الأربعاء ٥ آذار (مارس) ٢٠١٤
بقلم
حائطيات طالب المقعد الأخير 23
ماذا لو تأخر الظلام قليلاًماذا لو تأخر هذا الحزن كثيراًكما تأخر جدّي في حقل الزيتون ذات زمانجدّي الذي لم نجد له مكاناً وسط القبور الجديدةلا طريق وسط كل هذه الحرائقماذا لو تأخرت أمّي في الطبخ عن الغداءأمي التي تتقن طبخ البامياء والبكاءماذا لو توقف الفأس عن حفر المقابرليزرع الأزهار في الحدائقماذا لو نتوقف عن الحزن قليلاًنفتح النوافذنغني مع جوقة من الفلاحين في صباح الحقول الواسعالمعبّق برائحة ثياب العيد التي تحمل ماركات المدينةماذا لو نختبئ قليلاً على صخرة عالية وسط هذا الفيضان العارم**وما حال البلاد إلا كحالييا صاحبي القادم من ذاك الغروب لا تمسك الشمسوقلبك باردويداك باردتانوعيناك كالجمر المحترق على بسطات الشواءعود كبريت أشعل شمعةعود كبريت أحرق محصول جارنايا صاحبي الواقف في طوابير الانتظار طويلاًينتظر الرغيف الساخنهل نامت الشمس مبكراً عن محصولناكان حريّاً بك ألا تجمع الحطب كثيراًدكان المدينة لن يروي كل هذه الأشجار العطشىولا الذئب يتأنى كثيراً وسط غابة عاريةيا صاحبي الجميل كقط القصورمازلتَ كما أنت لا تعرف المشي على جدران المدينة**لا بدّ أن نترك المكان يوماً إن لم يكن اليوم غداًالمكان الواسع لا يتسع لفنجانين صغيرين من القهوةلسعفة مبللة بالندى في النهار المجنونلحقيبة أسئلة من غريبين يتعرفان على بعضهما لأول مرةلم أحرق شيئاً عند عتبة البيوت المنتشرةمن أين كل هذا الرماد؟صانع الصندوق العجوز قطع أشجار الغابةصانع القوارب تسلق أغصان القلبصانع الطبول عزف لحناًرقصنا وأكلنا وذبحنا على أنغامهنحن لا نصنع الخيام من أين جاء كل هؤلاء الغجر؟طالب المقعد الأول ذو النظارة الغليظة لم يرنيحين كتبت على اللوح لأول مرةلا نغني إلا مع صوت مقاعد الصفهاجمنا قطيعاً من الصلعان بأغنية فاضحةهم نفسهمفي الصففي المكان نفسه بدون قبعاتهل كان الصباح أم أنتِ غادرت مبكراً جداً إلى الحقولكي نترك هذا المكان**تجولتُ كثيراً في الغابة أصبحتُ عنيفاًفي مساء نشر القمر أحاديثه على حبل غسيل السماءلم تجف قلوب العشاقولم تكتفِ السماء البرتقالية بعصير المطرإذاً وجبات السفر والقطار الخارج عن القانونلا يرجعان النبض إلى قلب الطريقهذا المساء يحتضن عواء الذئاب وصوت كلاب الصيادينباعوا العصافير الملونة في الأقفاص خارج الغابةأصبحتُ عنيفاً لم أعد أكتب الرسائل ولا أسرق القبلكل العناوين تغيرتكنتُ دائماً أستمع للعجوز الجالس أمام عتبة البيتالذي يفكر بوصيته وبعيون ذابلة كقطعة تين مجففة يذكر حبه الأولوكم كنت أجلس مع الطفل الذي يحلم أن يشتري دراجةويتمارض صباحاً كي لا يذهب إلى المدرسةالناس متشابهون هناليسوا صغار العيون كأهل الصين ولكن متشابهون جداًوحين يتركوني في الفلاة وحيداًأركض وراء الفراشات بقلب أخضر كحقول الأرزوأكتب بقلم اختلسته من حقيبة فتاة جميلةأني أصبحتُ عنيفاًأريد أن أفترس كل من يصوب بندقيته عليناعندما أخرج من المستنقع