السبت ٢٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٤
بقلم صونيا عامر

مذكرات ساخرة

من أعمالي الشريرة تنبثق هذه الرواية، لقد مللت الهم، وسئمت من نشر الدعوة للمحبة والتسامح والغفران. أرغب بعمل مختلف لا يشبه نهجي التقويمي. قد تتقاطع روايتي هذه مع سبيقاتها فيما يخص العلم النفس التحليلي. فمنذ بدأت الكتابة وأنا أحاول تخفيف وطأة الأعباء الأنثوية التي نعاني منها نحن إناث الشرق، وتحديدا الشرق الأوسط، وخلال رحلتي الأنثوية بالبحث عن هوية تشبهني، تلعثمت بالكثير من الشخصيات الذكورية الشرقية والمستشرقة استتارا من واقع الجهل والتخلف. وكما في عالم الإناث ففي عالم الذكور ما يستحق الذكر، وكذلك الإستهجان.

معشر الصبيان هذه المرة، شبعنا من الحريم.

وبالمناسبة، ففي هذا الزمن تزداد مظاهر الأنوثة، رغم كل ما تتعرض له من اغتصاب وسبي على يد الدواحس والغبر ومن لف لفيفهم، فنسبة المخنثين بازدياد ملفت، وإن عزا البعض السبب في ذلك الى أنواع الطعام المصنعة التي نأكلها، فنحن الإناث نأكل من نفس المصدر ولكن نسبة الإناث المتحولات الى ذكور أقل من المعاكسة.

ترى ما الذي يدفع برجل الى التحول لأنثى؟ بجانب الهرمونات أقصد،

اليوم نقمتي على الجنس الخشن أقل وطأة فأنا لا أشعر بالملل، انشغلت بتقديم طلبات توظيف لي بحثا عن حياة أسعد في الغرب، لا أدري مدى صحة هذه النظرية، فالغرب ناشف وبارد، ولكنه مستقر.
هل يمكن للحقد أن يرتبط بالملل؟ ولو من بعيد.

نعود لحديثنا، مشكلة رجال هذا الزمن أنهم في حرب دائمة لإثبات رجولتهم الفطرية، والسبب في ذلك مزاحمة المرأة الشرسة لهم في مجال ساحة القتال، أي مجال العمل. فحين كان الرجل، رجل البيت، والسيدة، سيدة القصر، أقصد سيدة المنزل، كانت الأسرة مملكة، أو مستعمرة فاتحها بطل مقدام يدعى سيد المنزل وملكته المتوجة سيدة ذاك المنزل، الأم والزوجة والنائب الأول لذلك الفاتح في غيابه. مهما كان من ظلم تعرضت له نساء ذاك الزمن إلا أنهن تمتعن بحصانة من نوع آخر، ظلع الرجل. اليوم تبدل وضع المرأة ليصبح أكثر رجولة مما انتقص من دور الرجل التقليدي ليصبح بالتالي أكثر أنوثة، مما يقوم به من خدمات أمومية للأطفال بغياب الزوجة بداعي العمل، أو كأن ترى الكثير من الرجال الذين يعيشون على نفقة زوجاتهم أو صديقاتهم، سواء كان السبب مؤقتا بداعي البطالة أو المرض، أم بداعي الإتكالية ليس إلا.
أنا حاليا مستقرة، عملي جيد وحياتي العائلية تسير على أفضل ما يرام، لا أحد ينكر مشاكل العمل، ولا أحد بنفي بعض المناوشات العائلية، إنما لست في دائرة الخطر، لم لا أشعر بالاستقرار؟ إنه سؤال يستفزني. لم دائمة البحث عن جديد، ترى هل يمكن للسبب أن يكون عدم فهم؟ هل له علاقة بالوضع الأمني الشرق أوسطي واللبناني المزمن الذي جعل من كل مواطن لبناني مشروع ترحال دائم؟. أم أنه مجرد طبع؟.

أستغرب لما يكنه الذكور لبعضهم من الغيرة والكره، أعرف بأن السبب هو التنافس الشديد، ولكن أحيانا ترى حروب الصبية أكثر سخفا من حروب تلميذات المدارس.
اليوم قرأت مقالا فيسبوكيا يتهم شخصا مرموقا بأسوأ الاتهامات وأخطرها، ولو تحققت من الأمر لتلقيت الجواب نفسه، إنه فلان.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى