الاثنين ٨ تموز (يوليو) ٢٠١٣
بقلم فراس حج محمد

همسة حب صباحية

أحبك أنت يا أنا، لا فرق بين الضميرين!!

أعلم بأن كلمة (أ ح ب ك) كانت على مر العصور، وفي كل مكان، وربما تقال لكل من يمرّ بقلب بشر، أو حتى كائن تلمع عين روحه على همس الحبيب بلغته وإحساسه، أما (أ ح ب ك) عندي فليست الكلمة ذاتها، وليس الإحساس نفسه وليست الهمسة نفسها.
(أ ح ب ك) عندي سلسلة من معاني اللغة، حروفها تحتوي نبض قلبي وسر أفكاري، فالهمزة (أ): أراك بقلبي وليس بعيني، والحاء (ح): حلمي أن تتوسدي كياني، وتذوبي فيّ رحيقا يعبر كل مساماتي، ليجعلني أثيرا عطريا هائما أغني لك أعذب الألحان.

والباء (ب): بحر من المرجان يغطينا بأمان روحيّ، يسدل علينا ليلنا ونهارنا، فنشبع من لذة الوصال، فلا ينقطع فيه نفَس ولا تتوقف فيه الحنايا عن اقتباس النور من جسد لا يعرف ورده الذبول، لتكون الكاف (ك): كأس الهناءة يطوق بلسم حنيني وحنينك، ويفيض من حروفها عشق يروي كل حب السنين، والبشر السابقين واللاحقين.

أحبك أنت يا أنا، لا فرق بين الضميرين، لا فرق بين الطاقتين والإحساسين، شوقي هو شوقك، وانتظاري هو انتظارك، همستي كل صباح أشبعها بالحب لأنك تشبعين خاطري بأريج الوصال، أحسّ بالكون ينتشي على وقع دقة قلبك يناجيني ولا يتوقف عن إرسال الإشارات والنبضات.

أحبك؛ لأن هذا الحب أشعل الآخرين وذكرهم بالراحلين والراحلات، وأعادهم إلى ذلك الحب الذي لم يزل ينبض بالحياة رغم السنين، حبي لك يجعلني أتذكر كل من فقد حبيبا وعاوده الحنين إليه على هدى من روحك، فأسعد سعادة غامرة أن نجحت اللغة في إيصال حرارتنا للآخرين، وربما أخذوا يفتشون في دفاتر قلوبهم، يستمتعون، أو يبكون، أو يتولهون، ولكنهم في النهاية سعداء بنا، ونحن بهم سعداء ومحظوظون.

أحبك، لأنني أصبحت بك أكثر إنسانية، وأكثر روحانية، وأشد عشقا، وأكمل شهوة ولذة، فصباحك نور وفتنة وهداية واكتمال، فما أروع أن أكتب لك، لعينيك، لذلك الليل الذي يحتوي نظراتك الوالهة، أغني لك فتغني كل الأكوان بنجومها وأفلاكها وذرات الأجسام السابحة في علوها ومطلقها، ليشهد على كل ذلك تعاقب الليل وكرّ النهار.

أحبك، فبك يتحدى العاشق بكل فخر وقوة ما تراكم في طريقه من مصاعب وحواجز، غير معترف إلا بأنك أنت ذلك النبع الصافي الذي سينهل منه صباحا ومساء، وبأنه سيغتسل في مياهه نعيما ووصلا كاملا شهيا.

أحبك، وقد سألتني عنك كل النسمات باشتياق، فأين أنت لتروي مهجتي نجواك في مساء ساهر حبا وغراما كاملاً، يشرق في صبح أغر، يقبس من جبينك الوضاء نوره، فحنيني إليك يثقب كل اللحظات، ويجعلها علامة سؤال تبحث عن جواب واحد لسؤال واحد، تتشكلين في تباريحه أغنية للحن لن يكفّ عن الهيمان.

أحبك، فمن أجل عينيك اتخذت من الغيوم سريري، فيشتعل من بسماتك المترائية حلو الألوان، فدعي أذني تمتص كل حروف همساتك لأنها تعشقها، فلا أريد أن أجعل لكلماتي أثناء طقوس الاستماع إليك سوى الإنصات بخشوع، وأنت تحدثينني بحنان أنثى الحب والسحر والجمال، فظلي كما أنت سيدة لروحي يا سيدة البوح والروح. (أ ح ب ك).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى