الأحد ١٢ أيار (مايو) ٢٠١٣
بقلم بوعزة التايك

أسرار ووقائع بقسم المستعجلات

التلميذة سهام لا تترك تلميذة إلا ورمتها بسهامها. فسارة لها العشرات من الآباء وسناء أمها تعمل كخادمة عندما تنتهي من عملها كأستاذة وريم أبوها يقضي أيامه في البحث عن زوجته في علب الليل وهناء عائلتها لا تأكل إلا ما يتركه لها كلب الحي الفقير. أما أنا أستاذها المعجب بها وبذكائها وشخصيتها فلا أستحق أن أكون أستاذا لأني لا أعرف الألف من التاء والثاء. وقد أصبحت مدرسا لأن السيد المحترم الحمار وزميله البغل سبق أن رفضا المهمة التي أسندت إلي. أما المدير فهو رجل لا يستحق منصبه لأنه يمشي كالغراب ويبتسم كالضفدع.

سهام كانت تلميذة رائعة لكنها تغيرت وتحولت إلى كتلة من نار تلتهم أعراض كل تلاميذ القسم. ماذا وقع لك أيتها التلميذة اللطيفة؟

اعذرني يا أستاذي أنت الذي أحببتني وكنت تفضلني على كل زميلاتي لأخلاقي العالية. لكن الذنب ليس ذنبي بعد أن انقلبت الأوضاع وتغير جو العائلة. فأبي الذي كان لا ينام إلا بعد أن يحكي لي أجمل القصص صار لا يهدأ له بال حتى يكسر جمجمة دميتي ويمزق صدر طائري. أما أمي فإنها أصبحت كلما رأتني صاحت: أنت سبب كل المصائب فقد حبلت بك ساعة بعد تعرفي على أبيك. أما أخي الصغير فقد أصبح يكيل لي اتهامات خطيرة أبسطها أني سبب تعاسته لأنه جاء إلى الوجود معوقا.

ومنذ ذلك اليوم وأبي لا ينام في الفراش مع أمي وأمي لا تعيرني أي اهتمام وأخي المعوق يصرخ ليل نهار فكيف تريد مني يا أستاذي العزيز أن أظل تلميذة لطيفة ذات أخلاق عالية وسط تلميذات سعيدات لا أم تكرههن ولا أب ينهرهن ولا أخ يجلس على أكبادهن؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى