قراءة في قصة «الحلم» للأديبة ميمي قدري
الحلم
اقتفيت أثره... التفتَ إلى الخلفارتسمت الابتسامة على ثغرهاقترب ...اقتربتنهدتُ فرحة ....تحسست وجههبكيتُ.... استيقظت....!!
أطياف النوم و اليقظة
الحلم لقطة في مشهد الحقيقة. مثلما الحقيقة لباس لتجليات الحلم.
و رمزية الحلم في الإبداع تقتضي قلماً يجمع بين التعبير الحالم و قوة الفكرة في الحلم.
ميمي قدري قدمت لنا نموذجاً لهذا التجانس المبدع، من خلال قصتها : " الحلم ". إنها تقترب من الواقع لتعانق الحلم. فتظل في عتبة الأول لأن باب الثاني موارب: لا هو مفتوح تلجه لتمسك بأطياف الذات، و لا هو مغلق تغادره لتظل بقرب الآخر.
تكتب ميمي قدري نصها السردي بضمير المتكلم، لتزيل كل مسافة محتملة بين قصتها و المتلقي, ثم من أجل تكريس الذات الكاتبة باعتبارها ذاتاً للبوح و الحكي .
الحلم هنا تعبير عن أشواق دفينة، يقظة و ليست نائمة على وسادة الرؤيا. توظيف صورة الآخر (بوصف تقاسيمه و حركاته و انفعالاته) في توق الذات إليه ( بوصفها موضوعاً داخل النص /خارج النص )، منح ل "الحلم" ثراءً يلمسه القارئ و يحسه و يتفاعل معه في آن معاً.
المبدعة ميمي قدري تقتفي آثار واقعها في حلم الحكي. و حين لا تجده بين هذا و ذاك، تستيقظ من تداعيات الشوق ..و تصبح الدموع علامة على حلم ينام، أو حقيقة تحلم .
بإيقاع سردي سريع ..و تعبير لغوي لاهث متدفق ..تمكّنت هذه المبدعة المتألقة من رسم شخوص نصها ببراعة و حنكة ، تحوَّل عبرها القارئ كاتباً، و الكاتبة قارئة .
و تلك ميزة لا تتوفر لأي نص.
ميمي قدري تكتب من منطلق الإحاطة بموضوعها، و استلهام كل ظلاله و خوافيه.