الاثنين ٢٤ حزيران (يونيو) ٢٠١٣
بقلم مريم علي جبة

هل أصبحت العروبة «ألعوبة»..؟؟؟

من منّا لا يحمل هموم وشجون وطنه بين حنايا نفسه، ومن منّا لا يحلم بوحدة عربية واحدة لا بد من تحقيقها لو أردناها أن تكون؟ ومن منّا لا يكره تلك الحدود المصطنعة بين الأوطان العربية؟؟

وهنا لا بد أن نستذكر قول الزعماء العرب القدامى: «بيننا وبينكم ما في حدود».. لكن أين نحن من ذلك الآن؟.. أين نحن في ظل هذا الجنون الذي استولى على العقل العربي بشكل يبعث على الخزي والعار؟

يذكر أحد المفكرين العرب أنه في فترة سابقة من تاريخ العرب كان هناك اثنان يجمعون العرب والاثنان هما: الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكوكب الشرق أم كلثوم.. فقد كان لعبد الناصر كلمة داخل الوطن العربي، وكان لا يجمع العرب سواه .. بينما الآن ليس هناك زعيم عربي قادر إذا تكلم أن يُسمع الآخرين، كان عبد الناصر إذا دعا العرب إلى قمة عربية، لم يكن يجرؤ أحد أن يتخلف عنها، بينما الآن ننادي عليهم على قول الإعلامي فيصل القاسم: يا إخوان.. يا إخوان، فيأتي بعض القادة العرب ومنهم من يرسل ممثلاً عنه، وهذا برأيي استخفاف بقضايا المصير العربي، وأتساءل: أين الدور السعودي أيام الملك فيصل؟!.. لقد مات جمال عبد الناصر فتولى الملك فيصل قيادة الأمة العربية، وقد قتل على يد ابن أخيه حتى لا تقوم لقائد سعودي قائمة، لقد كان الملك فيصل مصراً على المطالبة بتحرير القدس والصلاة فيها، وهذا الكلام ذكره «كيسنجر» حين قال: مللت ذلك الرجل العجوز الذي كلما قابلته طلب مني: «متى سأصلي في القدس؟!.».

بالفعل .. سؤال مهم جداً: متى سيصلي العرب في القدس؟؟وهل العرب تشغلهم قضية القدس بالفعل؟؟ وإذا كانت تشغلهم لماذا هي محتلة لأكثر من ستة عقود؟؟؟ ألا يجدر بنا كعرب أن تعاد القدس إلى حضن الأمة العربية، إلى أبنائها الحقيقيين..

يقول المتفائلون أن الوحدة العربية ليست حلماً بل أمنية لا غنى لنا عنها إذا أردنا أن نبقى، ويصرون على ضرورة العودة إلى عروبتنا، متمنيين أن يسافر العرب فيما بين البلدان العربية دون الحاجة إلى هوية أو جواز سفر، ويقول هؤلاء: من يصدق أن فرنسا وألمانيا تتعانقان يومياً بعد أن دخلتا ثلاث حروب: حرب 1840، حرب 1914، حرب 1939، بينما نحن"العرب" لا نزال نحتاج إلى كفيل إذا أردنا الذهاب إلى بلد خليجي، وقد يكون هذا الكفيل بدوياً في الصحراء لا يملك حصاناً أو جملاً يركبه، أوليس هذا قمة العيب؟؟!!.

إن العيب ما يحدث الآن في الساحات العربية..العيب في أن ننسى فلسطين والقدس الشريف وأن نكرّس شغلنا الشاغل في بث الفوضى وسفك الدم العربي في وطننا العربي بالشكل الذي يحدث الآن ..

"ما كانش العشم" يا عرب فيما تفعلون .. وقضاياكم الاستراتيجية تُسخّفون ..

هل أصبحت العروبة "ألعوبة" أدواتها حمل السلاح ضد بعضنا بعضاً؟؟

لعمري أننا تخطينا كل الخطوط الحمر تجاه بعضنا بعضاً..


مشاركة منتدى

  • إلى الصديق العزيز خالد العقرباوي
    تحية لك
    وشكرا على قراءتك لكلماتي ..
    بالنسبة لسؤالك:أين الجواب على المقالة المعنونة:هل أصبحب العروبة ألعوبة؟؟
    الجواب ليس عندي بالتأكيد..فقد تركته لهؤلاء الذين يتبجحون ويدعون أنهم "عرب" والعروبة منهم براء
    مع كل الاحترام لك صديقي "خالد"
    مريم جبة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى