السبت ١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
إلى روح الشهيد خالد الدحدوح – أبو الوليد - , قائد المقاومة في غزة
بقلم عبد ربه محمد أسليم

النــــــــــدى الأخـــــضـــــر

تقترب لحظة التوهج والبوح ... فترمي عباءتك على ساعد الشجر , وتنتصب , والنحل الذي يتوالد منك كعصافير موشاة بالصهيل ...
في آخر الليل وقبيل التسبيحة الأخيرة تفتح ذاكرتك في حضني كقمر أخضر يمزق أضغاث الأحلام ... لا وطن لك سوى دمك / دمي , وهذا الأمل الذي يحبو في ضلوعك كسرب زرا زير ...

الزقاق يعرفك ...

الشجر يعرفك ...

السمان يعرفك ...

والنسيان يعرفك ...

تخترق المنفى كحكاية وابتسامة في صحراء القصيدة ... تستدير نحوي ... فأنحني وأقبل يديك .. فيفوح منك سر الندى ... فأنت ما زلت تتدفق كشهب تلم مفردات العشق ... تغرس في صدري قشعريرة الشوق ولغات الشهادة كأنها أبجدية بيضاء ...

مرة رأيتك وأنت تسجد كالشجر ... تغسل الصحراء من قلبي ... ومهابتك تنفض ذاكرتي ... ضحكت أناملك وأنت تدوخ الريح وتختار المدى والشهادة والنور الإلهي ... راوغت الأفعى كثيرا ... كثيرا ... جعلتني أخرج من البياض نحو ساحات الدهشة وحقول عينيك والخمر المعتق في أنفاسك ...

أبكيك , أبكيك كشهقة غزال , وأنت تزأر في دمي ... تصوب رمحك نحو الغر قد ... تطيح بالصمت ... أتوحد في قلبك ويديك كبحر شجن وطقوس صاروخ ... أنت جرحي ورد ونار ... تعيد خارطة قلبي للحب وبوح الصهيل ... فتتشكل فيك ملامح فجر النبوة حين ارتطم وجهك بجدران البحر ودمك ينزف على حافة هذا الظلام ... هذا الظلام ...

وقفت أتأملك وأنت ترتدي الحياة , وتتزين برؤياي , وتنهض كالصفصاف في حزني , وأنا ألهو على الورق أطحن الريح , وأحاول أن أكسر أسنان الغرقد , وأصنع من الضجر قمحا , ومن البياض أفجر زخات الصواريخ ... فمن ينقذني سواك من هذا العشق وأنت تجهز نفسك للسفر إلى صوتي , وإلى عذرية التاريخ , وطهارة العاشقين ...

خذ ما شئت من ضلوعي ومن جبال النرجس وأحراش الرمان فأنت الحب وكلماتي النازفة من جباة الورد وخبز الشعير !!! ...
هل تذكر ابتسامتك وأنا أعبر الطريق نحوك أحمل إليك وخز الحنين , وفي داخلي لدغات الأفعى التي تطاردني من حزن إلى حزن فتروي ظمأ قلبي ولمسات الزيزفون تلتهب في سجداتك ... تنطق بصمت ... تبكي بصمت ... فتزين الورد والخريف بصهيلك ... تبقى متماسكا كبذرة تجمعها الريح من شتات البياض , فأرسم حزنك خبزا للفقراء والمتسكعين على هامش النزيف ...

آه ... ها أنا أتسكع مع حزني وأنت تطلع من دمي كفينيق يشرق محرابا وصاروخا ... أتطاير من الفرح وأنت تقبل الرصاص بخشوع الصلاة وطهارة الصيام وتبكي حضورك وهذا الحرمان من الاصطفاء !!!

وحدك تلتقط وحي أبجديتي ...
وحدك تصلي فوق حقول الشوك ...
وحدك ...
وحدك ... ,,
وضوءك ينسكب كلحاء الشمس !!! ...
تشرق في حزني ...
أبكيك ... أبكيك ...
وأنتظرك كمطر عنيف ,,,
وأنت تتشح مساءك الربيعي ورائحة البارود ...
أقترب من ضوءك ...
أحاول ... وأحاول ....
وأحاول ...
أقترب إليك يا سيدي ...
أقترب .. ,,,
والحب ثالثنا ...
النص
( 1 )
للشجر صمتك
لليل صلاتك
وللقرنفل حلمك
( 2 )
الندى يبكيك كيمامة مذبوحة من جناحيها ...
فتكتشف أصداف الصهيل
والشوك يبلل الورد عسل
تسكن في رموشي ,
واللون الليلكي يلتهم قلبي
ككرز عال ...
بعد برهة تتحسس دمك في صدري
وجثتي تضئ النور
كدوار حمام ...
بين اليقظة وغبارك تعطر الرصاص كحقول الملح في ضلوعك ...
ترمي بكبدك لتستحممممم في جروووووحي
والبحيرااااات تشرب قليلا من قهوتك ...
والصباااااح طقس الإيميل وهو يقفز كالبيدق الأخضر ...
حاااااضر كالشجر ...
واااااقف كالبحر ...
والضباب يختلس الشم لأعناق روحك ...
مازال المطر يسكر في عينيك
كسر شهيد يطلب العشق ,,,
ودفء الثلج ,,,
السؤال يلاقيك في أول البحر
تنصت للنسيم ...
وبكاء هواك ...
ما بين دمي وخطوي وجهك النرجسي
تستقبلك الملائكة بين يديك
والغيم يصعد كالعطر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى