الخميس ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠
بقلم كوكب دياب

أقاويل وافتراء

.
أقـــاويــلٌ تــنــامـتْ وافـــتــراءُ
وضاق بها على الرحْبِ الفضاءُ

وبـئْس الـقـولُ لا يـرعـاه ديـنٌ
وبـئـسَ الـفـعْلُ إن قـلّ الـحياءُ

فـإن ضـلّت عن التقوى عقولٌ،
وبــاتَ الـنـاسُ ديـنُـهمُ الـرياءُ،

ودارَ على العبـادِ لسانُ خبثٍ،
أيُـعْـمِي أعـينَ الـخلقِ الـغباءُ؟

ولـيس الـهَمّ مـا قـد قـيلَ فينا
وقـــد قـاسَـتـه قـبـلُ الأنـبـياءُ

بــلِ الـهـمّ الــذي نـصـبو إلـيه
هـو الإحسانُ مهما قدْ أساءوا

ولــيـس لــنـا مــدانـاة الـدَّنـايا
فـنـحـنُ عـــن الـدّنـايا أغـنـياءُ

أَنَــهْـوي لـلـحـضيضِ ومـبـتغانا
لــهُ فــي ذُرْوةِ الـمجدِ ابْـتِداءُ؟

تـراهـم يـمـكرون الـيـوم مـكرًا
فـيَـمْكرُ مَــنْ بـقبْضتِهِ الـسماءُ

تَــذاكَـوا بــعْـدَ أنْ ضَـلّـوا ذكــاءً
وهُــمْ حـيـنَ الـتـذاكي أغـبياءُ

فـقـد أعْـمَـتْ بـصائرَهم مـعانٍ
وأشــعـارٌ لــهـم مـنـهـا عــنـاءُ

فـكـانُوا مِـثْـلَ خُـفّـاشٍ بِـصُـبْحٍ
وكُــنّـا مــا نـريـد ومــا نـشـاءُ؟

كـواكبَ قـد أضـاءَ الـكونُ مـنها
و"أفـــرادُ الـكـواكـبِ" لا تُــضـاءُ

عَـلَـتْ فـغَدَت مـواطنُها سـماءً
وأحــــلامُ الـسـمـاءِ لــهـا رداءُ

فـــلا نـبْـحٌ يـؤثّـر فــي عـلاهـا
ولا ضــيــرٌ إنِ اشــتــدّ الــعـواءُ
***
أخـي، سـرْ بي لتُدْرِكَنا المنايا
فـفي هـذي الـدُّنى عـزّ البَقاءُ

ودَعْ لِـــلّــهِ أمـــــرًا نَــرْتـجـيـهِ
فـعـدْلُ اللهِ مــا حَـكَـمَ الـقـضاءُ

لـنـا فـي الله حـبٌّ لا يـضاهى
أَمـــا فــي حـبِّـنا اللهَ اكـتـفاءُ؟

فـــلا حـــبٌّ بـغـيـر الله يـصـفو
ولا فــي غـيـرهِ يـصـفو الإخــاءُ

وإن نَـحْـيَ الـحـياةَ بــلا صَـفاءٍ
فــآخــرهـا وأوّلـــهــا ســـــواءُ

عـجـيـبٌ أمــرُ دنـيـانا، أتـصـفو
ومـنـها الــداءُ لـيـس لـه دواءُ؟

تــحــدّثــنـا بـــآمـــالٍ كـــبـــارٍ
وكـــلُّ حـديـثـها قـــولٌ هـــراءُ

وتُـغـري الـنفسَ بـالآمال دومًـا
ومَــا شـاءتْ تُـحَقِّقُ مـا نـشاءُ

وأيّـــةُ راحـــةٍ فـــي دارِ دنــيـا
ونـحـن مُـرَكَّـبٌ طـيـنٌ ومــاءُ؟!

أنــحـلـمُ بـالـصـفاء ولا صــفـاءٌ
ونــأمُـل أن يــدومَ لـنـا هـنـاءُ؟

هــيَ الـدّنـيا إذا راقـتْ أراقـتْ
وفـــي عِــزِّ الـلِّـقا عَــزَّ الـلـقاءُ
***
أخـي، يَـكْفيكَ حـلمٌ مِنْ خيالٍ
فـفي حـلمِ الـخيالِ لـك ارْتـواءُ

وفـي نَـظْمِ الـقوافي بـثّ هـمٍّ
وفــي آيِ الـكـتابِ لــك الـعزاءُ

وإن كــنّــا لأمــــرٍ قــــد أُهِــنّـا
فـــإنّــا نــحــن قــــوم أبــريــاءُ

لـسـانُكَ صــادقٌ لا شـكّ فـيه
وشمسيَ لنْ يكدّرَها المساءُ

وصـمـتُكَ عـنـهمُ فـيـه ارْتـقـاءٌ
وقــد نـاديـتُ لــو نـفـعَ الـنـداءُ

ومَنْ يكُ في الأمامِ تَجدْهُ دومًا
يُـلاقي الـطعنَ حـتمًا مِـن وراءُ

فــلا تَـألَـمْ إذا الـطَّـعّـانُ أدمَـى
فـسَوفَ تسيلُ مِنْ فَمِهِ الدماءُ

« يـشاءُ الـمرءُ أن يـحيا سليمًا
ولــكــنّ الــحـوادثَ لا تــشـاءُ »


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى