الخميس ١٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٤
بقلم فراس حج محمد

هوامش على دوام مدرسي متضعضع!

بدا كثير من المعلمين والمديرين والتربويين للأسف ممتعضا من دوام يومي الأربعاء والخميس بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، وأخذ البعض في إطلاق إشاعات فيسبوكية تروّج لتمديد العطلة، ما أدى إلى بعض الارتباك والخلل. لتكشف هذه التصرفات الرعناء أن هذه الفئة من الناس لم تكن ترغب في الدوام. وتتبعت كذلك بعض المنشورات على الفيس بوك، التي كان أغلبها نافراً من الدوام، ويشجع الطلبة على العطلة من طرفٍ خفيّ، ونحن جميعا في كلّ مواقعنا نتحمل جزءا كبيرا من المشكلة، وليس الطالب، ناهيك عن القوانين التي تتبعها الوزارة، فإنها لا تشجع إلا على العطل.

وفي هذا السياق، حدثني بعض زملائنا ممن عملوا في بعض الدول العربية، أن الطلبة هم أصحاب القرار الفعلي في الدوام، يحضرون متى شاءوا، ومتى شاءوا يغيبون، ولسنا نحن فقط! فلنا في السوء أخوة وشركاء لا تخافوا!!

عدة أمور جعلت الطلبة يتصرفون مثل هذا التصرف، أذكر أنني وزملائي كنا نداوم أيام المطر الغزير والبرد القارس، وأيام الثلج كذلك، وكانت تمرّ السنة الدراسية ولم نكن نحظى بعطلة خارج سياق العطل المقررة منذ بداية السنة الدراسية، ولم يكن يفاجئنا أي قرار من فلان أو علان لتعطيل اليوم الدراسيّ.

لم تتكسر هيبة الدوام والنظام والانتظام في النفوس إلا عندما جاءت الانتفاضة، وظهر الإحساس بالوطنية الزائفة ينمو في العقول الخربة، وصار (الزعران) من طلبة المدارس يخرجون الطلاب من الدوام، ومن يعارض من معلمين ومديرين فالتهمة جاهزة فهو عميل فيرتفع اسمه في مكبرات الصوت تشهيرا وقذفا، حتى أصيب الجميع بالصمت المخيف تجاه ما كان يحدث، فقد وقع الناس تحت طائلة إجرامين لا يرحمان زعران الانتفاضة والاحتلال البغيض، الذي كان يسارع هو الآخر إلى إغلاق المدارس بحجج واهية، وكان بعض الطلبة يتعمد التحرش بدوريات الجيش التي كانت هي أيضا تتعمد التحرش بالطلاب فقط من أجل أن يكون هناك ذريعة لكليهما الاحتلال والزعران لإغلاق هذه المدرسة أو تلك، والتي منها ذلك الطالب، أو أضمر الاحتلال تعطيل الدوام فيها.

وهكذا أصبحنا شيئا فشيئا نستمرئ العطل ونحبها ونشجع عليها، وبعضنا صار يفتخر أنه كان سببا في تعطيل دوام يوم دراسي، ثم جاءت الطامة الكبرى في انتفاضة الأقصى فدمرت كل رغبة في النظام والانتظام، وصرنا نحب التمرد على ذاتنا من أجل العبث!!

ولا ننسى كذلك ما فعلته الحكومات المتعاقبة بالشر والوبال مع التنظيمات البائسة التي لا تتقي الله فينا ولا تراعي حقنا في التعليم، فصارت المدارس وطلابها جماهير المناسبات الوطنية لزعران السياسة الفلسطينية، يعطلونهم متى عنّ بخاطرهم موال، ليزعقوا به، وليكون طلاب المدارس هم وقود الاحتفالات، ناهيك عن احتفالات المدارس بمناسبة وغير مناسبة والأيام المفتوحة.

ولا يغيب عن البال ما يقوم به اتحاد المعلمين من إعلان الإضرابات المتكررة بشكل "مقرف" أحيانا جعل الطالب ووليّ الأمر يشكّ بجديّة القائمين على التعليم في فلسطين، فلم يحدث للاتحاد الهمام أن قام بخطوة نقابية صحيحة من أجل مناقشة وضع التعليم المزري، ولكنه يهدد بإضرابات مفتوحة من أجل علاوات مهما بلغت فإنها لن تحل مشكلة المعلم، الذي يبحث عن شيء آخر غير علاوات تجعله يبكي بسبب ما بشر به بتلك الإنجازات الهابطة

كل تلك الأسباب والتصرفات والسياسات ربما وغيرها جعلت المدرسة ونظامها أهون ما يكون في نفوس الناس جميعا من الوزير وحتى الغفير!! مع ملاحظة أن كثيرا ممن هو مدعوم من التنظيمات الخارجة عن وعلى القانون من مديرين ومعلمين وتربويين ساهموا بقصد أو بدون قصد فيما نشاهده من دمار! كلنا يعرف الحقيقة، وشواهدكم أكثر مما قلت، ولكن.... ربما للحقيقة عندكم وجه آخر!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى