الأحد ٢ آذار (مارس) ٢٠١٤
بقلم كوكب دياب

أمام القاضي

.
يــــا حــضـرة الـقـاضـي كَــفـاكَ مُـسـاوَفَـةْ
لــــن يــظـهَـرَ الــحــقّ الـمُـبـينُ مُـصـادَفـةْ

هــــلاّ اتّــخــذْتَ إلـــى الـحـقـيقة مـنـهـجًا
تــمـحـو بــــهِ كــــلَّ الــسّـطـورِ الـزائِـفـةْ؟!

حـمّـلـتَـني إثْــمًــا عـظـيـمًـا لـــم تـحـمّـلْهُ
ســــــوايَ مــــــنَ الــعــهــود الــســالـفـة

حُـــــرٌّ فـــــؤاديَ فـــــي اخــتــيـار إلـــهــه
فــلِــمَ انــتـهـى ضـبْـطًـا بــجـرمِ مُـخـالـفة!

هـــل جــئـتُ أَمْــثُـلُ فـــي مَــقـامِ عـدالـةٍ
أم جــئـتُ أســمـعُ هـرطـقـاتِ فـلاسـفـة!؟

و"متى.. وأينَ.. وكم.. وكيف.. ومَا.. ومَن..؟"
فــــإلامَ أســئـلـةُ الــعـقـولِ "الـنـاشـفةْ"!؟

وإلامَ ســوفَ..؟ و"ســوفَ" قــدْ لا تـنتهي..
فـمـتـى..؟ وقـــدْ أزفَـــتْ قـــرونُ الآزفـــةْ؟!

مـــا لـــي أرى كُـــرَةَ الــزمـانِ تـدحـرجتْ؟!
هــــيَ لــعْـبـةٌ مـكـشـوفـةٌ أمْ كــاشـفـةْ!؟

مــــا إن يَــشُــقُّ الـبـعـضُ عــيـنَ بـعـوضـهِ
حـــتــى تَـــخِــرَّ لــــهُ الـحَـقـائـقُ واجــفــةْ

فـانـظـرْ بـعـيـنِ الــعـدلِ حَـوْلَـكَ كــي تــرى
عـــيـــنَ الـحـقـيـقـة بـالـمَـظـالِـمِ ذارفـــــةْ

بـالـحقِّ تـقـضي أمْ عـلـيه..؟! ولـيـسَ بـينَ
الـــظــلــمِ والــظــلــمـاتِ واوٌ عــاطــفــةْ؟!

مـتـسـرّعًا فـــي الـحـكْمِ إنْ حـكـمَ الـهـوى
مُـتـبـاطـئًـا إنْ يَـــــدْعُ جِـــنُّــكَ هــاتِـفَـهْ؟!!

يـــــا ســـيّــدي دربُ الـحـقـيـقـة واضـــــحٌ
شـــتّـــانَ بـــيـــن تَــحــقّـقٍ ومُــســاوَفـةْ!

خَـــلَـــقَ الإلـــــه لـــكــلّ حَـــــيٍّ دربَـــــهُ
فـمـتـى اخــتـلاف الــدربِ بــاتَ مُـخـالفةْ!؟

أنــــــا حـــــرّةٌ... أخـــتــار دَرْبـــــيَ بـــيــنَ
ألْــسِـنَـةِ اللهيــــبِ أو الــظــلالِ الــوارفــةْ!

هـــل جــئْـتَ تَــدْعَـمُ كـــلَّ وَغْـــدٍ مُــجـرمٍ
كـــي تُــعْـدِمَ الــحـقَّ الـجَـلـيَّ وعــارِفَـهْ؟!

أمْ بِــــعْـــتَ حــــــقَّ الأبـــريـــاءِ بــبــاطــلٍ
كـــي تَـشـتـريْ شَــرَّ الأفـاعـي الـزاحـفة؟

فـمـنـحـتَـهـا وَعــزيـفَـهـا بُـــعْــدَ الـــمــدى
لــتـظـلَّ فــــي مِــزمــارِ ظُـلْـمِـكَ عــازفـةْ؟

أم قــــدْ قــضـيـتَ بــــأن أبــيــعَ كــرامـتـي
لــتـضـيـعَ بـــيــن مـــصــارفٍ وصَــيــارِفـةْ!؟

إن الــكــرامــةَ مــذهــبـي يـــــا ســـيّــدي
فـاطـلـبْ مـطـالـبَ غـيـرَهـا .. أنــا آسـفـة!
***
يــــا ســيّــدي الــقـاضـي إلــيــكَ أدلّــتـي
فـــلـــمَ الــتّــلـكُّـؤُ والأدلّــــــةُ قــاصــفــةْ؟!

ذابـــــت ثـــلــوج الـــحــقّ عــمّــا تـحـتـهـا
وبَــــــدتْ أمــامــكــمُ سُـــيـــولاً جـــارفـــةْ

إنْ ذقـــتَ مـــنْ حــرفـي الـرقـيقِ قـسـاوةً
فـــهــي الـحـقـيـقـة كـالـقـنـابـلِ نــاسـفـةْ

حــتّــام يــبـقـى الــحــقّ حــقــلَ تَــجـاذُبٍ
وســيـاسـةُ الأقــــوى تُــشِــلُّ مــواقـفَـهْ؟!

إنّ الـسـيـاسةَ سُــوسـةٌ لـــم يَــنْـجُ مـــن
إفــسـادِهـا فـــي الـــزرْعِ حــتـى الـتـالـفةْ

حـــتـــى الــقــضـاءُ مُــسَــيَّـسٌ، وكـــفــاهُ
يــحْــمــي دائـــمًــا جُـــرْذانــهُ وزواحِـــفَــهْ

إن شـــاء.. خــلْـفَ الــحـقِّ أرســلَ أسْــدَهُ
أو شـــــاءَ وَكَّـــــلَ بـالـحـقـوقِ سَــلاحـفَـهْ

مـــــا عــــادت الأخــــلاق تــنـفـع أهــلـهـا
والـــدِّيـــنُ شَــــــوّهَ مُــدَّعــيـهِ صــحـائـفَـهْ

حُــــــريّـــــة مـــلْـــعــونــةٌ.. وعـــــدالـــــة
مــزعـومـة.. والــحــقُّ مــحــضُ مـجـازَفـةْ!!

أمــــا الــكـرامـة فــهْــيَ بــعــضُ غـنـيـمـةٍ
قـــدْ قُـسّـمـتْ بــيـن الـلـصـوص مـنـاصـفةْ
***
يــــا ســيّـدي الـقـاضـي أخـــذْتَ أدلّــتـي،
هلْ رُحْتَ تُــسْــلِمُـهـا لأيْــــدٍ خــاطــفــةْ؟!

أمْ ضــاعــت الأوراقُ عــنــــدكَ عَــنْـوةً؟!
كــيــف الــعــدالــةُ وَالــعــدالــةُ نـــازفــة؟!

هـــــذي أنـــــا أَمْـــضُــوا عَــلَــيّ ووقّــعــوا
إن شَــــقّـــتِ الأوراقَ ريـــــــحٌ عــاصــفــةْ

هــــــذي أنــــــا... وهُــويّــتــي مَــعْــروفـةٌ
مـــا خَــصّـنـي حــــزبٌ بــهــا أو طــائـفـةْ!

أنـــا كــوكـبٌ.. ودواةُ حِــبـري فــي الـسّـما
ءِ، ومــــنْ مـصـابـيـحي الــكـواكـبُ غــارفـةْ

وعــلـى جـبـينِ الـشَـمسِ أكـتـبُ أحْـرفـي
وأنــــا عــلـى كَــشْـفِ الـحـقـيقةِ عـاكـفـةْ

قـــد أفــرغـتْ عــنـدي الــدنـى أضــدادَهـا
ومــصــائـبـي فــيــهــا غـــــدتْ مُــتــرادفـةْ

مـــــا كـــــادتِ الأحــــزان تُــبْـصِــرُ ضِــدَّهـا
حــتــى مــضــتْ نــحـوَ الــفـؤادِ مُـضـاعَـفةْ

حــتــى خــيـالـيَ قــــد تَــخـلّـى عــنـدمـا
نــشــرَ الــدُّجــى أشــبـاحَـهُ الـمُـتـراصـفةْ

لــكــنـنـي مـــــا كـــنــتُ يـــومًــا هَــيْــنَـةً
أو كـــنــتُ يـــومًــا مـــــن ذواتِ الـعـاطـفـةْ

يـــا ويـلَـكـمْ لـــو جـــاء يــومًـا فـــي يــدي
مِـــن أمــرِكـمْ مـــا بـــتُّ عـنـكـم عــارفـة!

لا لـــــن أخـــــافَ عــلــيّ يــومًــا مــنـكـمُ
لــكــنّــنـي مـــنّـــي عــلــيـكـمْ خــائــفــةْ

كَـــمْ أيْـنَـعَـتْ تــلـكَ الـــرّؤوسُ فَـأسْـقِـطتْ
ويــــدي لــهـا مِـــنْ دونِ ســيـفٍ حــاذِفـةْ!

فـلْـتُـمْـعِنوا فــــي مَــكْـرِكـمْ مــــا شـئْـتُـمُ
لـــن تَـقْـطِـفوا مــا جِـئْـتُ مِـنـكــمْ قـاطـفـةْ

تـــلـــكَ الــحــيــاةُ حــيــاتُـكـم فــتّـمَـتّـعـوا
فـــــي جــمـعِـهـا، لا بــــدَّ يــومًــا تــالـفـةْ

وَاحْـــيَــوْا فـــــإنّ لـــكــلّ حـــــيٍّ جَـــولــةً
ويـــعـــودُ يَــعْــقِــدُ لــلــرَّحـيـلِ سَــفـائِـفَـهْ

ولْــتــســألـوا عــــنّـــيْ فـــإنّـــيَ حُــــــرّةٌ
والـــحُـــرُّ لا تَــثْــنــي الــحــيـاةُ مَــواقِــفَـهْ

إن رُحْـــــــتُ أدراجَ الــــرّيـــاحِ فـــســاعــةٌ
وَأجــيــئُـكــــمْ تَـــوًّا بِــقــلـبِ الــعـاصـــفـةْ

فَــلْــتَـحْـرِصُـنَّ عـــلـــى حـــيـــاةٍ كــلُّــهــا
وَهْــــمٌ، فــإنّــيَ عــــن حــيـاتـيَ عــازفــة

أحــيــا ولــيـسَـتْ لــــيْ الــحـيـاةُ بــمَـأربٍ
ومــتــى أمــــوتُ أمــــوتُ حــتـمًـا واقــفــةْ


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى