الجمعة ١٤ شباط (فبراير) ٢٠١٤
بقلم
حائطيات طالب المقعد الأخير 19
ليس شيئاً جديداً هذا العيد ما دامت أمي لم تصنع الكعككل ما أفعله أبحث عن البالونات الملونة وسط السوققبل أن تراني عين الصياد في هذا العيد المقبللا طائل من المفرقعات وسط البارودبعد شمس قصيرةوقبل القليل من الفرحتنطفئ الأحذية الملونةإنها موضة العيد هذا العامالأحذية السوداء ظل الرصيفكل خلق الله تتجمل أمام المراياوالمحتفلون هنا يبدو تقويم أسنانهم جلياًتقويم السعادة في العيد المقبل، وسط ساطور اللحامينوأنا أدعوكم إلى التسكع على كل ما يجري في هذا العالمأتوزع هنا وهناك ربما هناك مساحةكي نحتفل بالعيدمساحة للعيد عندما نزرع أنا وأنت شجرةولا نخاف أن يقطعوا الماء عناعندما ينتهي كل هذا الخراب دون أن ينفذ الهواء في الرئتيندون أن ينتهي الهواء في بالونات أطفال مدينتنا**وماذا بعد كل هذا الحزن؟!..المقاهي مغلقة هل كانت جيوبنا محشوة بالحديدلتتثاقل كل الخطوات!الحذاء المتسخ ينشر الأوساخ أينما يدعسوالسجادة الحمراء ترسم الحزن جيداً على وجههالا فائدة من الريح، ولا سيارات البلدية تغسل الشوارعالريح تقتلع أشجارنالا قوة في جفوننا، كي توقف الغبارأمام كل هذا المتسع من الألمأمام كل هذا الوقت المستقطع من حياتناالريح تغييرالريح سفينة العقاربكان يحب أن نمشي إلى الأمامكي تذوب ذاكرة الحفركي نمر دون أن نلتفت لصاحب الفنادق الرخيصةالتي لا تفتح أبوابها إلا للخدمماذا بعد كل هذا الحزن؟الباب عالٍ جداًوأنا أكره المرايا حين تبدو كل الوجوه بعيدةيشيخ القلب، حين تشتري الكثير من الحقائبأقنع نفسي كمذيع النشرة الجوية الطقس معتدلالحلوى لم تعد تسعد الأطفالماذا بعد كل هذا الحزن؟فوق النافذة يلمع طيف نجمةيوم متمرد يجلب ابتسامة غالية الثمنحافياً سأوزع الابتسامة من حقائبي الكبيرة على الأرصفة النائمةحتى لو كشف القمر جواربي الممزقةهذا العام ضيقليس لي إلا كوبونات الابتسامة كي أوزعهالا أحد يجبرنيولا أحد لي إلا أنه شيء وراثيلا أمي كانت تقفل البرادولا كان أبي يخبئ سترة نقوده**لم يبقَ أحد في مكانه لماذا نطلي البيت هذا العامالعام الشرس ككلب قطع قيدهأكل عظاميتلك العظام، التي كنت سأصنع لكِ منها عربة بيضاء وفستاناً أبيضالموتى ليسوا بخيروالقبور موحشة جداً، حين لا تظلها الأشجارلن تشبع غريزة السفاح الأضرحة الخاويةوهي لن تأتيكمامات الربو لا تقيها رائحة الدهانلم تفكر يوماً أنها لن تستطيع الركض بالفستان الطويلكأي قبلة غير مكتملة في فيلم عربيهي هكذا تمضيمازالت ذاكرتي على ما يرام، ومازلت أقلي البيض كل مساءلكن لماذا الرجل الجالس فوق الكرسي الهزازلا يسمع صوت السعال فوق السريرأصبحت الجروح كأي بضاعة مخفضةتعرضها واجهات محال الألبسةمثلما سرخسة وحيدة في المستنقعأبدو أليف الوجه ربما تراني في طريق قريتك، أو بجوارك في السينمالذا دعني أفك كل أزرار قميصي، وأهديك ألف وردةوأنت حدق بي جيداً، وأطلق عليّ ألف رصاصةربما أدفن الغول الشرس في قلب هذا العالم المسكين