الاثنين ٢٧ أيار (مايو) ٢٠١٣

إحياء ذكرى النكبة في طولكرم

عدنان حطاب

برعاية وزارتي التربية والتعليم والثقافة،وجمعية توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع في الناصرة،أحيت مدرسة الشهيد إحسان سماره في طولكرم، أمس، الذكرى الخامسة والستين لنكبة الشعب الفلسطيني في ندوة بعنوان " النكبة..لن ننسى ولن نغفر " وذلك في قاعة مكتبة المدرسة، بمشاركة الشعراء: عبد الناصر صالح، مفلح طبعوني وطارق عبد الكريم محمود.وحضور مدير المدرسة نزيه الجمل والهيئة التدريسية ولفيف من الطلاب الذين رحَّبوا بمثل هذه الندوة التي تضيء في ذاكرتهم قصة التشرد واللجوء والمجازر التي ارتكبتها العصابات اليهودية لتهجير أكثر من 900 ألف فلسطيني بعد تدمير مدنهم وقراهم، والتي بلغ عددها أكثر من 500 قرية ومدينة فلسطينية.

وأكد مدير المدرسة الأستاذ نزيه الجمل أن هذه الذكرى تأتي لتذكير العالم بما لحق الشعب الفلسطيني من تشرد واقتلاع على أيدي العصابات الصهيونية، لتبقى في الذاكرة الجماعية الفلسطينية، والتي لن ينساها على الإطلاق الكبار والصغار، مشدداً أننا كنا فلسطينيين، وما زلنا فلسطينيين، وسنبقى فلسطينيين انتماءً وهويةً، وأن قصة الفلسطيني هي قصة الحفاظ على الأرض والإنسان واسترداد الوطن السليب.

وتطرق الشاعر عبد الناصر صالح عضو المجلس الوطني الفلسطيني، مدير عام وزارة الثقافة، إلى دور المجتمع الدولي في القضية الفلسطينية، وبالتحديد الأمم المتحدة ووكالة الغوث الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين "الأونروا" التي أصدرت منذ العام 1948 ما يزيد على خمسين قراراً خاصاً بقضية اللاجئين، ومن أهمها قرار194، والذي ينص على " حق العودة والسماح للاجئين الذين يرغبون في العودة إلى أوطانهم والعيش بسلام مع جيرانهم في أقرب تاريخ ممكن، أما الذين لا يرغبون في العودة، فينبغي تعويضهم عن ممتلكاتهم وعما أصابهم من دمار وخراب، وذلك بموجب القانون الدولي أو بما يتفق ومبادئ العدل، وأن تلتزم بذلك الحكومات أو السلطات المسئولة."

وشدد الشاعر عبد الناصر صالح على حق العودة المشروع لكافة اللاجئين الفلسطينيين، الذي لا تجوز فيه الإنابة أو التمثيل، وهو غير قابل للتصرف ولا يمكن إسقاطه من أي اتفاق أو معاهدة، وهو حق جماعي بموجب تقرير المصير الذي أكدت عليه الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن حق العودة لا يسقط بالتقادم، ونحن لا نتذكر النكبة في تاريخها فقط، بل هي ألم يسكننا منذ خمسةٍ وستين عاماً، وسيبقى حلماً منشوداً لشعبنا، مفنّداً بذلك المقولة الصهيونية " الكبار يموتون والصغار ينسون "، بالقول: نقول لهم أن الصغار يولدون ويولد معهم حلمهم بالعودة، فهي حلمنا المنشود طال الزمن أم قصر، ولن ننسى ولن نغفر للاحتلال.
وعن الأوضاع والظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين في البلدان العربية، قال الشاعر عبد الناصر صالح أن " حياتهم قاسية ومقلقة "، مشيراً بذلك إلى اللاجئين في الأردن وسوريا ولبنان ومصر وليبيا والعراق والخليج العربي، مركزاً على أوضاعهم القانونية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وحقوق المواطنة في كل بلد على حدة، منوّهاً إلى موضوع السفر والجنسية والمشاركة في العمل واستخدام المرافق والمؤسسات الحكومية.

وخلص إلى القول أن رحلة الشتات الفلسطيني لها علاقة بالحكومات المضيفة والتغيرات السياسية في الدولة، ورغم حساسية هذه القضية، إلا أن الإلغاء المتعمد للاجئ الفلسطيني مستمر، وأن كل التجمعات الفلسطينية تقريباً، تعاني من نفس الظروف، ولكن بدرجات مختلفة ومتفاوتة.

وتناول الشاعر مفلح طبعوني أبعاد التصعيد الإسرائيلي الخطير ضد مدينة القدس المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، والهادفة إلى استكمال تهويدها وتغيير هويتها وتفريغها من سكانها، مطالباً الهيئات الدولية والدول العربية بالتحرك لإدانة هذه الممارسات والعمل لوقفها، وأشار طبعوني إلى طبيعة الهجمة التهويدية التي تتعرض لها المدينة المقدسة، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، خاصة ما يتعرض له المسجد الأقصى من عمليات اقتحام من قبل المستوطنين، وأمام أعين جنود الاحتلال وبدعم منهم، وما تتعرض له كنيسة القيامة من عدوان أثناء احتفالات "سبت النور"، وغيرها من الاعتداءات المتواصلة، داعياً باسم المثقفين الفلسطينيين، الأمين العام للأمم المتحدة بقيادة جهد دولي لوقف هذا العدوان وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وإدانة هذه الهجمة الشرسة على الأرض الفلسطينية والمقدسات.وقال إن إحياء ذكرى النكبة هو رسالة للاحتلال، والثورات المتعاقبة جاءت لتقول أن على هذه الأرض شعباً أصيلاً يدافع عنها ويموت من أجلها، وأن مسيرة النضال مستمرة لتحقيق آمال شعبنا بالحرية والاستقلال والعودة.

ودعا الشاعر طارق عبد الكريم محمود المجتمع الدولي بالتدخل الفوري وعدم الاستمرار في مؤامرة الصمت التي يتعرض لها شعبنا على أيدي الاحتلال، مؤكداً ضرورة الالتزام بالقانون الدولي وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، ورفع الغطاء عن ممارسات الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين يسرقون أرضنا ويدمرون اقتصادنا.

وأكد على أن إصدار أو تفعيل أي تشريعات إسرائيلية أو أمريكية أو قبول أي مساع ٍ في المنظمات الدولية لوقف عملية النقل الأوتوماتيكية لصفة لاجئ ممن هُجّروا،فعلا،إلى أبنائهم وأحفادهم، تعتبر حلقة جديدة في مسلسل التنكر لحقوق اللاجئين، وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي، مضيفاً أن إجراء أي تصفية "للأونروا" سيكون دليلاً إضافياً للاجئين الفلسطينيين على أن المجتمع الدولي قد تخلى عن قضيتهم، مؤكداً أهمية المحافظة على وجود ألاونروا كهيئة شرعية ووحيدة مبنية على أساس القرارات الدولية المخصصة لمساعدة وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين.

وأضاف أن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني خلال السنوات الماضية من تاريخ النكبة، حتى يومنا هذا، تشكل جرائم لا تسقط بالتقادم، ويجب ملاحقة ومحاسبة ومساءلة مرتكبيها وجبر الضرر عن ضحاياها، وطالب الشاعر محمود المجتمع الدولي بضرورة العمل الجاد لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وألقى الشعراء:عبد الناصر صالح ومفلح طبعوني وطارق عبد الكريم محمود، قصائد عبَّرت عن ذكرى النكبة الأليمة وما حملته من مشاعر الحزن والأسى في رحلة العذاب القسرية الطويلة التي ما زالت تلقي بظلالها على مجريات الأمور في الساحة الفلسطينية والعربية والدولية، وأكدت القصائد على تمسك شعبنا بحقوقه المشروعة وفي مقدمتها حق العودة إلى وطنه.ورسم الشعراء، بنبضهم، الجرح الدامي المتغلغل في قلوب الملايين من اللاجئين الذين تشتتوا في مدن العالم كطيور تفرقت عن سربها فضلّت طريقها، ولكنها ما زالت تصر على كسر الظلام ورسم طريق العودة.

عدنان حطاب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى