الاثنين ١٢ آب (أغسطس) ٢٠١٣
بقلم أسمى وزوز

على حواف العمر

مشت على حواف العمر بعمر زمن كانا فيه .. حَلُما وزرعا كلّ حدائق الكون لغدٍ حتماً سيأتي ليقطفا كلّ الزهرات ويزيّنا بها كلّ زوايا الرّوح... وأضاءا أول شمعة لأول عيد... كانا معاً بضيّ عام يخفت ويضيء... ومرّ اليوم وألف يوم وربما يزيد ... وهما لا يبرحان المكان ... ولكن بظلّ ريح وطيف ليل طويل يسرق منهما عبق الروح .. وينثر رمل الخطى في فضاءات تقصي
الحلم وضوء الشموع... وانفصل
الجسد عن الروح... لا حضور إلا للغياب ولا وجود إلّا للفقدان... ورتلّت الزهرات قصائد الحزن في عيد لا شموع فيه..

أيكون عيد بلا شموع؟! أو تكون شمعة بلا عيد؟! كلاهما بلا وكلاهما بلا جسد وبلا روح..... موجعة طيّاتهما الفارغة بامتلاء صدى الغريب، يدرك العمر القادم بسراب الوجود... فلا هو يصل الأفق بحلم الأعشاش للطيور، ولا هو للغد يستطيع رسم حلم جديد... عاجز بذاكرته التي تعجّ بألف ذكرى، ومفرغ حتى من الحنين.. أيّ عطب هذا الذي هو فيه؟! وأيّ خيبة تلك التي ترتديه ليبدو أمام العمر القادم ظلّ قلب وظلّ مسافر؟

ومرّ العام تلو العام كألف سنة أو يزيد ... يرقبان الغيمة التي حلمتْ معهما والمطر والقنديل.. جاء المطر دون الغيوم.. مطرٌ من ظل غيمة ومن وجع أفق .. وبلّل الروح وحملها مع وميض برق؛ .لتبقى هي دونه على حواف العمر تكتب بدم جراحها سطورَ عشقها الذي يتدثر بكل رداءات المستحيل، وترسم بنزفها لوحة تعاريجها الفقدان..
ويغدو مساء ويروح مساء والعمر
القادم يشدو بلحن الحزن الأطول لظل قلب وشبه جسد ونصف روح


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى