السبت ٢٠ تموز (يوليو) ٢٠١٣
بقلم عثمان آيت مهدي

الطائر الذي غرّد خارج سربه

صباح الخير، أيّها الطائر الصدّاح.

أزول فلاكْ أيا مازيغ. (تحية بالأمازيغية)

أتدري أنّك حيّ ترزق بيننا، وأنّ صوتك الرخيم يردده الأطفال والشيوخ وتتغنى بها الحسان الجميلات والنساء والعجائز؟ أتعلم أنهم بقتلك أضافوا لحياتك عمرا آخر؟

أجلْ، كلّ ما يقع بينكم أنا على علم به، أملك من القوة ما لا تملكون، أعيش بين الأرض والسماء فلا الأرض تحضنني ولا الزمن، أنا بينكم، بين أحبائي وخلاني.

أما زلت على عهدك رجلا لا كالرجال، شاعرا لا كالشعراء، بطلا لا كالأبطال؟ أتذكر قولك: ليست الرصاصات التي تنهي حياة الإنسان، وإلا كنت أنا من عداد الموتى؟

أتذكر كلّ كلمة جادت بها قريحتي، كلّ أغنية هي جزء من حياتي، بنيت جدارا عاليا بيني وبين النفاق، ما أؤمن به لا أخفيه على أحد، صرخت في وجه الظلم، تحدّيت الطغاة، وسرت رافعا رأسي، شامخا بأنفي، مصعرا خدي عن كلّ متجبر مختال، عشت مع الفقراء والبسطاء أحببتهم فأحبوني لهذا ما زلت حيّا بينهم.

أنادم أنت على هذا المسار الذي توقف قبل موعده؟

مساري توقف يوم اعتقدوا أنهم أسكتوا الطائر الصداح، ونسوا أنّ حياة أخرى بدأت ترفرف على أرض أبائي، تمسح دموعا وتنادي: أفيقوا أيها النائمون فوق التراب، الحياة ملك لمن يقول "لا" لكل جبّار متصلف عنيد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى