الرحـــــلـــة
كنت خلال الأسبوع المنصرم في رحلة منظمة لمحاضرين في أكاديمية القاسمي، فزرنا مدنًا ومواقع في ألمانيا وفرنسا وسويسرة، وخاصة الواقعة في دائرة الغابة السوداء. كانت الرحلة ممتعة جدًا، وخاصة مع هذه الرفقة المميزة التي استمتعت رغم ما عكر صفونا من أخبار العالم العربي المبكية.
وكنت قد زرت هذه المنطقة أولاً في 23 أيلول - 5 تشرين الأول سنة 1977 ضمن وفد نقابة المعلمين- أي قبل ست وثلاثين سنة، ومن يدري فهل تتيسر لي رحلة أخرى بعد ست وثلاثين أخرى؟؟؟؟!!!!
يبدو أن اعتناق الحياة والممات يظل في حساب الزمن!
المهم أنني بعد عودتي من رحلتي تلك كتبت قصيدتي (الرحلة)، ولما قرأتها اليوم ثانية وجدت أنها أصدق ما يمكن أن أعبر عنه اليوم أيضًا، فاسمحوا لي أن أستعيرها من ديواني "اعتناق الحياة والممات"، عكا: دار الأسوا ر، 1979.
الرِّحْلَةالطَّقْسُ خِلالَ سُوَيْعاتٍ يَتَغَيَّرْوَزَمانٌ وَمَكانْوَنِساءٌ وَرِجالْالأشْجارُ الخَضْراءُ جِبالٌ أنْهارأزْهارٌ وَتِلالْوالإنسانُ هَوَ الإنسانْالعَرَقُ المَسْفُوحُ عَلى وَجْهِ العَامِلْلا يَحْمِلُ لَوْنًا أوْ طَعْمًا يُتَباهَى فِيهْوالعِلْمُ يَدُلُّ عَلى غَيْبَةِ رَبْأوْ بالأحرىأنَّ اللَّهَ بِكُلِّ الذَّرَّاتْفَتَعالى اللَّهْما الدَّمْعَةُ إلاَّ دَمْعَهْوَسُوَيْعاتٍ أنْتَ تُحَلِّقُ في الأجْواءْتَنْظُرُ مِنْ أعْلىفي أدْنى الأرْضْوَتَقُول:(إنِّي أَشْمَخُ مِنْ هذا الألْبْ)ثَمَّةَ لَهْجاتٌ وَلُغاتٌ أَديانْوالوَحْشُ بَلاءٌ يَتَرَبَّصُ في كُلِّ مَكانْوَتَقولُ : (هُنا مَخْفِيُّ الرَّمْزِ وَمَدْلولُ الإيمانْ)الإنسانُ القُوَّةُ والإنسانُ العِلْمْالإنسانُ الرَّائحُ والغادِيالحالِمُ فِي غَدِهِفي السَّامِرِ والنَّاديالذَّاكِرُ ماضِِيهِ-مَاضي الأجْدادِالإنسانُ هُنا وَهُناكْفي لَحْظَةِ نِسْيانٍ وَفِراقْيُصْبِحُ شَيْئًا مَعْقولاً لا يَعْقِلْ!!انْظُرْ انظُرْ !!كَمْ تَسْقُطُ أوراقُ الأشجارْوتَذوبُ الآمالْمِنْ غيرِ شُروقْتِمْثالٌ في Karls Ruheوقُصورٌ في Schliessheimالإنسانُ البانيوَلَّى في صَمْتٍ وَرَتابَهْكانَ لهُ اِسْمٌ رَقْمٌ أحْلامٌ ماضٍصارَ رَميمًاخَلَّفَ أحْجارًا مَرْصوفَهْأشْكالاً مَوْصوفَهْوَكِتابَهْكُنَّا مِنْ كُلِّ شُعوبِ الدُّنياالواحِدُ مِنَّا يَفْخَرُ في شَعْبِهْـ עם סגולהـ أُخْرجْنا للَّناسِ عَلى أنَّا خيرُ النَّاسـ Deutsches Uber Allesووصلنا حَتَّى عِزَّة أجدادِ الصِّينِ بِحِكْمَتِهِمْقلْتُ لِهذا الزَّمَنِ الأهْوَجْ(دُرْ في سُرْعَهْ!بِذَكاءٍ حَتَّى يَظْهَرَ لَوْنُ الطَّيْفِ الأبْيَضْ)فَمُعادَلَةُ الإنْسانِ تُساوي بالتَّاليأنْ يُخْفِي جَسَدًا كانَتْ قَدْ غَمَرَتْهُ القُبُلاتْوَيَسافِرَ تَحْتَ الأقْدامْعُدْتُ إلَيْكُمْ !أحْضُنُكُمْأَفْعَلُ ما يَخْطُرُ في باليالمُؤْمِنُ في الأرْواحِ يُصَدِّقُنيوالكافِرُ في الأرْواحِ سَيَنْتَظِرُمَبْهورًا لكِنْ يَألَفُنيلا ضَيْرَ عَلَيْناما دامَ الواحِدُ مِنَّالا يُؤذي الواحِدَ مِنْهُمْلا يَحْمِلُ أوْضارَ الحِقْدِ تُصَبُّ عَلى الآخَرْوالحُبُّ سبيلُ العاقِلْ،والعاقِلُ لا يَفْهَمُ لُغَةُ إلاَّ الحُبّْ،والأرْضُ لِكُلِّ النَّاسْ،وحَرِيٌّ أنْ نَكْتُبَ لُغَةً تُفْهَمْ.