الخميس ٦ حزيران (يونيو) ٢٠١٣
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

سيدة من مصر

من النماذج المصرية بل والعربية المشرفة التي تستحق الوقوف مع قصة نجاحها وتقديمها القدوة والمثل همت عبد اللطيف لاشين بنت مصر التي تتميز بالإرادة القوية والإصرار على النجاح والعمل فهى تؤمن إن النجاحات وقودها العمل والإخلاص والحب وقصة نجاحاتها ترجع صفحاتها الأولى إلى عام 1963 حيث مولدها في محافظة الشرقية،وقد رافقت والدها الملحق الدبلوماسي بالسفارة المصرية بنيودلهي وأكملت دراستها الإعدادية في نيودلهي ثم أكملت دراستها الثانوية في مدرسة سراي القبة بالقاهرة،

ودرست اللغة الصينية في كلية الألسن جامعة عين شمس بمحض إرادتها وسط دهشة الأقارب والأصدقاء كما درست اللغة والأدب الصيني في جامعة اللغات والثقافة في بكين عاصمة جمهورية الصين الشعبية في الفترة من 1983 وحتى 1986 وفى عام 1986 حصلت على تمهيدي الماجستير في اللغة والأدب الصيني،وهمت لاشين عضو بجمعية الصداقة المصرية الصينية بالقاهرة وعملت في شركة نينغشيا الإسلامية الصينية الدولية للتعاون الاقتصادي والفني بالقاهرة خلال الفترة من 1985 وحتى عام 1992 م ثم المركز الدولي للزراعة المحلية بدبي من عام 1999 وحتى عام 2003 وفى مؤسسة دبي العالمية منذ عام 2003 وكانت مسئولة قسم التطوير بسوق التنين التابع للمؤسسة في الفترة من 2005 حتى 2008 وحصلت على العديد من الشهادات التقديرية والجوائز نظرا لمساهماتها الفعالة في المجالات الثقافية والتطوعية.

وهاهى حاليا تتولى إدارة معهد كونفوشيوس بجامعة دبي بالإمارات العربية المتحدة،والمبدعة المصرية همت لاشين قدمت للمكتبة العربية كتابها الأول بعنوان(عشق الصين)وشاء القدر أن أكتب عنه يوم 25 يناير 2013 وهو يوم إنطلاق الثورة المصرية،وهذا الكتاب يقع في 180 صفحة من القطع الكبير مدعوما بالصور الملونة والواضحة ومن ثم استخدم الكتاب أكثر من وسيلة لإبلاغ الرسالة المرادة فبين حديث القلم عدسة الكاميرا تستطيع أن تثق في المنتج ومنتجه حيث لم تهمل الكاتبة دور المتلقي واحترام تعدد توجهاته،ويعتبر الكتاب من كتب أدب الرحلات والسير ومن خلال العنوان قد يتسائل القاريء:لماذا اختارت العنوان(عشق الصين)؟ أجابت المبدعة همت لاشين في الصفحة الخامسة عندما قالت:(فكرت كثيرا إلى من أهدى هذا الكتاب؟ووجدت نفسي أفكر في قائمة طويلة من الأسماء والشخصيات ..لأهدى الكتاب إلى والدي الذي كان صاحب رؤية وبعد نظر فشجعني في بداية المشوار على دراسة اللغة الصينية في وقت كانت فيه الأذن العربية تتعجب من سماع كلمة الصين أو السفر إلى بلاد الصين..أم أهدى كتابي إلى زوجي وأولادي الذين ساندوني ووقفوا إلى جانبي وسمحوا لي بالبعد عنهم أياما طويلة لسفري إلى الصين؟) وفي الصفحة الخامسة نجد دعوة الأديبة همت لاشين الحكم ذات العمق والتجارب الحياتية فها هي تقول:(أدعو كل من يتعلم لغة أجنبية أن يتعامل مع شعبها عن قرب وأن يكون متفتحا على معرفة عاداتهم وتقاليدهم وطبائعهم ويتعلم دقائق حياتهم ويجتهد لترسيخ مزيد من التقارب والحوار والتأثر والتأثير الإيجابيين لبناء جسر للتواصل بين الشعوب) ثم أعقبته بكتابها (نقطة ومن أول السطر)

وبرغم وجود المبدعة همت لاشين في دولة الإمارات العربية المتحدة لإدارة أحد المعاهد الصينية إلا إنها لم تغيب عن أمها مصر حيث تحرص على زيارتها بصفة مستمرة كما أنشأت مركزا للثقافة والإبداع وفي الرابع من شهر مايو 2013 عقد هذا المركز دورته الأولى في مدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية،ومركز همت لاشين يهدف إلى المساهمة الحرة فى بناء واقع ثقافى يعتمد على المشاركة الفاعلة التطوعية غير الربحية،والتنقيب عن الأقلام المبدعة من كافة ربوع الوطن،وتقديمهم بالشكل اللائق والمعبر عن شعب مصر وحضارته،وإثراء حركة النشر للمبدعين الشباب وأيضا للرموز كما يقوم مركز همت لاشين بطباعة أحد الكتب الأدبية كل شهرين وتكون المحصلة ستة أعمال سنوية،أيضا يقوم المركز بعمل مؤتمر لليوم الواحد يتناول أحد الظواهر الثقافية أو الأدبية، بالإضافة إلى تسليط الضوء نقديا على المطبوعات التي تم طباعتها عن عام كامل مع طباعة الأبحاث فى كتاب يوثق جهد الباحثين،ويقوم المركز بعقد العديد من الندوات ومشاركة المؤسسات الثقافية الأحداث الهامة التي تؤدي إلى تحريك الراكد فى الحياة الثقافية،وتسليط الضوء نقديا على الكتابات الصادرة عن المركز،همت لاشين المصرية الأصيلة نموذج مشرف ومشرق للمرأة المصرية والعربية ولذا أطالب الدولة بتكريمها وللأمانة أسجل هنا أن همت لاشين تستحق تولي وزارة الثقافة المصرية .


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى