الثلاثاء ٢٣ حزيران (يونيو) ٢٠١٥
بقلم عـادل عطية

يحدث على الـ: "أف. بي"!

"أف. بي"، هو اسم الدلع للفيس بوك!

وهو الشيء الوحيد الذي نجحت في تدليعه؛ فكل من أردت تدليعه، أجده: "مدّلع" خِلقة!

ما علينا..

فقد قلت أتفقد أصدقائي المتواجدين بقائمتي الفيسبوكيّة، دون أن أخطرهم بهذه الزيارة، التي أردت أن تكون مفاجئة، وحاسمة!

وجدتهم منوّرين على الجانبين، تاركين لي درباً رفيعاً طويلاً بينهم؛ لتمر عيني عليه!

وبينما كنت أتلفت يمنة ويسرة؛ لتحيتهم..

وجدت من خرجوا من إطار الأيقونة، وتركوا لي ما يشبه: تماثيل عرض الملابس!

ويبدو أنهم أصيبوا بداء: "ملتزمة العورة"!

وآخرين أختفوا وراء إسماء حركية، أكثرها هزلي.. من قبيل:

.. الكنج بالكنج، والعسكري بالعسكري!

.. ومرمر مرمورة المرمورة!

.. وسم ياخد الفقري!

وكأنهم، جميعاً، قد خرجوا من متن كتاب: "أرواح وأشباح"، للكاتب الراحل: أنيس منصور!

ووجدت من يغيّرون، في اليوم الواحد، صورتهم الشخصية على صفحتهم، أكثر من عدد تغيير ملابسهم؛ فاضحين أنفسهم، بأنفسهم، بأنهم من مشجعي: "النرجسية"، البغيضة!

وواحدة تعتقد، في نفسها، أنها ملكة ملكات العالم، وتشعرك وكأن كل المتواجدين على صفحتها، يتحرشون بها، وهي تقسم بصورة زوجها أنها متزوجة!

وآه، لو أنثى، حباها الله لمسة من جمال، كتبت بعض الكلمات غير المفهومة، فتجد الذكور: يتحلقون حول اسمها، ويحملقون في كلماتها، معبّرين لها عن إعجابهم الغامر بما سطرته يمناها.. بينما يتجاهلون الذين يكتبون من جنسهم، حتى لو كانت كتاباتهم تحمل الكثير من الفكر، والثراء، والقيمة!

وقد يدهشك، من يضع، على هيئة صورة، مقالاً منشوراً له في صحيفة أو مجلة، لا يستطيع أي أحد قراءته، مهما أعتني وكبّر؛ لصغر حروفه.. ومع ذلك تجد الإعجاب يتزايد، وكأن اعجابهم متصلاً بساعة تعداد المواليد!

وقد أدهشني أحد الأطباء، الذي لا يكف عن تسخين رفاق صفحته، بكلمات حماسية، ونخوية؛ ليعبّروا ـ بدلاً منه ـ عن احتجاجهم على أوضاع لا تعجبه، وافراز قائد ملهم منهم؛ لتحقيق ما يصبو إليه من إصلاح ما أفسدته السياسة. وعندما طالبته أن يكون هو ذاته البطل الذي يبحث عنه، قال لي أنه: "غلبان".. فإذا كان هو بقامته العلمية، والثورية "غلبان"؛ فكيف يطلب من غيره فعل ما لا يقدر هو على فعله؟!

كما أدهشني من يطلقون على صفحتهم: "الصفحة الرسمية لفلان الفلاني".. وكأن هناك صفحة بالبدلة، وأخرى بالبيجامة، أو جلابية البيت!

،...،...،...

اكتفي بهذا الوقت من المرور، بعد أن أصدرت أوامري إلى أصابعي، بحذف هؤلاء الذين لا يصلحون أن يكونوا من الأصدقاء، ولا حتى من الأعداء، بل هم يُحِزنون!...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى