الأربعاء ٢٢ نيسان (أبريل) ٢٠١٥
بقلم عادل عامر

التخطيط في المجتمع الاجتماعي اقتصادية

إن أهمية التنمية ينتج عنها الزيادة في فرص الحياة عند الأفراد فالغاية منها هي تحقيق إنسانية الإنسان عبر العدل والمساواة معاً، وإحداث مجموعة من التغيرات الإيجابية في البناءات الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية، والتكنولوجية، وحتى البيئية، وهذا الأمر يتعلق بوجود سلطة مركزية سياسية لها القدرة في التصرف وتنفيذ المخططات للبرامج التنموية.
من هنا يمكن القول أن تنمية المجتمع لا تتحقق إلا من خلال مشاركة كل الفاعلين من صناع القرار، ومجتمع مدني، ومختصين وأيضاً من خلال التخطيط الذي يقوم على البحث العلمي، والذي يعمل بدوره على تقصي الواقع الاجتماعي ميدانياً، بهدف التعرف على نقاط الضعف وتحديد احتياجاته من أجل الحفاظ على كرامته وحقوقه وإنسانيته.

التخطيط عملية شاملة تمس جوانب المجتمع الاجتماعي اقتصادية والثقافية والعلمية الخ... وتستجيب إلى قانون التطور المبرمج والنسبي للاقتصاد الوطني ، وأهمية التوازن بين الفروع الرئيسية للاقتصاد الوطني ..، وتقليل اثر التقلبات الاقتصادية غير العادية واختلال التوازن غير الاعتيادي والأزمات. ويستند التخطيط على جملة مبادئ في مقدمتها : ارتباط الجهة العليا في جهاز التخطيط بأعلى جهة في الجهاز التنفيذي وتضم في عضويتها الخبراء في الميادين السياسية و الاجتماعي اقتصادية ، وجوب إقرار مجلس التخطيط " الممثل للشعب والمنتخب من قبله" الخطط التنموية قبل المباشرة بالتنفيذ ، التخطيط عملية شاملة ولجهاز التخطيط الأسبقية على أجهزة الدولة كلها ، وجوب تواجد جهاز فني مركزي للتخطيط يضم الكادر الفني المدرب على إعمال التخطيط ، وجود الجهاز الإحصائي المحسوب القوي تحت تصرف الجهاز الفني المركزي للتخطيط ، وجوب تواجد جهاز متابعة ومراقبة ورصد قوي لمتابعة تنفيذ الخطط التنموية ، لا يمكن الحديث عن التخطيط دون المشاركة الحقيقية للجماهير في مناقشة ودراسة أوضاعه وتعقيداته واشكالياته وتوفير مستلزمات نجاحه على أسس طوعية وديمقراطية،وعبر الاحترام الكامل لحقوق الإنسان المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية واحترام التعددية السياسية والابتعاد عن القهرية الحزبية والميكافيلية والتدخل في الحياة الشخصية للناس! إن المصيبة التي تكاد أن تكون معضلة لا حل لها هي عدم الاستماع وغلق الآذان وكأن الأمور لا تعني الشعب بل تعني المسئولين فقط وكأنهم الأكثر إخلاصا من غيرهم.. ويقوم الجهاز المركزي للتخطيط بتحديد النسب الرئيسية في عملية التنمية أي أفضل النسب بين: الإنتاج والاستهلاك والتراكم، إنتاج سلع الإنتاج وإنتاج سلع الاستهلاك، الإنتاج في القطاعات الاقتصادية الرئيسية (الصناعة والزراعة والنقل... الخ)، الصناعة الاستخراجية والصناعة التحويلية ، احتياطي العمالة واحتياجات الإنتاج في العمل ، إنتاجية العمل والأجور ، توزيع الإنتاج إقليميا ، الاستهلاك الجماعي للخدمات والاستهلاك الفردي للخدمات ، ... الخ. ويستلزم التخطيط الاقتصادي تحقيق الاستقلال السياسي وانتزاع السلطة من أيدي كبار الملاكين والبرجوازية المرتبطة اقتصاديا بالاحتلال (الكومبرادورية والطفيلية) والبورجوازية البيروقراطية في القطاع العام والحثالات الطبقية من القطاعات الطبقية المهشمة قسرا والمنبوذة أو المتساقطة في معمعانة الصراع الطبقي حامي الوطيس والقوى الطبقية الرجعية المختلفة ... أي تصفية العلاقات الإنتاجية شبه الإقطاعية والسيطرة على تطور العلاقات الإنتاجية الرأسمالية وتحديدها في الريف.. كل ذلك يستلزم أيضا : الوقوف بحزم أمام دعوات حذف وتهميش قطاع الدولة وهي دعوات تلقي الدعم الواسع من المؤسسات الاقتصادية العالمية في الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية فإمكانيات القطاع العام على تخصيص الاستثمارات السنوية الممكنة تزيد بأضعاف مضاعفة قدرات القطاع الخاص والأهلي والتعاوني والمختلط معا ومما يعزز من ريادة هذا القطاع حاليا وفي المستقبل ، قطاع الدولة هو الضمانة الأساسية للمصالح الاقتصادية الوطنية والخصخصة إلغاء حماية هذه المصالح وما يواجهه القطاع العام العراقي معضلات مفتعلة ليست من طبيعته ، انجاز الإصلاح الزراعي الجذري ، الدور القيادي التوجيهي للدولة في التنمية الاقتصادية ، لا تعتبر الخصخصة الحل البلسمي أو نهاية المطاف لمعضلات القطاع العام في شأن المشاريع ذات العلاقة ومنها على الخصوص الصناعة النفطية والصناعة الكهربائية ، تحديد نطاق مساهمة القطاع الخاص في تنفيذ الخطط التنموية ، جدلية التنمية هي التفاعل البناء بين المصالح الخاصة والمصلحة الوطنية العامة لمواجهة جدلية التخلف بعناصرها التقليدية الداخلية والخارجية... أضحى التخطيط سمة هذا العصر حيث تأخذ به كل المجتمعات في كل نواحي الحياة, فالفرد يخطط لنفسه لتحقيق أهدافه القريبة والبعيدة، وكيف يحقق طموحه الآني والمستقبلي، وكيف يواجه مشكلاته اليومية والمتوقعة بإتباع أسلوب التخطيط القائم على العلم والفكر واختيار أمثل الخطوات والعمليات والإجراءات التي تحقق الهدف الذي يسعى إليه.

وقد أصبح التخطيط مؤخراً مفتاح النجاح نحو المستقبل وتحقيق الأهداف في المجتمعات والدول على اختلاف نظمها السياسية ويتناول مختلف المشاكل والعقبات التي تعترضها نحو الوصول إلى مستوى أفضل مهما اختلفت في تقدمها أو تخلفها. ويقوم التخطيط الاجتماعي على الفلسفة الاجتماعية للمجتمع مما يجعل مدلوله أكثر شمولاً واتساعاً ليشمل مختلف أنواع التخطيط، كالتخطيط الصحي, والاقتصادي, والتعليمي, والعمراني..... وغيرها من الأنواع المتعددة للتخطيط والتي تشمل كل جوانب حياة الإنسان. والتخطيط الاجتماعي هو أحد الأساليب العلمية التي تستخدمها مهنة الخدمة الاجتماعية في إحداث تغييرات اجتماعية مقصودة – يتضمن مجموعة من الإجراءات التي تنظم العمل به، ويقوم على عمليات فنية يقوم بها خبراء وفنيون ومخططون اجتماعيون بالتعاون مع أفراد المجتمع وقادته من خلال أجهزة التخطيط على مختلف المستويات الجغرافية والوظيفية في إطار خطة التنمية الشاملة للمجتمع وفي إطار أيديولوجيته السائدة.

والخدمة الاجتماعية كمهنة تعتمد على التخطيط الاجتماعي باعتباره الوسيلة الأنسب لاختيار الأساليب المستخدمة في العمل المهني الذي يستهدف حل المشكلات ومقابلة الحاجات المجتمعية، كما أن الأخصائي الاجتماعي في عمله مع أي من معدات التدخل المهني (فرد – جماعة – مجتمع – منظمة) فانه يحتاج إلى التخطيط كأسلوب علمي يضمن نجاح تدخله المهني لطلاب الخدمة الاجتماعية توفير الأساس المعرفي والمهاري المرتبط بالتخطيط الاجتماعي لذا نرجو أن يساهم هذا العمل في تحقيق ذلك. مفهوم التنمية عدة تعريفات لكنها تشترك في أنها عبارة عن "عملية تغيير حضاري تستهدف الارتقاء بالمجتمع اقتصاديا وتكنولوجيا واجتماعيا وثقافيا، وتوظيف كل موارد المجتمع المادية والطبيعية والبشرية من أجل صالح الكل، خاصة تلك القطاعات والفئات الاجتماعية التي حرمت ردحاً طويلاً من الزمن في فرص النمو والتقدم وقد جاء مفهوم التنمية في تعريف الأمم المتحدة في عام 1956 باعتبارها "العمليات التي يمكن بها توحيد جهود المواطنين والحكومة لتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمعات المحلية ولمساعدتها في الاندماج في حياة الأمة والمساهمة في تقدمها بأقصى قدر مستطاع" فهي عملية مقصودة تسعى إلى توفير الخدمات الأساسية للأفراد؛ أي : أنها تسعى إلى تحسين ظروف الحياة الفردية والمجتمعية، كما أنها عملية متوازية ومتساوية ترتبط بخلق أوضاع جديدة ومتطورة في كل المجالات والميادين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى