الأحد ٢٦ أيار (مايو) ٢٠١٣
سر اكتشاف

الفنان الفلسطيني محمد عساف

عزالدين شلح

ربما من يعرف الفنان الفلسطيني محمد عساف جيداً قبل دخوله مسابقة «أرب أيدل» يعرف بأن هذا ليس سراً، ولكن بعد منافسته على مطرب العرب الأول وشهرته على المستوى العربي، أصبح الكثير لا يعرفون سر اكتشافه، والملفت للنظر وربما ما دفعني أكثر للكتابة، أنه ومن خلال متابعتي لمن اكتشف صوته، وهو الفنان القدير جمال النجار، قدرته على اكتشافه منذ أن كان طفلاً ومتابعته حتى هذه اللحظات، والوعي والأخلاق التي يتحلى بها، حيث كان رده على صفحات فيس بوك لمن أبلغه بأنه حزين لأن عساف لم يذكره نهائياً حين سئل داخل البرنامج عن قدوتك، فأجاب بكل وعي وتواضع بأن عساف يعيش في حالة ضغط وأنا على تواصل معه بشكل يومي، ولا يهمني إلا نجاحه ووصله لأن يصبح الفنان العربي الأول.

لقد وضع الفنان جمال النجار سيناريو جميل حين أكتشف صوت عساف منذ طفولته، واستطاع بخبرته الفنية معرفة تطور الطبقة الصوتية مع دخوله مرحلة الشباب، فبدأ يحاول مشاركته في أغانيه الوطنية، وكان يراهن بأنه سيأتي اليوم الذي تتحدث فلسطين كلها عن عساف ولكن السيناريو أصبح أجمل بحديث كل العرب عن صوت فلسطين.

بدأ معه مشواره الفني منذ أن كان عمره 10 سنوات فغنى معه ولحن له: " شدي حيلك يا بلد، من بطن واحد نتولد، يا وطنا وإحنا صحابه، مبروك النصر مع التحرير، غزة لا تهتزي شدة وراح تزول، أرفع صوتك فوق وغني، وعلي الكوفية"، وهي من أجمل أغانيه، وأصبح يشارك معه في كل المهرجانات والاحتفالات الوطنية حتى الانقسام وبعدها غادر النجار قطاع غزة، ولم يتوان النجار للحظة واحدة في الوقوف بجانب عساف حتى بعد سفره فعمل على تذليل كل العقبات لتمكينه من دخول لبنان والمشاركة في البرنامج، وبدأ بحملة إعلامية ليجمع له الأصوات حسب نظام برنامج " أرب أيدل" ليحقق حلمه ورهاناته للسيناريو المعد منذ طفولة عساف الذي أصبح شاباً يتوشح بالكوفية الفلسطينية ويمثل فلسطين في أقوى البرامج العربية، ففرض بطبقات صوته وأدائه الرائع نفسه فلسطينياً وعربياً فهاتفه السيد الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين مؤكداً له بأن كل فلسطين تقف بجانبك، فحين يغني ويرفع صوت فلسطين تُصيب شوارع غزة والضفة الغربية والشوارع الفلسطينية داخل الخط الأخضر حالة من الشلل لسماعه ولترقب نتائج البرنامج، بل وأن مؤشرات التصويت له تدلل على المتابعة العربية المكثفة له.

غنى عساف لفلسطين وأصبحت حيفا ويافا حاضرة، حلق في سماء الوطن العربي ليعلن بأن فلسطين هنا وبأننا شعب يعشق الفرح كباقي شعوب الأرض، أعاد لفلسطين رونقها وواجهتها في الصدارة عربياً، وبدأ الأطفال والشباب الفلسطينيون يرددون الأغنية الوطنية " يا طير الطائر"، وهذا يدلل على أن إعادته للأغنية الوطنية القديمة بشكلها الجديد يشكل دافعاً وطنيا للحفاظ على تراثنا الوطني الفلسطيني ويساهم في تعزيز الروح النضالية في مواجهة الاحتلال ويخلق حساً قوياً وانتماء لدى الشباب لعشق الوطن.

عزالدين شلح

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى