السبت ١ حزيران (يونيو) ٢٠١٣
بقلم
لا غيابَ بعد هذا الحب
جُمَلٌ تتالتْ والغموضُ جميعُهـا | وجميعُكَ الآتي لهنَّ بيانُ |
مِنْ كلِّ ينبوعٍ أتيتَ كواكبـاً | وضياؤكَ الإرواءُ والحرمانُ |
بـكَ يعذبُ الحرمانُ في وصلاتِـهِ | ويفيضُ في الضدِّينِ منك لسـانُ |
ما غبـتَ عن نظراتِ فكري ساعة | وأنا بدونكَ ذلك النسيـانُ |
ووجدتُ نفسي ضمنَ نفسِكَ سيِّدي | بكليهما يتحرَّرُ الإنسانُ |
ووجدتُ فيكَ حراكَ قلبي كلَّهُ | وإذا ابتعدتَ توقَّفَ الخفقانُ |
ووجدتُكَ البحرَ الكبيرَ وكيف لا | وإليَّ يكبرُ مِنْ مياهِكَ شانُ |
لا يرتوي حرفي وحرفُكَ ظامئٌ | إلا ومنهُ جميعُكَ الرَّيَّـانُ |
الحبُّ ظلٌّ كلَّما أطلقتـَهُ | قدْ عادَ منكَ لمائِهِ الغليانُ |
ما قيمةُ الأحضانِ إن لم تتَّحدْ | بيني وبينكَ هذهِ الأحضـانُ |
سأريكَ مِن نبضِ الحياةِ مشاهداً | فيها تُزاوجُ هـذهِ الألحانُ |
سأريكَ كيفَ يفورُ مِن نظراتِنا | هذا الهوى ويُحاربُ الفورانُ |
ماذا سيبقى للهوى إن لم يكنْ | بيديهِ كيفَ يُعالجُ الهجرانُ |
الوردُ لمْ يظهرْ كياناً ساحراً | إلا إذا يحويهِ منكَ كيـانُ |
إنْ لم نكنْ في الحبِّ بحراً واحداً | فبـنا ستَغرقُ هذهِ الشطأنُ |
روحي وروحكَ نقطةٌ لم تُكتشفْ | إلا إذا هيَ للجَمَالِ تُبانُ |
ما كنتَ ممَّنْ يحملون تعصُّبـاً | كلا وما لـكَ في الشِّقاقِ مكانُ |
غذيتَ أخلاقَ الحياةِ وكلُّها | قبلَ الغِذاءِ تصاغرٌ وهوانُ |
وزرعتَها فينا وسقيُكَ بينـنا | نصفاهُ منكَ مودَّةٌ وحنانُ |
ما ريشةُ الفنانِ تُبدعُ لوحةً | إنْ لمْ تذبْ في حبِّكَ الألوانُ |
أنا ما عرفتُ الحبَّ إلا عندما | قد حلَّ منكَ بعالمي الذوبانُ |
تُـشـتـَّقُّ مِنْ عينيكَ كلُّ قصائـدي | فيعودُ بين حروفِها الجريانُ |
مائي لمائك خادمٌ متودِّدٌ | وإليكَ منهُ الذلُّ والإذعانُ |
أنا منكَ أمشي في الوريدِ وأنـتَ مِنْ | وقفاتِ قلبي ذلك الشريانُ |
بعضي وبعضُكَ بين أنهارِ الهوى | يتشابكانِ فـتُـثمِرُ الأغصـانُ |
كمْ ذا يُحلِّقُ في جمالِكَ عالمي | وبهِ سيحلو ذلكَ الطَّيرانُ |
هذي نقاطُكَ عندما أنزلتَها | للمفرداتِ تعملقَ الإنسانُ |
وبطيبِ قلبكَ بين أزمنةِ الأذى | لمْ ينطفئْ للحسنِ منكَ زمانُ |
إنِّي حضرتُ معَ الغيابِ و في دمي | مِنْ ذا وذا تتصارعُ الألوانُ |
كيفَ الغيابُ عنِ الجَمَالِ وأنتَ في | لفتاتِ نبلِكَ يحضرُ القرآنُ |
هذا حضورُكَ كلَّما غيَّبتـَهُ | في العابرينَ أضاءَ منهُ بيانُ |