الاثنين ٢٣ آذار (مارس) ٢٠١٥
أكاديمية دراسات اللاجئين..

مشروع رائد في تعليم القضية الفلسطينية

أسماء السعدي

يوماً بعد يوم، محاضرة إثر محاضرة، يزداد حبنا وانتماؤنا للأكاديمية. جهد متميز، اهتمام عالٍ، ومتابعة متواصلة، ماذا عسانا نريد أكثر من هذا؟ كل الشكر والتقدير للقائمين على أكاديمية دراسات اللاجئين فرداً فرداً من عرفناه منهم ومن لم نعرف». هكذا عبّر وائل المبحوح من غزة عن انتمائه لأكاديمية دراسات اللاجئين، التي قدّمت له ثقافةً هائلةً في قضية فلسطين واللاجئين خلال فترة انتسابه للأكاديمية.
أكثر من 1500 متخرّج من الأكاديمية ينتمون لأكثر من ثلاثين دولة حول العالم ومن مستويات علمية مختلفة، يطمحون لزيادة الرقعة الجغرافية لعمل الأكاديمية والانتشار أكثر في السنوات القادمة، لكي تزيد أعداد المهتمّين والعارفين في قضية العرب وأحرار العالم.

ماهيّة الأكاديمية

«نحو جيل مدرك لحقوقه المغتصبة، متمسك بها، ويعمل على استعادتها» هي الرؤية التي أطلقتها أكاديمية دراسات اللاجئين منذ تأسيسها في العاصمة البريطانية لندن عام 2010، لتكون أول مؤسسة تتناول قضية اللاجئين الفلسطينيين وتعيد طرحها بإطار أكاديمي مهني، من أجل نشر ثقافة اللاجئ وواقعه في الشتات، والعمل على تعزيز ثقافة العودة لدى أبناء الشعب الفلسطيني أنّى وُجدوا، للنهوض بالوعي العربي والعالمي بقضية فلسطين واللاجئين، بعد أن مرّ أكثر من ستين عاماً على النكبة.
هذا الصرح العلمي بمشاريعه وبرامجه المختلفة وعلى رأسه دبلوم دراسات اللاجئين، كان بهدف تقديم رسالة سامية موجهة نحو قضية اللاجئين الفلسطينيين التي هي بمثابة عقل القضية الفلسطينية، فالكيان المغتصب أسس بنيانه على حقوق اللاجئين، وعلى أطلال من ذُبحَ واقتُلعَ وشُردَ منهم، آملاً أن يموت الكبار وينسى الصغار، فتضيع القضيّة!
يدير الأكاديمية د.محمد ياسر عمرو، ومعه مجلس إدارة من أكاديميين مختارين بعناية، فضلاً عن مجموعة من المحاضرين المتخصصين في المواد الفريدة، التي يقدمونها، وبعض هذه المواد غير مسبوق في المناهج الجامعية، وذلك يضع الأكاديمية على الطريق الذي رسمته لنفسها كمؤسسة تحمل «فكرة رائدة لمستقبل مشرق».

نحو تثقيف الأجيال

هنا كان دور هذه الاكاديمية حيث مثّلت نقلة نوعية في التعاطي مع قضية اللاجئين الفلسطينيين، لتنقلها من جانب الذكريات والماضي، إلى إعداد أكاديميين يعملون على تخريج المئات من المتدرّبين من مختلف دول العالم، وذلك من خلال برامج متنوّعة تعتمد عليها الأكاديمية وهي «الدبلومات الأكاديمية» ومدتها سنة دراسية واحدة تتكون من فصلين ومنها دبلوم الدراسات الفلسطينية، ودبلوم دراسات اللاجئين.
ومن برامج الأكاديمية أيضاً، الدورات المكثّفة التي تدرّس قضايا مختلفة من أبعاد القضية الفلسطينية، ومنها: دورة دراسات اللاجئين، دورة التنمية البشرية، دورة دراسات بيت المقدس، دورة دراسات الأسرى، دورة التراث الشعبي، ومدة كل منها ثمانية أسابيع تقريباً.
وتعقد الأكاديمية الدورات والمحاضرات المباشرة في أي بلد بحسب حاجته، حيث قدمت دورات في الخليج والأردن ولبنان وسورية والمغرب وأوروبا. وزيادةً في استفادة الطلاب من الأكاديمية، فإنها تقوم بطباعة الكتب والمناهج الدراسية وتوزيعها وفق سياسة توزيع مدروسة، بالإضافة لإتاحة مجموعة من هذه الكتب والبرامج إلكترونياً، ومنها: «تعريف اللاجئ الفلسطيني»، و«المدخل لقضية اللاجئين الفلسطينيي»"، «اللاجئ الفلسطيني من الاقتلاع إلى العودة».

مواكبة التطوّر

في عصر بات الإنسان فيه مفتوحاً على العالم أجمع في أي مكانٍ وُجدَ فيه، وذلك نظراً للتقدّم التكنولوجي والإلكتروني الفذ الذي جمع العالم في بوتقةٍ واحدة، كان لا بدّ من مواكبة هذا التطور والتقدم العلمي والاستفادة من ذلك في دعم القضايا المهمة. فقد اعتمدت الأكاديمية في دراستها على نظام التعليم عن بعد، والذي يقوم على نظامين اثنين، أولهما «الفصول الافتراضية»، حيث يدخل الدارس للفصل بعد تسجيله للدراسة و يرى المحاضر و يسمع صوته و يتواصل معه ومع بقية الدراسين.

أما الثاني فهو «نظام إدارة التعليم عن بعد» ويُخصّص هذا النظام لرفع فيديو، أو مراجع أو محاضرات امعتمدة للمقررات، ومن خلاله يقدم الدارسون الاختبارات التفاعلية ويحصلون على النتيجة مباشرة.
يرى د. محسن صالح المدير العام لمركز الزيتونة أنّ «التخصص في مجال دراسات اللاجئين الفلسطينيين هو تخصص جديد ومهم، يفيد في زيادة الوعي، وإعداد الكوادر، وتفعيل العمل بنحو منهجي ومستمر لربط اللاجئين بقضيتهم، وتطبيق حق العودة. والأكاديمية نبتة يانعة في هذا المجال، نسأل الله لها حُسن الارتقاء وحُسن الإثمار».
فيما وصف رئيس قسم الصحافة والإعلام في جامعة الأمة د.عدنان أبو عامر الأكاديمية بقوله، «شكلت أكاديمية دراسات اللاجئين واجهة علمية غير مسبوقة في دراسات اللاجئين، والارتقاء بها من حالة الدورات التدريبية، واللقاءات التعريفية، إلى محضن بحثي علمي تدريسي، وفق أفضل وأرقى المناهج الأكاديمية الحديثة، لإيصال المعلومة والفكرة والهدف للمتلقين لها، ضمن منهج علمي يغطي جوانب الدراسة بأسرها».

هذا النجاح المشهود للأكاديمية لم يكن إلّا نتيجة اختيار أكاديميّين وأساتذة مميّزين بمهنية عالية، ومن ذوي التخصص والخبرة في المجال من مناطق مختلفة من العالم، كل ذلك كان من أجل الوصول إلى الهدف المنشود في زيادة الوعي حول قضية فلسطين واللاجئين وحقوقهم.

فكلّ ما تطمح الأكاديمية بأن تكون مبدعة ومتميزة في تدريس قضية فلسطين، لتغدو مؤسسة دولية لها مقر جامعي وعشرات الفروع في الدول المختلفة.

أسماء السعدي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى