السبت ١٨ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم مراد الصوادقي

يا رسول الله يا نهج الخلاص

يا حبيب الكون يا صوت الوجود
يا رسول الله يا نبع الخلود
كل أرجاء الفضاء قد تنادت
وتبارت ببشارات الولود
وتنامى الصوت في عالي السماء
يا محمدْ أنت مصداق الوعود
أنت فجر وضياء مستنير
أنت صوت فيه أصوات الحشود
نور شمس وجلال وتسامي
من سناء العرش من عين الورود
يا حبيب الله قد جئت هُدانا
بكتاب وحديث وسُجود
إن جبريل يطير في عروش
طاف يلقيها إليك كالعهود
كلمات مثل أكوان تراها
فحَملت الكون في عز الوفود
فالرسال كان فيضا من إله
يتلقاه النبي كالرُعود
ويصير الروح مطلوق العنان
ليطوف قرب سلطان الوجود
قد أتانا والأنام في ظلام
فأنار الدرب في يوم الصدود
جهلاء مشركون ظالمون
رحمة جاءت وكانوا كالرقود
يا ضياء الشمس يا نور الفضاء
أنت هَديٌ من رحيم للوفود
هذه الأرض استحالت آهة
بشرٌ فيها يصول كالأسود
وجع يسري بقلب من يقول
يا رسول الله في صدق الشهود
جئتنا نحن الحيارى فانطلقنا
نحمل الرايات من أرض الجدود
فإذا نحن نكون وبدين
قد صنعنا كل إشراق الحدود
فخرجنا من صراع وضياع
وانتهينا لمدارات السُعود
قوة الإيمان مهماز الترامي
فوق أرض ضد أهوال السدود
كم عجيب أن قومي قد أناخوا
يا رسول الله في وقت الصعود
فتساءلت لماذا لا نكون
والجواب نحن عشنا في اللحود!
هكذا الليل يدوم وترانا
نتباكى في صراعات الركود
بعد أن كنا بدين مثل شمس
قد أنارت ظلمة القلب الحَقود
نحن عدنا نحو جهل وخنوع
نزرع الآمال في صدر الندود
يا رسول الله يا نهج الخلاص
نحن نشكو من جراحات القعود
مثلما كنا وكنت في نداء
اتركوها وتعالوا للنشود
صرخة تأتي ورعد لا يغيب
داؤنا داء القلوب والرُشود
أمة هانت ودين كم يعاني
يا نبي الله يا صوت النُجود
قد دعوناك بيوم فتعال
أمتي عاشت متاهات الشرود
فنسينا وجهلنا وانكمشنا
وانتهينا في سراديب الخمود
وابتعدنا عن ضياء وانطلاق
وارتجفنا من شديدات البرود
وإذا نحن نعاني من شقاق
نسأل الأيام عن معنى العَضود
واحد ربي وديني والرسول
مبدأ الإسلام والعيش الرغود
غير أنا لا نراها من وضوح
فانتهجنا نفسنا أم الحُيود
كيف للدين يكون في صراع
وحدة الإيمان في وادي الفَقود
كم ذكرنا بكلام دون فعل
خاصم الفعل لسانا كالغرود
دونها نحيا بغير ما نريد
ونكون في مقامات الصمود
يا محمد يا محمد يا حبيبي
أنت مولانا ونهلٌ للقَصود
جئتنا تدعو لرب لا سواه
فتيقنا وعشنا في الأحود
أحدٌ فيها الإله يا محمدْ
والكتاب للنفوس كالرَصود
يا محمدْ لن نكون دون أنت
إن تركناك سنسعى للنكود
نتمنى والتمني لا يفيد
والحياة تتغذى بالجهود
هل وعيناها وعشنا لعُلاها
أم سقطنا في جراحات الجحود
نتباهى برؤانا ونشيدُ
بالوقوف في مسارات العُنود
لست أدري يا الهي والنبي
قد هدانا وأتانا بالرُفود

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى