السبت ٢٧ شباط (فبراير) ٢٠١٦
قراءة في قصة
بقلم سهيل عيساوي

العيد الذي لم أشترك فيه

تقع القصة في 22 صفحة من الحجم المتوسط، غلاف سميك، لوحات الفنان إيليا بعيني، إصدار مركز أدب الأطفال العربي في إسرائيل، 1997.

القصة: تتحدث القصة عن يوميات طفل اسمه نعيم، يمهد الكاتب للقصة ويحاول تجنيد القارئ قبل سرد القصة " هل تتخيل عزيزي القارئ أن يمر عليك عيد يحتفل به جميع أخوتك، وأنت لا تحتفل؟ " ثم يعرفنا الطفل على نفسه، عمره 4 سنوات، وهو اصغر إخوته، طفل مدلل جميل وسمين وخفيف دم، ثم يقص علينا ما حدث معه ومع أبيه وإخوته كيف تسللوا وذهبوا لشراء الحاجات المدرسية دون أن يرافقهم، عندما شعر بمكيدتهم اخذ يصرخ ويبكي، ومع عودتهم مع الوالد، ومعهم الكتب والدفاتر والمساطر والحقائب الجميلة، الطفل نعيم حصل على الكلام المعسول،وأما إخوته حصلوا على الكتب والدفاتر والتجاليد، حاول الطفل الاندفاع والحصول على شيء من الغنائم لكن دون جدوى خرج صفر اليدين، جاء عيد المدرسة لم يحتفل نعيم مع إخوته. لان إخوته يذهبون إلى المدرسة باكرا على رؤوس أصابعهم وهو نائم كما حدث في السنة الماضية.

رسالة الكاتب:

الاهتمام بمشاعر الطفل الذي لا يعرف بعد م هي المدرسة ومحاولة امتصاص غضبه.
الطفل الصغير له مشاعر وأحاسيس يعرف ما يدور حوله
افتتاح السنة الدراسية بالنسبة للكاتب والعديد من الطلاب بمثابة عيد هام.

الطفل يصور الأحداث من خلال زاويته الخاصة.

هنالك صراع خفي وعلني بين الطفل وأهله، يمر عبر مضيق الغيرة بين الأخوة والحسد، والرغبة في المساواة.
حاجة الأهل إلى فهم مشاعر الطفل وحاجته إلى التسوق والحصول على أغراض خاصة به، والحاجة الملحة إلى الصراحة والصدق لان حبل الكذب قصير " الطفل يعرف ماذا يخطط الأهل.

أسلوب الكاتب: اتبع الكاتب احمد هيبي أسلوب سردي مشوق، مزج به بين العامية، والفصحى، واستعمل الكثير من الكلمات الدارجة، ليقربنا ربما من جو القصة ويكسر الجليد اللغوي، واحيانا كان الأمر على حساب النص، كذلك استعمل الأمثال الشعبية،و مهد للقصة بمقدمة ليجند القارئ إلى جانب البطل " نعيم " وكي يجذبه إلى الأحداث.
كلمات عامية وردت في القصة:

"ناصح " ص4
يفوت فيها اثنان " ص6
"صندل مقبوع " ص 6
"قشاطه " ص 6
"افقع " ص 8
"أخي المفجوع ". ص 8
" لأ هياهن جايين " ص 10
" طيب..بفرجيهن لما يروحوا.. ليش ما اخذوكاش معهن "...ص10
افرك بعيني " ص 12
" انت مش رايح على المدرسة " ص 14
" امبلا انا رايح " ص 14
" بعدين ناخذها..ونعطيك اياها: ص14
" استنا يا نعيم..استنا يما، هذول للمدرسة.." ص 16
" شوف شو جبتلك يا نعيم شنتة " ص 18
أمثال شعبية وردت في القصة:
"ليس في بيتنا خبز ولا زبدة"
"خرجت من المولد بلا حمص"

مصطلحات موفقة وردت في القصة:

أشكو لك مظلمتي " ص 4
" كأنها عروس التركمان " ص 6
"منتوف الشارب" ص6
"تحلقت حول والدي" ص 8
"صرخت صرخة مدوية" ص 10
"سقطت بين ذراعي أمي" ص 10
"تنتظر عثرتي" ص 10
"تهدئ من ثورتي" ص 10
"نصيبها من المؤامرة " ص10
"دفعت نفسي من يدها " ص 12
"صوت الهمس اللئيم" ص 14
"أعرضت عنه" ص 14
"فحبست أنقاسي" ص 14
"يقسم هذه الغنائم" ص 16
"الكلام المعسول" ص 16
"فاندفعت كالمجنون" ص 16
"لم استطع أن أتمالك نفسي" ص16
"كلامه يغيظني" ص 16
"هجمت كأنها حارس مرمى " ص 18
"المشاعر السوداء " ص 20
"يتغامزون مثل لصوص علي بابا "ص 20

ملاحظات حول القصة:

القصة غير مرقمة وهذا يصعب على القارئ والطفل خاصة، وعلى الباحث
تم تظهير القصة بكلمة للراحل الدكتور نعيم عرايدي، حيث تكشف الكلمة الهدف من القصة، ومضمونها، مثل هذه الخطوة غير مستحبة في قصص الأطفال لأنها تفسد على الطفل فرحة اللقاء بالقصة وحروفها.
في القصة الكثير من الكلمات العامية، مما يحدث البلبلة لدى الطفل.

في القصة خلط بين اللغة الفصحى المتميزة (كما أوردنا في الأمثلة المقتبسة من القصة) تشعر أن الكاتب تارة يتحدث بلغته ككاتب وتارة بلغة الطفل نعيم، بلغته المحدودة والمقتصرة على عالمه الخاص المرصع بالطفولة البريئة والساذجة.
وردت بعض الأوصاف القاسية بحق الأب والإخوة مثل " شيخ العصابة – أبي العزيز "، وقد تجمع حوله أولاده المتآمرون "،"مثل لصوص علي بابا "، "أخي المفجوع ".

خلاصة: الدكتور احمد هيبي، كاتب مبدع، له بصماته على الساحة الأدبية، وصاحب فكر فلسفي عميق، وأسلوبه القصصي مميز، يمتاز بالواقعية المرة،وأسلوبه الساخر يبحر بعيدا في عمق النفس البشرية محاولا سبر أغوارها، في قصته " العيد الذي لم اشترك فيه "، يطرح قضية الطفولة المبكرة ببساطتها وتعقيداتها، الصراع الداخلي الذي يمر به الطفل، والصراع مع أفراد العائلة على الذات وحدودها على الصدق ومفهومه، وعلى فرحة النضوج، وعيد افتتاح السنة الدراسية، بأسلوب مشوق، وان كنا نختلف معه في قضية إدخال كلمات عامية ومن اللغة المحكية في النص، والمباشرة الصريحة، ووفق في استدراج القارئ منذ بداية القصة، وان كان في بحر القصة بعض المشاهد تعود على نفسها، ولكنه يعود ويفلح في إقفال القصة بذكاء، وقليلة هي القصص المعدة للأطفال التي تتحدث عن مشاعر الأطفال الحقيقية ورغباتهم المكبوتة والتي يحاول الكبار قمعها عنوة.

أسئلة حول القصة:

ما هو العيد الذي لم يشترك به الطفل نعيم؟
هل تؤيد استعمال الكاتب للغة المحكية في قصته؟
هل أفلحت العائلة في فهم نفسية الطفل نعيم؟.
ما رأيك في دور الأم؟
ما الذي استشاط الطفل غضبا على امتداد صفحات القصة؟
لماذا قال الطفل خرجت من المولد بلا حمص؟
هل وفق الكاتب في اختيار العنوان؟
اختر عنوانا أخر للقصة؟
صف علاقة الطفل نعيم بأخوته؟
اختر نهاية أخرى للقصة؟
هل الغيرة بين الأخوة مشروعة؟ علل
هل يعرف الأهل أن الطفل يفهم ما يدور حوله؟
هل في اعتقادك نقل لنا الطفل وجهة نظره أم الحقيقة كما هي؟
لماذا ربط الكاتب بين العيد وافتتاح السنة الدراسية؟
كيف كنت تتصرف لو كنت مكان الأب؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى