الأربعاء ٢٩ نيسان (أبريل) ٢٠١٥
بقلم عـادل عطية

بأمر.. وأمر..

ذات مساء من ليالي الحاكمية العربية، رأى أحدهم: أن الرتب والنياشين العسكرية لا تحمي حامليها في كثير من الاحيان من النقد، والثورة.. حتى ولو كانت تكشر عن سلطتها بمئة نسر ودبور!

فكر نيابة عن الذين ينقضّون على السلطة كالطيور الجارحة ، ويقتنصوا من خلالها: الحريّة، والكرامة، والعدالة من حياة مواطنيهم.. فكر في أن يمنحهم رتبة الأنبياء، والرسل، والمبعوثين من السماء؛ ليمارسوا شريعة الغاب بما لا يخالف شرع الله!

فكان الحاكم بأمر الله الفاطمي، الذي أدعى الألوهية، وأمر الناس إذا ذكر الخطيب على المنبر اسمه، أن يقوموا على أقدامهم صفوفاً، وقيل أيضاً أن يسجدوا إعظاماً لذكره، واحتراماً لاسمه!

واخترع الأحكام وحمل الناس عليها، ثم أمر بنقضها!

وتصرفات أخرى لا يفعلها سوى المجنون بالعاقل!

حتى عاش الناس في ليالٍ متعاقبة من صنعه، ولم يحاول يوماً أن يضيء لهم ولو حتى بحماره المدعو: "قمر"!

ومع أن الرعيّة، اكتشفت أنه كان يحكم بأمر الله أكبر الوثني، وبلغتنا المعاصرة: الله أكبر ولايتي!

وأن مذاق ثمرة فاكهة: "بأمر الله"، جعلها الحاكم مرّة كالحنظل!

إلا أن جرأة الحاكم الذي جاء من بعده..
وميراث الخوف من الحاكم الذي كان قبله..
أعادا للتاريخ هذا اللقب:
فجاء الحاكم بأمر الله الأول!
وجاء الحاكم بأمر الله الثاني!

لا أحد يريد أن يتعلم من التاريخ، سواء كان: أبيضاً، أو أسوداً!

لا أحد يريد أن يكف عن تناول ثمرة: "بأمر الله" سواء كانت فاطمية، أو عباسية، أو معاصرة!

لا أحد يريد أن يسأل نفسه: ان كان الانجاز الوحيد للحاكم بأمر الله، أنه أعطى الثمرة التي لم يكن لها اسماً ( التي نعرفها الآن باسم ملوخية)، اسم : ملوكية!.. فكم يكون انجاز من يحكم بغير أمر الله؟!..

الاجابة التي عشناها مع الذي حكم بأمر المرشد، حتى وان لم يقرّ بها اتباعه، تدعونا بأن نظل نحلم ـ في كل فترة رئاسية جديدة ـ بأن يحكمنا حاكم بأمر الحب (الإلهي)، وألا تظل هذه الكلمة ـ فقط ـ جزء من كلمات في أغنية لمطرب راحل!...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى