الخميس ١٦ نيسان (أبريل) ٢٠١٥

قراءة في كتاب الدراية لمؤلفه عثمان صالحية

رفعت زيتون

ألخص فكرة الكتاب بجملة واحدة، " الدعوة إلى الدراية قبل الرواية"

وهذا يعني دراسة المتون، وهي جمع متن، أي دراسة المضامين الفكرية للنصوص دراسة نقدية على أسس قويمة ومسلمات ثابتة، وليس النقل الأعمى لرواية ما مهما كان قائلها، فلا عصمة لمخلوق من البشر إلا الأنبياء.

قد نختلف في بعض ما جاء في الكتاب ونتفق ببعض، ولكن لا خلاف على هذا الإطار العام، فهو إطار فكري أساسه الأسلوب العلمي والموضوعي ونتائجه تعود بكل خير على الناس، ليس فقط في نقل الخبر ودراسة الكتب وإنما في الحياة اليومية كذلك. والدراية حتى تؤتي أكلها وثمارها يجب أن تقوم على مرتكزات عدة ومنها:

 تحصيل المعلومات من مصادر مختلفة.
 بلورة الأفكار في ميادين معرفية مختلفة.
 شمولية المعرفة والقدرة على الربط والتحليل.
 ضمان نزاهة العمل.
 الموضوعية في الطرح والتجرد من كل فكر خاص.
 التحلي بالتواضع والابتعاد عن الغرور.

وهذا كلام واع ومتحضر ويخدم أكثر ما يخدم فئة المؤلفين، ويمكن اعتباره معيارا نحاسب عليه المؤلِّف، بكسر اللام، والمؤلَّف، بفتح اللام، ويمكن أن يكون إماما لكل مؤلف يحترم نفسه ويحترم عقول الآخرين، ولكن كم يمكن تطبيق هذا الأسلوب الذي يقترب من أفلاطونية الفكر بالوصول إلى مدينة الكتابة الفاضلة. وهل التزم الكاتب نفسه بما وضعه من معايير عندما قدم لنا هذا العمل مشكورا؟

هذا ما يمكن الحكم عليه بعد إتمام القراءة وطبعا قد تتباين الأحكام من قارئ لآخر حسب توجهات القارئ الفكرية خصوصا أن القارئ كونه اتخذ خطًّا فكريا معينا فلسوف يبتعد قليلا عن الموضوعية والتجرد وقد يكون حكمه مسبقا دون دراية
بسبب أفكاره المسبقة التي يحملها ويجبره عليها حزبه أو فكره.

الكاتب عندما وضع هذه المعايير لم يتركها دون دلائل، فذكر بعض المؤلفات لمؤلفين كبار، منهم من كان له أجندة خاصة أراد أن يسوق أهدافها وأفكارها، ومنهم من طغى جهله على علمه، ومنهم من كان أسير رغباته وأهوائه فأخذ بالضعيف من الحجج وترك القوي، وهكذا. ومن هذه المؤلفات:

 الإسلام والجنس ولم يحدد الكاتب مؤلف هذا الكتاب، ووجدت أكثر من مؤلف تحت هذا العنوان
 مسائل فقهية مختارة ولم يذكر صاحب الدراية من المؤلف وأظنه أبا إياس محمود عبد اللطيف
 الجامع لأحكام الصلاة لأبي إياس محمود عبد اللطيف
 آيات الرحمن في جهاد الأفغان للشيخ عبد الله عزام
 عبر وبصائر للشيخ عبد الله عزام
 تحرير المرأة للشيخ محمد عبده
 جناية البخاري في علم الحديث ومؤلفه زكريا أوزون
 جناية الشافعي في علم الأصول ومؤلفه زكريا أوزون
 الإسلام وأصول الحكم لطه حسين
 تاريخ الخلفاء للسيوطي

وغيرها من المؤلفات التي يقول الكاتب أن وراءها ما وراءها من حرب على الإسلام والمسلمين، ومتاجرة بالحقيقة، والهدم والتخريب، وخدمة أحزاب معينة، ومحاولة عمل شرخ بين ماضي الأمة المتمثل بسلفها الصالح وحاضر هذه الأمة
المتمثل بخلفها، ومحاولة التشويه الإسلامي بأكمله، وكل ذلك أعتبره حرصا وغيرة على كل ما هو عربي ومسلم، وتبحّر وغوص في بطون الكتب من أجل الوصول إلى الحقيقة ودرأ الشرّ عن هذه الأمة ودينها.

ولكن بالمقابل لو عدنا إلى ما ذكره زكريا أوزون في مقدمة كتابه، نجده يتوافق نهجا وفكرا وأسلوبا مع طرح مؤلف الدراية، فهو يقول ما معناه أن ((ليست الغاية من هذا الكتاب التجني على البخاري أو التشكيك بحسن نياته، إنما التأكيد على أن ما جاء في صحيح البخاري ليس وحيا مقدسا بل هو قابل للنقد المراجعة أو الرفض على الرغم من الهالة والقداسة التي نسجت حوله من قبل الأخريين على مر أكثر من ألف عام((.

ثمّ يقدم المؤلف رؤية خاصة به تتمثل في ((أن نأخذ من الحديث النبوي الحكمة والموعظة الحسنة التي يمكن أن يتقبلها كل إنسان على أرض المعمورة، مثل: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وحديث لا ضرر ولا ضرار، أما الأحاديث التي تعارض العلم والمنطق والذوق السليم فيمكن أن نتركها دون حرج.

ثم يطرح الكاتب تسعة أسئلة: تتمثل في التساؤل: هل الحديث وحي منزل؟ أو مصدرا للتشريع، أو مقدس؟ وهل يفسر القرآن الكريم، وهل كل الصحابة عدول ثقاة ؟ وهل يوافق الحديث المعطيات العلمية، والنظم والأعراف السائدة اليوم، وهل وحد الأمة؟ وماذا نأخذ من الحديث النبوي،؟ وهل وفق البخاري في صحيحه؟))

لا يخفى ما يريده زكريا أوزون في رؤيته، ولكنه في مقدمته التزم الفكر والموضوعية التي نادى بها صاحب الدراية، فكيف يمكن الجمع بين هذا وذاك.

وهل هناك من طبقة المؤلفين والرواة من هم فوق المعايير وكلامهم يجب أن يؤخذ به على أنه صحيح بشكل كامل؟ وإذا كان الجواب لا، فمن عندها سيكون مخولا بوضع المعايير الجديدة وعلى أي أساس وقد افترقت الأمة أحزابا وفرقا وشيعا
ولكل فرقة علماؤها الذين فرحوا بما لديهم، ( كل حزب بما لديهم فرحون).

سؤال أطرحه بقوة على الكاتب. بمعنى آخر من هم المرجعيات العلمية التي يمكن العودة إليها عند طلب العلم والفقه فيما يُغَمُّ علينا في قادم الأيام مصداقا لقوله تعالى
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ).

وعودة إلى تلك المؤلفات التي ذكرها صاحب الدراية، فقد ذكر المؤلف مبحثا في سطر في كتاب جعله يحكم على كل الكتاب فعدم صحته وموضوعيته وبعده عن الدين، فمثلا ما جاء في كتاب الجامع لأحكام الصلاة وكتاب مسائل فقهية مختارة، فهل من الصواب الحكم على الكتاب برمتّه من خلال مسألة واحدة أو عدة مسائل؟ وإذا رمنا الصواب كاملا في أي كتاب فلن نجد ذلك إلا في كتاب الله عزّ وجلّ.

وربما وجد صاحب كتاب الدراية أكثر من مسألة وعندها كان يجب أن يذكر ذلك أن كتاب كذا وكذا فيه مغالطات كثيرة أذكر منها المسألة كذا وكذا، وهذا إتباعا لما يطالبنا به صاحب الدراية فكان أولى أن يلتزم به.
وفي موضوع الشفاعة يقول المؤلف في صفحة 37 ( يقول القرطبي في تفسير الآية الكريمة " واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة" أن المقصود بالتي لا يقبل منها شفاعة هي النفس الكافرة حسب إجماع المفسرين) وبهذا يرد صاحب الدراية أن هذا تعسف من الطبري وأتباعه، وأن إجماع المفسرين ليس حجة، والكلام كله لمؤلف الدراية، ولكن إذا كان إجماع المفسرين لا يؤخذ به وليس حجة، فمن أين نأخذ حجتنا؟ وأليس هذا يمكن أن نضعه في باب عمل الشرخ بين الخلف والسلف ونسف تاريخ التفسير جملة وتفصيلا؟ وهذا ما حذرنا منه المؤلف في البداية. وهل نترك المفسرين وإجماعهم ويفسر كلّ منا حسب هواه هو؟ وسؤال آخر أليس من حقّ العالم الذي بلغ من العلم ما بلغه هؤلاء أن يفسر فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر؟

وكاتب الدراية خطّأ أكثر أهل العلم الذين عرفناهم وأخذنا عنهم، وتقريبا لم يترك أحدًا، وهنا أضع بين أيدكم بعض التساؤلات:

 ألم يحمل هؤلاء العلماء مشقة حفظ السنة من الضياع؟
 عندما نقل هؤلاء العلماء ما نقلوا من أحاديث، ألم يدققوا فيها كما دقق مؤلف الدراية؟ وهلْ قصرت درايتهم وحنكتهم وفطنتهم عن ملاحظة التناقض؟
 وبحسب فهم صاحب الدراية، وأنا معه في ذلك فإن القرآن الكريم هو الكتاب
الوحيد الذي لا يأتيه الباطل من أي مكان، فهل كتاب الدراية وصل إلى تلك المرحلة؟ بمعنى هل كتاب الدراية خلا من الخطأ والزلل أم أن الخطأ وارد لأنه مجهود بشري قد يخطئ وقد يصيب، وحتما سيكون الجواب أنه يحتمل الخطأ مثلما يحتمل الصواب. فإذا كان هذا هو الحال فإن كتاب الدراية لم يختلف عن كتب ما جاء به الأولون. وإذا كان صاحب كتاب الدراية قد أسقط ثقته بالكتاب والكاتب لمجرد خطأ في مسألة أو بضعة مسائل، فالقاعدة تنطبق عليه وعلى كتابه.

 يقول الكاتب أنه حتى إذا صحّت الرواية ولم تبطل الدراية، بمعنى أنه إذا كان المتن صحيحا وكان الرواة ثقاة، فذلك ليس دليلا على صحة الحديث.

وهنا أسأل فأين أجد بعد هذا حديثا صحيحا، وماذا يثبت صحته برأيك؟

وكيف لي أن أطبق قوله تعالى في سورة الحشر، وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

أم أن النهج الجديد يبطل هذه الآية ويلغيها؟

 ولنتسلسل في فكرة الإيمان، فالأصل أن نبدأ بالإيمان بالله وبعد ذلك بملائكته وبرسله إلى آخر ذلك، والإيمان بالرسل يكون بالإيمان بما جاء به الرسول من قول أو فعل أو تقرير، وهذا ما قيل أنه السنة النبوية، فهل عند الكاتب مرجعيات
عدول ثقاة لا يخطئون يقترحهم علينا كي نأخذ عنهم سنة نبينا صلى الله عليه وسلم؟

 هناك آيات تغيّرت لأسباب عدة، فمثلا تحريم الخمر لم يكن قطعيا في البداية
فقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ، وفي آية أخرى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وهذا تناقض صريح في الآيات، فهل يمكن الحكم على هذه المسألة دون بحث كل ما يتعلق بأسباب النزول، ولماذا نتقبل
هذه الفكرة هنا ولا نتقبلها هناك؟

وفي آية أخرى، يقول الله عزّ وجلّ في سورة البقرة " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ "، ويقول في سورة التوبة "قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ".

فهو في آية يقول لا إكراه في الدين، وفي آية أخرى يقول قاتلوا، فهل هذا تناقض؟

أم يجب أن نعود لأسباب النزول لفهم المراد؟ وإذا كان كذلك فلماذا لا يكون هذا المنهج مع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.؟

 وهل القرآن جاء شاملا كاملا أم أن هناك أمورا لم تذكر في القرآن وجاءت في كتب الحديث لتفسر ذلك وتذكره، فمثلا لا ذكر للرجم في القرآن الكريم، ولكنه أقرّ في السنة النبوية في صحيح مسلم، وهو ليس من الغيبيات، فهل ننكره؟
 سؤال آخر لكاتبنا، هل تؤمن أن هناك آيات منسوخة في القرآن؟ ولماذا تمّ نسخها وإذا كنت فعلا تؤمن بذلك فهل غيّر الله رأيه أم أنه حاشا لله صحح أمرا لم يكن صائبا؟ فإذا لم يكن كذلك فهل يمكن ربط ذلك بما جاء في سنته الشريفة من تغيير
أو تعديل بأمر الله مصدقا لقوله تعالى في سورة النجم "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى".؟

 يقول صاحب كتاب الدراية أن المتون يجب أن نحكمها للعقل والمنطق، فلماذا في قضية المسح على الخفين يمسح على ظاهر القدم، بينما المنطق يقول بالمسح على باطن القدم؟

 يقول الكاتب أن أحاديث الآحاد يمكن الأخذ بها في مسائل العقيدة والأحكام الشرعية والعبادات، ولا نأخذ بها في أمور الغيبيات، فكيف نضع ثقتنا في مصدر ما على جزء مما جاء به ولا تكون في جزء آخر؟

وحتى لو كانت المسألة متعلقة بأمور العبادات، ماذا لو جاء في أحد الأحاديث مثلا..

جاءني جبريل أو أمرني جبريل، أو أو.... فهل نأخذ به على أنه متعلق بمسائل العبادات أم نرفضه لأنه مبني على حديث جبريل، وجبريل من الغيب.؟

ومن منطلق التدقيق وفحص المضامين الذي نادى به المؤلف، رحت أبحث عن بعض تساؤلاته، فوجدتُ أنه قد سبقه إليها غيره من أديانٍ أخرى ومن فرقٍ شتى.

ووجدت كذلك الردّ على تلك التساؤلات

 فمثلا في مسألة حديث نزول الله للسماء الدنيا، أتساءل هنا عن الآية الكريم في سورة " الرحمن على العرش استوى"، هل أقبل فكرة الاستواء وإذا قبلتها فكيف يكون الاستواء؟ حتما سأقبلها ويقبلها الكاتب لأنها من القرآن، وحتما سيقول الكاتب أننا لسنا مكلفين في البحث في كيفية الاستواء، فلماذا لا يقبل فكرة النزول وبحث في كيفية النزول، هل فقط لأنها جاءت في الحديث؟

والحديث تحدث عن النزول فهل هناك من نصّ آخر يتحدث عن عدم النزول ليحدث التناقض؟

 أما ما جاء عن حديث القردة فالحديث يتحدث عن حكاية وليس عن تشريع
ولا عن عبادات.

 أما عن حديث السحر، فهل المسحور يبقى مسحورا؟ وهل مرض الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل برئ من مرضه أم بقي مريضا؟ فإذا بقي مريضا فحتما سيكون لذلك تأثير على ما يمكن أن يأتينا به حسب درجة مرضه، وبالتالي فإذا كان عليه الصلاة والسلام يمرض ويبرأ بإذن الله فهو كسائر البشر فكذلك يمكن أن يقع عليه السحر ويبرأ منه بأمر الله وإلا فلماذا أنزل الله المعوذتين؟

ألم يخف سيدنا موسى وهو الشديد من الحبال التي خيل له من سحرهم أنها تسعى لولا أن ثبته الله؟ فهل السحر يمكن أن يؤثر على نبي دون آخر؟

 أما حدوث سجود الشمس، فالسجود اصطلاحا معناه وضع الجبهة على الأرض ووضع اليدين والركبتين وأطراف القدمين، أي أنه يتم بسبعة أعضاء للإنسان المعافى القادر على أدائه، أما معناه لغة فهو الخضوع. فإذا أخذنا المعنى اللغوي
فالأمر يصبح واضحا جليا. وربما رفض أحد قبول ذلك، أقول لا بأس وأعود إلى القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل، وأذكر الآية الكريمة التي تقولفي سورة الحج: " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ"
فهل سيأخذها الكاتب على المعنى الاصطلاحي أم على المعنى اللغوي، فإذا آمن بها
هنا فلماذا ينكرها هناك؟

أما قضية السجود تحت العرش، فأين يسجد كل ساجد؟ هل يسجد الناس وكل من جاء في الآية الكريمة تحت العرش أم فوقه؟ أليس الله محيط بكل شيء وفوق كل شيء؟ وبالتالي فإما أن الشمس تسجد، بدلالة الآية، أو أنها لا تسجد، فإذا أقررنا
بالسجود فهذا يعني أن لها ما قدر لها الله من كيفية ووقت وزمان.

هذا بعض ما قرأت من تساؤلات وردت في كتاب الدراية، وهي ليست بجديدة كما ذكرت سابقا.

وعلى ذلك يمكن ان نقيس باقي المسائل. وهي تساؤلات وضعتها ابتغاء الوصول إلى دراية حقيقية وفهم أكثر وضوحا، ربما يجيبني عليه الأخ المؤلف صاحب الدراية، ليس جدلا بقدر ما هو إثارة أكبر لمزيد من التساؤلات، أو إثارة للتساؤلات
من جميع جوانبها.

وهنا أريد أن أثمن فكرة التفكّر وهي أيضا ليست جديدة فنحن مأمورون قرآنيا بها، ولكن التفكّر يعني أن نبحث عن الأمور من كل الجوانب وحتى آخر التفاصيل، حتى لا تكون الأمور حجة علينا لا حجة لنا.

الكتاب أثار الكثير وربما زعزع ثقتنا بعلمائنا للحظة وربما وصل أمر الزعزعة إلى أبعد من ذلك، ولكن لهذه المسائل من يمكن الردّ عليها من أهل الاختصاص والعلم، وبالتالي فأنا أقترح تشكيل لجنة من العلماء وأهل الدراية على أن تتوفر
فيهم الموضوعية والموسوعية ليس للردّ على الكتاب وإنما للبحث في كل الأمور التي تناولها الكتاب واستخلاص النتائج، ووضعها بين أيدي العامة ممن قرؤوا الكتاب، ولتكن كلتا المادتين أمام القارئ.

رفعت زيتون

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى