الاثنين ٢٧ أيار (مايو) ٢٠١٣
بقلم بوعزة التايك

الفدية

تلميذ متيم بالجلوس بجانب الغراب أراد الانتقام مني ومن تلميذتي الحلوة المجتهدة المواظبة المهذبة فقام باختطاف عندليبها تاركا بعشه رسالة تهديد بقتله إن هي عجزت عن تأدية الفدية. أخبرتني صغيرتي بمأساتها فجمعت لها كل أموال الدنيا وضعتها في محفظة أسرارها التي أعرفها من بائها إلى همزة وصلها. ولما وقفت أمام كهف المختطف في انتظار إطلاق سراح العندليب رفض صائحا في وجهها أنه يفضل أن يكون الأداء بالنقط وإلا شنق عندليبها وأشعل النار في حنجرته الذهبية.

كادت زهرة دروسي أن يغمى عليها لكنها تذكرت قول الشاعر:" لا حياة بلا عندليب" فجرت إلى مكتب المدير وكسرت القفل ثم حملت على كتفيها جميع نقطها ومعدلاتها وكذا شهادات حسن سلوكها ثم قفلت راجعة إلى عرين الوحش الظريف الذي أطلق سراح العندليب وغناءه فور حصوله على النتائج الباهرة التي كان يتوخاها منذ الليلة التي عرف خلالها أنه هو واسطة العقد ثم جلس في أول الصف بدون عقد.

أما هي شهيدة حب العندليب فجلست في آخر نقطة بالقسم وعندليبها بين ذراعي شقائها وأحزانها يغني أتعس الألحان. ولم تمض إلا ساعة حتى أحست بدوران لأنها لم تجب على سؤال بسيط لم تألفه أذناها فأهديتها كتفي توسدتها ونامت. فجأة وكالعادة دخل المفتش ليفتش لي عن مشكل خطير يسجله في تقريره الخطير دائما وأبدا لأنه لا يحب ولا يفهم طريقة تعاملي مع تلامذتي. وما إن رأى تلميذتي الحلوة غائبة فوق بساط كتفي حتى صاح صيحة ابيض لها وجه السبورة واسودت معها طبشورة عندليب صغيرتي: من تلك الفتاة يا رسول العلم والأخلاق؟ فأجابته البراءة وهي نائمة: " أنا أميرة أرسلتني السماء كي أقوم بأجمل دور تحلم به تلميذة. أنا ابنة أستاذ يحب الأطفال لأنه بلا أطفال. فما الجنحة يا أهم عضو في محكمة التفتيش؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى