي: وهو الذي تعرض اليه ( ابن سبعين) في كتابه(المسائل الصيقلية)الذي قرن الكمال بكونه ماهية الكائن والانسان .

البعد المعرفي:أن القيم الانسانية والمعنوية والمادية هي المحددة للمستوى المعرفي للكمال.
البعد الجمالي: الذي استحال المقوم الأساسي لمفهوم الكمال ،حيث يتمثل الجوهر الأصلي في عملية اقتران الجمال بالجلال الذي يمثل الجوهر الكلي لماهية الكمال.

ومن ذلك يتصور أبو حيان التوحيدي رؤيته للعالم من خلال نظرية الأنساق الكلية المنطلقة من مبدأ الذاتية التي تتعامل مع الوجود ضمن سعي الانسان الى معرفة الله،والفناء فيه ،أما عكس ذلك فان الخضوع للحواس والطبيعة يمثل مركزا للانهيار والسقوط في المشاعر والغرائز الحيوانية ،فلا جمال للانسان بالنسبة للتوحيدي بطبيعته أو فطرته ،وانما هو فعل مكتسب من خلال التحقيق المطلق لحركته الدؤوب ،التي تسعى الى التماهي في وجودها مع (الحق الأوّل )،والتمعن في صفاه ،من خلال عملية التدرج والتقلب من حال الى حال ،ومن هيئة الى هيئة،يسعى فيها الانسان الى التجرد من أدران المادة ،بوصفه عالما أصغر ليصل بالتدرج في المعرفة الى التمعن في صفات العالم الأكبر ،بما هو الكون.

من ذلك يتمكن من استثمار الحقائق الكونية والانسانية و ادراك نتاجها ،ويقوم بذلك صفتي الكمال والجمال مقترنين،والذي يستدل بهما عن وجود الله الحق من خلال عملية الفيض الالهي.
وينقسم الكمال الى صنفين:

 كمال مطلق
 كمال مقيد

ينتج الكمال المطلق في خضم العلاقة الجدلية الكامنة بين الانسان في اطار علاقته بالعالم العلوي والسفلي،بكونه طاقة متجددة وخلاقة ،وهذه الطاقة يتسنى من خلالها للذات تحقيق قيمتها المثلى في الكون ،ويتجلى ذلك في معرفة عالم المطلق وخصوصا في صورة الكمال الالهي الذي يحتمل العديد من الكمالات الفرعية المتمثلة في جدلية المادة والصورة.
وباقتران الكمال بمفهوم التجريد الذهني ،يتضح الكمال الالهي بعلويته على بقية الكمالات ،لأنه نقي لا تشوبه شوائب المادة والصورة ،فهو جوهر بسيط وغير مركب.

ونتدرج في تصور مفهوم الكمال ،من الكمال الالهي الى الكمال الروحاني ،الذي يهتم بجواهر الروح الانسانية ،وتوقها الى التماهي مع الكمال الالهي الغير منقوص،ومن ثم الكمال الجرمي والسماوي ،الذي يكتسب المادة وصورتها،ونجده في علاقة تأثير وتأثر مستديمين بين الأولى والثانية.
أما بالنسبة للكمال المقيد ،أي الذي يتسم باكتسابه صفة الكمال،ولكنه لا يبلغ جوهره وماهيته،وانما تنبجس منه هذه الأبعاد التي تسعى الى بلوغ الكمال المطلق الغير مقيد ولا مقنن ،ولا محدود، لأنه كمال محدود تتخلله المادة والصورة مجتمعين،وهو ليس عملية ذهنية حتمية،وانما يتسم بالنسبية من حيث الدلالة والمعنى والماهية.

ويتدرج في تركيبه التفاضلي من الكمال الانساني والذي يمثل الكمال الأكمل المتسم بشموليته ،المتمثلة في سعيه الدؤوب الى الخروج من عالم المادة والحس البسيط ،الى بلوغ جواهر روخانية تخرجه من المادة والصورة ،عن طريق عملية الفيض ،والتدرج من خلال عملية السفر الى وجد يكسبه الله عباده المريدين ،وكأنه نور يقذفه الله في قلبي "على حد رأي الغزالي.
أما الكمال الثاني في العالم المقيد ،فيتمثل في الكمال الحيواني الذي يتسم بتدني درجة تعقيده ،على كونه يتصف بصفات المادة التي تلغي الذهنية والروحانية ،وانما هو غريزة فطرية يبعثها الله في خلقه الحيواني ،بغية التواصل والاستمرارية ،فهو مادة تفتقد الى صور التجلي الروحاني والفكري ،الذي يسعى الى التدرج في معرفة ملكوت الله.
ومن ثم نتدرج في رؤية الكمال الى الكمال الهيولاني بكونه ليس مادة فحسب ،فلا تركيب له ولا تعقيد فيه ،ومن ذلك يحمل المرتبة الثانية في أبعاد وأصناف كمالات العالم المقيد.
من الملاحظ أن الكمال المقيد ومختلف أبعاده وأصنافه ينشأ ميزانها التفاضلي على التعقيد،بينما تتفاضل الكمالات المطلقة انطلاقا من البساطة ،ومن ذلك قول ( سعد الدين كليب) في كتابه ( مفهوم الكمال في الفكر العربي الاسلامي ):"ان أكمل ما في السماء هو البسيط ،وأكمل ما في الأرض هو المعقد".

ومن خلال هذا التحليل يرتبط مفهوم الكمال ارتباطا كليا حسب الفلاسفة المتصوفة ،ومنهم التوحيدي بالمعيار الخلقي الذي يشكل بمعرفته ،معرفة أخرى تتمثل في معرفة "الله"والمتحددة في وجودها بالجوهر الأخلاقي وما يقابله من جوهر الكمال في العالم العلوي،فمعرفة الكمال تنطلق من جوهر وجود الانسان ،ومن سعيه الدؤوب الى معرفة أبعاد النفس وتجلياتها من خلال النظرة العقلية ،التي تعيده الى مبداه الأول المقترن بالمواصفات الالاهية،ومن هنا تندرج علاقة الجمال بالكمال ،فالكمال في قيمته الجمالية لا يمكن له أن يتحقق في لعالم المقيد أي الدنيوي والحسي الا من خلال فعل التغير بمعنى الحركة التصاعدية ( Assendante)التي تمكن الانسان من التمعن في الجمال ،من خلال التبدل بمقومات الحسن والجمال من حال حسنة الى حالة أحسن،وهذا ما يؤكده التوحيدي في المقابسات:"واذا كان العالم...يصير في كل ساعة ولحظة الى هيئة لم يكن عليها من قبل ،فهل ذلك الا لأن العالم متوجه الى كمال وجمال ينالها حالا فحالا،ثم يكون له بوجود الحق الأول نبدأ يتحدد فيه تشوقه".

ان الانسان على حد هذا الرأي هو "...من اتبع الذكر وخشي الرحمان بالغيب"بمعنى أن الذكر بما هو تمعن في خلق الله واعمال العقل ،وليس كممارسة روحانية وجدانية فحسب ،وانما هو ارتفاع وسمو بالعقل من العالم المقيد المحدود في حقائقه وصفاته وصوره،الى معرفة باطن وجوهر الحق،والاندماج فيه ،والسفر ليه،ومن ثم الفناء في وحدانيته.
ان هذه المعرفة لا تتحقق الا بالمعرفة الأولى المتمثلة في العرفانية اليقينية للنفس التي تنقسم ين الروح والجسد،فالنفس على حد رأي التوحيدي ،هي قوة الاهية من بين الجواهر والعقول ،أي بين ماهو في العالم الخارجي مفكر فيه،وما تتمكن النفس في سبر أغواره من العالم المقيد ،ووجب احتوائه بالعقل لبلوغ العالم الكامل والمثالي العلوي،فترتفع النفس عن مادوية الجسم ليتسنى لها معرفة العالم،وهذا لا ينفي وجود النفس الكلية التي هي مزيج من النفس الجسدانية والتي نقصد بها الجسد ،وما يحويه من حواس ينشأ من خلال تفاعله مع عالم المحسوسات ،"ان نفسك هي احدى الأنفس الجزئية من النفس الكلية ،لا هي بعينها ،ولا منفصلة عنها ،كما أن جسدك جزء من العالم لا هو كله ولا منفصل عنه...ولو قال قائل ان جسدك هو كل العالم ،لم يكن مبطلا لأنه شبيه ومسلول عنه ،وبحق الشبه يحكيه ،وبحق الانسلال يستمد به"
ومن هذا المنظور تتمكن النفس من معرفة عالم المثل العلوي ،لا بعقلها الباطن ،وانما بسبيلها المعرفي الذي يبغى تحقيق اليقين،فتسعى النفس من خلال جسدانيتها من مسائلة وتحسس المعرفة أيضا من العالم الخارجي لها،عالم المحسوسات ،معادلا الطبيعة والمادة في تمكنها من ادراك حقيقة الوجود ،وحقيقة الكمال الجزئي ،وذلك من خلال تمعنها في صفات الجمال النابعة من الطبيعة ، ومن ذلك يستحيل الوجود من حيث أن الطبيعة هي الصانعة للفن ،عبر ادراك الأشياء من خلال جمالها القائم على التناسب في القيمة والشكل والهيئة والمادة ،ومن خلال عملية التماثل ومحاكاة الطبيعة تستحيل هذه المحسوسات قدرة دافعة للادراك العقلي في منحاه البرهاني ،على اعتبار أن العقل هو هبة الله ،اذن فهو قوة الاهية "تنتهي عنده المركبات الى مركب الغاية والمبسوطات الى مبسوط النهاية "
وهنا يجلى التوحيدي معايير البرهان والتفسير من خلال قدرة العقل بربطه لمفهوم الجمال بالكمال ،والذي غايته هو المعرفة العقلية للقدرة الالهية انطلاقا من العالم المقيد الى العالم المثال، فالرؤية الجمالية لديه ناجمة عن عقلنة الطبيعة ،أي ليس الاحساس بمادية الطبيعة ،وتحسس طبيعة المادة،وانما بحث فيها ،من خلال التحليل والتفسير والتحقيق العقلي ،ويندرج ذلك في قوله:" لقد كانت النفس فوق الطبيعة( المثال) ،وكانت أفعالها فوق الحركة ( الزمان) فاذن ملاحظتها الأمور ليست بسبب الماضي والحاضر والمستقبل،بل الأمر عندها السواء ،فمتى لم تعقها عوائق الهيولي والهيولات ( المادة)وحجب الحس والمحسوسات ،أدركت الأمور وتجلت بالأزمان."

وهنا يتحدد الكمال بالجمال وبالطبيعة وأثر النفس فيها ،وهذه العناصر تتأثر فيما بينها في اطار العلاقة الجدلية الناجمة بينها،ويتأكد ذلك في قوله:"فقد كفت الطبيعة في مواضعها التي لها الولاية ،عليها من قبل النفس ،كما كفت النفس في الأشياء التي لها عليها الولاية من قبل العقل ،كما كفى العقل في الأمور التي له الولاية عليها من قبل الاله ، واذا كان المجموع هذا راجعا الى الاله ،فانه في التفصيل محفوظ الحدود على أربابها".
ان هذه الحدود التي تنبني من خلال علاقة النفس بالكمال والجمال تتلخص في مفهوم الجلال ،اذ يصنف التوحيدي الجمال في ثلاث مستويات تتمثل في ( الحسن –الجمال-البهاء)،فكل من هذه المفاهيم تدعم الرؤية التوحيدية القائل بنظرية الفيض المتمثلة في كون الجمال نابع من مصدر واحد متمثل في الله، فهو مصدر كل جميل، ومنبع الجمال الكلي،المتصف بالإطلاق الذي ينعكس منه الجمالات الأخرى.ويقول في ذلك:"والعالم السفلي مع تبدله في كل حال واستحالته في كل طرف ولمح، مستقبل للعالم العلوي،شوقا الى كماله وعشقا الى جمال هو طلبا للتشبه به،وتحققا بكل ما أمكن من شكله".يفرق التوحيدي بين الجمال المادي والجمال المثالي ضمن مفهوم الأخلاق ومبادئه،ويتدرج التوحيدي من أبعاد الجمال ومفاهيمه بين الجمال المطلق فالكوني الى الجمال الفني الحسي المدرك،ليؤكد انبجاسه من جملة من العناصر التركيبية التي تشترط وجود الكمال والتناسب المتمثل في العناصر المكونة للموضوع الجمالي ومدى تناسب أجزائه وتناسق المفردات الجزئية مع الكلية في بنية الموضوع وتكوينه. ويتضح ذلك في قوله:"الجمال هو كمال في الأعضاء وتناسب في الأجزاء مقبول عند النفس".
ويتحد قول التوحيدي مع الغزالي وابن سينا في تكوين الموضوع الجمالي، لكن التوحيدي يقسم الجمال أيضا الى صنفين:
جمال مثالي موضوعي:يصل إليه العقل بالبصيرة ولهذا فهو جمال مطلق لا يتسم بصفة التغير.
جمال مادي:يقوم هذا البعد على الحواس، ويتصف هذا الجمال بصفة التغير والنسبية حسب الموضوع الجمالي والمتغير الفكري والاجتماعي والتعود البصري والطبيعة البشرية بصفة أعم.

أما في عملية التذوق الفني فقد وضح التوحيدي أن النفس من خلال هذه العملية تنجذب نحو الموضوع الجمالي فتنفعل معه حسيا من خلال ارتياحها الحسي والنفسي للجميل،كما تفعل النفس بادراكات المعقول من خلال البراهين والمعقولات.
بالتالي تسعى النفس الى استنباط الجمال المجرد الذي يتبع الذهن والعقل.يتضح ذلك في قول التوحيدي:"إن التذوق الجمالي هو نوع من أنواع الانجذاب والاندماج والاتحاد بين المتذوق وبين المؤثر الفني، ذلك أن النفس تنزع عن الصور الطبيعية مادتها فتستخلص جماليتها مجردة، وتتحد بها فتصير إياها مثلما تفعل في المعقولات، فالذوق وان كان طبيعيا فانه مخدوم الفكر والفكر مفتاح الصنائع البشرية، كما أن الإلهام مستخدم الفكر ومفتاح الأمور الإلهية."
ونستنتج من ذلك أن نشأة العلاقة الجدلية داخل الموضوع الجمالي تبدأ من النفس لتعود إليها من خلال عملية الانجذاب والتأثر البصري والعقلي والفكري لتستحيل الصورة الفنية مجردة من شوائبها المادية، لتمر الطبيعة الى العقل الذي يقوم بتحليلها لتتحول من الجمال الذي أوكله الله في الطبيعة الى الجمال من منظور إنساني متراوح بين المادي والذهني .فتؤثر الصورة بالنفس لتصل الى درجة التوحد والتماهي بين الموضوع الجمالي ولمتذوق لهذا الجمال والحسن، ويتأكد ذلك في قول مسكويه إجابة عن أسئلة التوحيدي المتعلقة بجمال الصورة الفنية:"...تأثر النفس بالصورة الحسنة الى درجة الاندماج والتوحد بين المتذوق والعمل الفني."

 ابو حامد الغزالي:احياء علوم الدين
 سعد الدين كليب: مفهوم الكمال في الفكر العربي الاسلامي،مجلة المعرفة،سوريا،عدد 371،1994
 التوحيدي أبو حيان،المقابسات، ترجمة، تحقيق: محمد توفيق حسين، دار الآداب،بيروت،1989ص 263,
 القرآن الكريم:سورة يس،الآية 10,
 التوحيدي أبو حيان: الامتاع والمؤانسة، تحقيق أحمد أمين، وأحمد الزين، دار مكتبة الحياة، بيروت 1986،ص 135.
 التوحيدي أبو حيان:الهوامل والشوامل ،م 33،ص 93.
 التوحيدي أبو حيان:الامتاع والمؤانسة، تحقيق أحمد أمين، وأحمد الزين، دار مكتبة الحياة، بيروت 1986ص 134.
 يقول التوحيدي في نظرية الفيض الجمالي:"من الحسن في غاية لا يجوز أن يكون فيها، وفي درجتها شيئ من المستحسنات، لأنها تفيض بالحسن على غيرها،ان كانت معدنه ومبدأه، وانما نالت كلها الحسن والجمال والبهاء منها وبها".أبو حيان التوحيدي: الهوامل والشوامل، تحقيق: أحمد أمين -السيد أحمد صقر،مكتبة الأسرة،القاهرة2009. ص 137.
 أبو حيان التوحيدي:المقابسات، ترجمة، تحقيق: محمد توفيق حسين، دار الآداب،بيروت،1989،ص 58.
 أبو حيان التوحيدي: الهوامل والشوامل، مرجع مذكور،ص25.
 أبو حيان التوحيدي: الامتاع والمؤانسة، تحقيق أحمد أمين، وأحمد الزين، دار مكتبة الحياة، بيروت 1986، ص 134
 أبو حيان التوحيدي: الهوامل والشوامل،مرجع مذكور،المسألة رقم 54،ص 140.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى