الاثنين ١٧ شباط (فبراير) ٢٠١٤
بقلم فتحي العابد

الماء.. لولاك

صب الزيت على الماء، فعلى وارتفع الأول.

فقال الماء للزيت: كيف تعلو علي وقد أنبت شجرتك؟

أجاب الزيت:

أنت نشأت بين الأنهار دفاقا، وأنا على العصر والطحن صبرت، فبالصبر يعلو القدر.

رد الماء للزيت: ولكني حملتك فوقي كما يرتفع الجفن على العين! ألا تعلم أن قطرات مائي تسق الأحياء، تنزع الخوف من الصدورا.. ألا تعلم أن من فاز بالخلد كان قرينه نبعا من الأنهار رقراقا.

ألم تناشدني شجرتك كل صباح بقولها: يلهو الرذاذ على جذعي جدلا، وداخلي ظمأٌ قد فتَّ أغصاني، أرنو إليك عطشانة ومضطربة، والرياح تعبث، عن قَصد، بأَوراقي.

رد الزيت: ألا يكون ارتوائي زيت له ثمن، أقل ما فيه نفع لبني الإنسان.

قال الماء: نالت شجرتك ارتواء، ولو من بعض أنداء، مبتعدة عن الموت أنواء.

ختم الزيت الحديث معتذرا للماء عن قلة الأدب قائلا: في فيضك قدرة مبدعا، تروي الجنين محولا بذورها أشجارا، فزيوتنا إلاك نضبت، وماكنا وماكان العمار..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى