الأحد ٢٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

الشراقوة وبرما وسنمار وشن طبقة

نسمع الكثير من الأمثلة والأقوال ونرددها في معظم الأحيان لايعرف السواد الأعظم من الناس أصل ومرجعية مايقال ومن الأقوال الشائعة (الشراقوة عزموا القطار) وتلك حقيقة ففي احد أيام شهر رمضان تعطل قطار خط الشرق بالقرب من قرية أكياد التابعة لمركز فاقوس حتى حان وقت آذان المغرب وكان بالقطار مجموعة من التجار من مختلف الجنسيات فقام عمدة أكياد بإنزال الركاب ودعوتهم للإفطار واعد الأهالي الموائد واستضاف كل بيت عدداً من الركاب وبعد عودة هؤلاء الركاب إلى بلادهم كانوا بمثابة سفراء لنشر كرم المصريين والشراقوة ومن هنا أطلق على أهالي محافظة الشرقية مقولة (الشراقوة عزموا القطار).

أيضا المقولة الشهيرة (حسبة برما) ترجع لإحدى القرى التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية وهي قرية برما التي تبعد عن مدينة طنطا بحوالي 12 كيلو مترا وقد جاءت هذه المقولة (حسبة برما) عندما اصطدم أحد الأشخاص بسيدة كانت تحمل قفصا محملا بالبيض فأرادوا تعويضها عما فقدته من البيض وقالوا لها:كم بيضه كانت بالقفص؟ قالت:لو أحصيتم البيض بالثلاثة تبقى بيضة وبالأربعة تبقى بيضة وبالخمسة تبقى بيضة وبالستة تبقى بيضة ولو أحصيتموه بالسبعة فلا تبقى شيئا،وهنا عرفوا انه كان بالقفص 301 بيضة ومن هنا جاءت المقولة( حسبة برما).

أيضا نطلق في كثير من الأحيان قول (جزاء سنمار) ونقول أن سنمار رجل رومى كان ماهراً فى الهندسة المعمارية ودعاه أحد الملوك وهو النعمان بن امرىء القيس لتشييد قصره وبعد أن فرغ سنمار من تشييده وأثناء جولته مع النعمان فى ردهات القصر ألقاه النعمان من فوق سطح القصر حتى لايبنى مثله لغيره،وبعد هذه الحادثة ضرب العرب المثل فيمن يقدم خيراً ويجد الجزاء شراً فيقولون:(جزاء سنمار).

أيضا (شن طبقة) مقولة موجودة وبالبحث وجدت أن الشرقي بن القطامي قال:كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم يقال له (شن) فقال:والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها..فبينما هو فى طريقه أوقفه رجل في الطريق فسأله شن:أين تريد؟ فقال :موضع كذا (يريد القرية التي يقصدها شن) فوافقه حتى أخذا في مسيرهما فقال له شن:أتحملني أم أحملك؟ فقال له الرجل:ياجاهل أنا راكب وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني؟! فسكت عنه شن وسارا حتى إذا قربا من القرية إذ زرع قد أستحصد فقال شن:أترى هذا الزرع آكل أم لا؟ فقال له الرجل:ياجاهل ترى نبتاً مستحصداً فتقول أكل أم لا؟ فسكت عنه شن حتى دخلا القرية فلاقتهما جنازة فقال شن:أترى صاحب هذا النعش حياً أم ميتاً؟ فقال له الرجل:ترى جنازة تسأل عنها أميت صاحبها أم حي؟مارأيت أجهل منك..فسكت عنه شن فأراد مفارقته فأبىَ الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله فمضى معه فكان للرجل بنت يقال لها (طبقة) فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه فقالت:يا أبت ماهذا بجاهل أما قوله (أتحملني أم أحملك) فأراد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا وأما قوله (أترى هذا الزرع أكل أم لا؟) فأرا ..هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا؟وأما قوله في الجنازة فأراد هل ترك عقباً يحيا بهم ذكره أم لا؟ فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة ثم قال : أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه؟قال نعم فسره فقال شن:ماهذا من كلامك فأخبرني عن صاحبه،قال:ابنة لي فخطبها إليه فزوجه إياها وحملها إلى أهله فلما رأوها أنها تشبهه أو تفوقه في الذكاء والدهاء قالوا:وافق شن طبقة،فذهب مثلاً يضرب للمتوافقين .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى