الخميس ٢٥ تموز (يوليو) ٢٠١٣
بقلم منتصر منصور

برافر

سيناريو في كواليسِ الغضبِ المُباحِ
سأعوِّدُ عينيكَ الغيابَ
كذاكرةِ الرمال في مهبِّ الريح
أدُقُّ أوتادَ غدي
في أحشاءِ يومِكَ الذليلِ
وأحلِبُ لعشيرتي لبنَ
النصرِ من ثديِ الوقتْ
وأمدُّ حبلَ غسيلٍ إباحيِّ الألوانِ
بينَ بيروتَ وصحراءِ القَلبْ
أشعلُ سيجارةً في محرابِ
القُدسِ على متنِ ليلٍ
يَسْبَحُ في عُبَابِ دجلةَ
أيّها الأعرابيّ؛ أسْرِجْ قِسْطاً
من ظلّكَ وارحَلْ . .
واشربْ نورَ القمرِ على مهَلٍ
وقلْ للماكثينَ في أحلامِ خيامِكَ
وفي خيامِ أحلامِكَ
صار للعدُوِّ شمعدانُ
(وألوانُ أرضِ يَهوذا)
/وجنديّةٌ تجمّلُ البندقيةَ
كعاشقةٍ على رصيفِ مسائِها الأوَلْ/
تبصر على كتِفِ طفلةٍ
عصفوراً يُهَدْهِدُ لا يهدّدُ
تُسائِل قائدَ الكتيبة عبرَ اللاّسلكيّ
احذري عينيْها وصوّبي
رصاصةً تجمعُ الاثنينِ معاً
قالت الطفلةُ:
أنتِ الضحيّةُ المفتونَة
بجنديٍّ من ورقٍ
فأنا لا أتلكَّأُ أمامَ الموتْ
بل لموتٍ جميلٍ أبشّرُ
أخبِّئُ له من روحي
ما يفاجِئُهُ، يجْعَلَهُ
يسِّرُ في نفسِه
كأنَّ المكانَ ينطِقُ
بلسانِ مَنْ مرُّوا
/ هُنا مرَّ الأنبياءُ فرادى
وماتوا فرادى كأنَهم
نجومُ عقدٍ إلهيِّ التكوينِ /
من بلدِ صحراءِ البلَدْ
تهتِفُ الريحُ للصّدى
أيقدِرُ عليَّ أحَدْ ؟!
ربّما تيهٌ بعدَ تيهٍ في ليليَ يُقيمُ
أيهجَّرُ الفلسطينيّ من بني
صُهيون مَرَّتينْ ؟!
ولي من الأسطورةِ
جسدي ونبيذ مَحْبَرَتي
أنا والدُ حلُمي وولَدُه
أُصغي لنبضِ الذاكرةِ
فوق صهوةِ الأمَلْ
ليسَتْ الفكرةُ عابرةً
أو (مُسْتَوْطِنَة)
/ هي مُفرداتُ الدماءِ
زكيّةً تسيرُ إلى مُنتهاها الأولْ
إلى بيتِ قصيدها المُؤَوّل
فأيّ منفىً لي تريد ؟!
وغيرَ موتٍ بجوارِ
موتيَ لا أريد . .
تنهرُ البُكاءَ بعيداً
تدنو من عينيَّ
تلملِمُ غضبَ الحمائمِ
من سماءٍ عطشى
ترمي في حجري
أكفانَ دمعةٍ وثورة
تلقي على مسمعِ البندقيّة شعراً:
/ جاءَنا الموتُ صبياً
وكبُرُ فينا حتى صارَ علينا
وصيّاً وصِرنا له جسداً مؤقّتاً
فروحُ فلسطينَ أبداً تُحيّينا /

 (ألوان أرض يهوذا): هي ألوان القومية اليهودية؛ الّلون الأزرق والأبيض كما اقترحها الأديب النمساوي «اليهودي لودفيج أغسطس فرانكل» في عام 1864، بعد زيارة القدس ,باسم (ألوان أرض يهوذا).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى