الأربعاء ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠١٥
بقلم فراس حج محمد

مظاهر فحولة وليد توفيق!

هل بقي من شيء يفاخر به العربيّ غير فحولته، ومعاركه الناجحة جدا على السرير، إنها آخر الحصون، بعد هذا الكم الهائل من الخسارات العنيفة المتساقطة كالقدر واحدة بعد أخرى!

ينقذني وليد توفيق هذه المرة من عقدة النصر والهزيمة، أهرب إلى ما يهرب إليه كل عربيّ يرى نجاحاته المكللة بالغار وفتوحاته العشقية متجسدة في أرض لاهبة تفور بعنفوان الفتيات الصاخبات ليتحدث وليد توفيق عن تلك الفحولة العارمة التي تسكنه حتى أنه يغلب بفحولته ابن العشرين، ذلك الفتيّ الذي ما زال خيره فيه، ربما تسللت صورة العربي الذي كان يشدو "منتصب القامة أمشي"، ليصبح منتصبا انتصاب المصلوب أو منتصب القامة في الشمس متصلبا يعاني الأمرين، لكنه وبالضرورة ليس منتصبَ....!

هل تراني عجزت أنا، وأصبحت الأغنية متنفسي؟ أم أنني مثل وليد توفيق ما زال قلبي "بيقدح نار"؟ ربما وصفتني إحداهن بأنني عجوز ولم أستطع القيام بأي معركة سريرية لا في الحلم ولا في الحقيقة! فهل أنقذني وليد توفيق من هذا العجز المترائي حولي، أتذكر للتو فيلم "ليلة سقوط بغداد" يا له من عجز كبير داخليا وخارجيا!

يأتي وليد توفيق ويجتاح الصباح هروبا من أخبار في طول البلاد وعرضها ليس فيها ما يسر الخاطر ولا يشرح القلب، ولا يفتح الشرايين، فكيف ستكون العرامة والفحولة في السرير؟ من له نفس أن يمارس حياته الطبيعية والكون مقلوب رأسا على عقب؟ هل سيكون بوسعنا أن نكون طبيعيين حتى وإن كنا كما ادعى وليد توفيق أن دماءه مثل الجمر، لم يطفئها الهم والغم ويحولها إلى دم بارد متخثر لا يسري ولا يجري، وهنا بالذات يقفز مشهدٌ دالٌّ من فيلم "عمارة يعقوبيان" عندما سأل أحد الغلابى (العاجزين) عادل إمام كيف يستطيع أن يفعل كل ذلك مع النساء، فأشار إلى دماغه، وقال: "لازم تريح دماغك"، فمن منا يرتاح دماغه من كل تلك التي تضج به وتضجره!

وإلى المشهد الأخير من فحولة وليد توفيق، يا لها من صورة لا تترك مزيدا لمستزيد عبر الكنايات اللطيفة في تصوير الفحولة، فخمسينه لا تمنعه من أن يتزوج فتاتين عشرينيتين معا، والدليل على ذلك أن زنده ما زالت قوية يكسر بها الجوز، واللوز يفقشه بين أصابعه، لا حظوا كلمة (يفقش)! وما دخل كل ذلك بمعارك السرير، إنها التعريض والكناية، وهنا أتذكر بالضبط مغنيا شابا متفجرا قوة عندما قال معاتبا محبوبته عندما كانت تقول له "اغمرني وشد علي الغمرة ولا تخلي ع شفافي حمرا"، إنه يقولها بصفة أخرى.

والآن، من أين أتتك أيها العربي كل تلك الفحولة وأنت ابن الخمسين هزيمة ونيّف، إن أخشى ما أخشاه أن تكون بفعل حبة زرقاء ونشوة عابرة لحظية ككل اللحظات العابرة التي تضيء حياتنا وسرعان ما تزول؟ إياك أن تخدع فحولتنا، واتركنا نمارس انتصاراتنا في الأسرة الناعمة فهي آخر ما تبقى!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى