الاثنين ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٥
بقلم عـادل عطية

لماذا لا نصاب بهذا المرض؟!..

جلبت هولندا من اسطنبول زهرة رقيقة تدعى الـ «توليب»..

كان ذلك في عام 1635!

وبسبب ندرتها وشكلها المميّز، احتكرها تجار الورود، وباعوها بسعر كبير!

وبارتفاع الأسعار، دخل العامة إلى السوق، وبدأوا يزرعون، ويتاجرون بهذه الزهرة الجميلة!

غير أن زهرة التوليب لم تكن تنمو بسهولة، وكان وصولها للحجم المعتاد حدثاً استثنائياً، كما انها تتميز بظاهرة فريدة وهي أنها في كل مرة تُزرع، تنمو بألوان مختلفة ونقوش مميّزة يصعب تكرارها!

هذه العوامل الفريدة، جعلت اسعارها تقفز بجنون لدرجة أصبح الناس يشترونها بخمسين وستين وسبعين ألف جيلدر، حتى أن البعض أخذوا يقايضون بيوتهم، وأبقارهم، وممتلكاتهم.. مقابل زهرة، أو زهرتين لا تعيشان لأكثر من أسبوع، أو أسبوعين!

ومن يزر امستردام، ويرى بعض البيوت منقوشاً فوق بابها زهرة التوليب، فهذا يعني أن المنزل بأكمله بيع ذات يوم مقابل زهرة واحدة فقط!

كان بالفعل جنوناً جماعياً، استمر لعامين، يعرف حتى اليوم بـ "التوليب مانيا" أي "جنون التوليب".. فكلمة مانيا كلمة لاتينية تعنى "هوس"، أو "جنون جماعي"!

وما أكثر الظواهر التي تتحول إلى مس جماعي بين الناس، مثل"التكنومانيا"، و "الأسهم مانيا"، و"الكورة مانيا"، و "الشات مانيا"...

ولكن العجيب حقاً، أنه في فيض الـ"مانيا"، و"هوس التعصب"، و"جنون، الاضطهاد"، و"جنون القتل"... لم نصب بعد بـ "هوس الخلاص".. الخلاص من الخطيئة، ومن البغضاء، ومن العنف والاذى..مع أنه أهم موضوع بالنسبة للإنسان؛ لأنه يتعلق بحياته الأبدية!

إلى اليوم، لايزال صوت السماء، يحذرنا بمحبة فائقة: "هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص"!...
فهل نتجاوب ـ الآن ـ مع هذا الصوت، ونصاب بهذا المرض العجيب المؤدي إلى الشفاء؛ فنتحرر من ربقة الأثم المرير، والخلاص من الموت الأبدي؟...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى