الأحد ٣٠ حزيران (يونيو) ٢٠١٣
بقلم خالد صبر سالم

الانثى والصنم

سَـــقطــْتِ مِـنْ قِمّةٍ يَرقى لها حُلـُمي لمّا تـحـوّلـْتِ مِـنْ انـثـى إلـى صَـــنـمِ
وقـدْ تـوهَّـمْـتِ أنـّي فـي هــواكِ لـقـدْ مشـيْتُ فـوقَ جبيني لا عـلـى قـدَمـي
ورحْتِ والــسـوط ُيُــدْميني ويُلـْهبني يقتاتُ حقـدُكِ مِنْ دمعـي ومِـنْ ألـَمي
وكـمْ شـــكـوْتُ إلـيـكِ مِحْنـتـي ولـَكـمْ صـادرْتِ مِنـّي لساني واعتقلـْتِ فمي
هَـجـرْتِ إقـدامَ لـذ ّاتـي وجُـرْأتِـهـــــا وما شــعرْتِ بأنـي يشـــتـهـيـكِ دمـي
دفـنـْتِ في نفسِــكِ الانثى وروعتـَهــا دَفـنـْتِـهــــا تـحـتَ جـلـْد ٍبـاردٍ جَهــــِمِ
حتـّى مَرايـاكِ باتـَتْ وهْـيَ شـــاحـبـة ٌ تـبـكـي زمـانــا ًبـهِ الألــوانُ لـمْ تــَدُمِ
فـالـجفـنُ مـا عـادَ مفتـونــا ًبمكحـلــةٍ أمّا الشــــفـاهُ فـمَلـَّـتْ حُـمْـرةَ الـقــَلـمِ
ووجْنتــاكِ أجيبي أيـنَ لـونـُهـمــــا؟! قــدْ كـانـتـا فـيهـمـا الـجـوريُّ لـمْ ينـَمِ
ولـلجرائم فـوقَ الشـَــعر مَســـرَحُهــا سَــلي مِقصَّــكِ هـل يـنجـو مِنَ التـُهَم
وكيفَ صوتـُكِ أضحى لا يُطاقُ؟! ألـَمْ يـكـنْ علـى مسْــمعي أرَقَّ مِنْ نـَغـَم؟ِ
غبـيّــة ٌأنـتِ لـمْ تســــْتوعبي غـَزلـي ولا اهتززْتِ لوَقـْع السِـحْر فـي كـَلِمي
لمْ تـُدْركي عُقـَدَ الخمســـينَ ما فعلـَتْ قـدْ كوَّمَتْ كـلَّ أعصـابي علـى ضـَـرَمِ
وفــوقَ ذلــكَ تـخـتـالـيـنَ ظــالـمــة ً وتـطـلـبـيـنَ رُكـوعـي فِـعـْلَ مُـنـتـقِــمِ
الشــمسُ فـي قِـمَـمي دِفْءٌ وعافيــة ٌ واخترْتِ معــرورة ًأنْ تـتـركـي قِمَمي
يا أيّـُهــا الصَـنمُ الـمنـحوتُ مِـنْ بـَرَدٍ كـلُّ الـبراكيـن عنـدي فاحذري حِمَمي
شيبي على الرأس لا في القلب مَنبتـُهُ وأنـتِ عـامـلـتِـنـي كـالـعـاجـز الـهَـرمِ
أنــا الشـــبابُ بكـلِّ الـعـنـفـوان وفــي رجولتي كـلُّ ما فـي الكون مِنْ شَـــمَمِ
لـنْ تـُطـفـئـيني بهـذا الـثلج وانتظري يـومـا ً تـَعـظــّينَ فـيــهِ إصْــبعَ الـنـدَمِ
قـدْ أعبـدُ الـصــنمَ الـمـنـحـوتَ امـرأةً فيــهِ الانـوثـــــة ُمِـنْ رأسٍ إلـى قــدَمِ
أمّــا إذا كـانَ فـيـــهِ قـيْـدُ أنـمـلـَةٍ مِنَ الفـحولــةِ فـلـْيرقـدْ مـعَ الـحُطـــَمِ
قضــيّتـي باختصـــار ٍ أنـّنــي رَجُـلٌ أظـلُّ تـســحـرُنــي الانـثـى بـلا سَـــأمِ
وأرتـضــي فتنـة َالإغـراء تســجنـُني وأنْ اُقـادَ مـعَ الانـثـــى إلــى الـعـَدَمِ
أمّـا إذا آلـَتِ الانـثـــى إلــى صَــــنـَم ٍ فيــهِ مِـنَ الصـخر ما فيـه مِنْ الصَـمَم
فســـوفَ أنـأى إلـى حُـرّيّـتـي ولهـــا اُعطـي انتمائي ولا اُعطي إلى صَــنمِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى