الثلاثاء ٨ آذار (مارس) ٢٠١٦
بقلم رابعة حمو

الحــبًّ كالريشـــة

ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بالحبّ والوفاء والحنين للأحبة والأوطان البعيدة عنا في الجغرافيا والقريبة منا في القلب تكمنّ أيضاً سعادته. من هذه الكلمات استمدت جمعية الهلال الخصيب – فرع باريس شعار أمسيتها في ليلة الحب الباريسية هذا الأسبوع من شهر فبراير 2016، واستضافت الشاعر الجليلي الدكتور صالح خليل سروجي بمناسبة طرح ألبومه الجديد والذي يحمل العنوان (الحب كالريشة) تأكيداً على مبدأ جمعيها الذي يقوم على مد جسور المحبة والتعاون بين أبناء الهلال الخصيب أنفسهم وبين الجمهور الفرنسي الذي حضر بكثافه في هذه الليلة الباريسية في متحف الموسيقى الباريسي.

وقد قرأ الشاعر صالح سروجي القادم من ألمانيا لإحياء هذه الأمسية مجموعة كبيرة من أشعاره المنتقاة من ديوانه الشعري (من وراء الغربة) الذي صدر في اللغة العربية والألمانية عام 2006 عن دار نشر Verlag Erich Wieß في مدينة بامبيرغ الألمانية، وأعيد طباعته للمرة الثانية عام 2010 عن دار النشر ذاتها.

وقد أبحر سروجي في ديوانه وقدم للجمهور مجموعة ومنوعة من قصائده بدأها ب(قصيدة أطل عليك ِ)، تلتها قصيدة (ضياع)ثم ا(لمسافر) ثم (عناق) فقصيدة (لا غبار بعد هذا الغبار). وكانت قصيدة (الحب كالريشة) واسطة العقد بين هذه القصائد ألحقها د. سروجي بقصيدة (وداع) ثم (أريد من المساء آخره) وكان ختامها بقصيدة (أحبك أكثر مما مضى).
ولم يغب عن ذهن جمعية الهلال الخصيب –فرع باريس شاعر فلسطين محمود درويش فاستذكرته بقراءة مجموعة من قصائده في أمسية الحب والوفاء لروحه. فقرأ الشاعر سروجي محموعة من قصائد ديوان أحد عشر كوكباً لشاعر فلسطين، بدأها بقصيدة (الكمنجات) ثم قصيدة ( من أنا بعد ليل الغريبة)، تلتها (لا أريد من الحب غير البداية) وكان مسك ختامها (في الرحيل الكبير أحبك أكثر).

وقد رافق الشاعر صالح سروجي الذي قرأ باللغة العربية الدكتورة رابعة حمو في قراءة الأشعار باللغة الفرنسية. كما رافق د.سروجي في هذه الأمسية الفنان المبدع الفلسطيني هيثم حبيب على آلة العود والفنان المصري المتألق مصطفى فهمي على آلة الكمان، الذين أسعدا الجمهور بوصلاتها الموسيقية العذبة والرقيقة مما أضفى جواً ساحراً لهذه الأمسية.
وفي نهاية الحفل شكر السيد أسامة كلش رئيس جمعية الهلال الخصيب –فرع باريس الحضور وتعهد بمواصلة العمل بإقامة المزيد من الأمسيات الثقافية لنشر الوعي بثقافة المحبة والتعاون بين ضفتي المتوسط، وأن هذه الأمسيات هدفها بالأساس زيادة أواصر المحبة والتعاون ونبذ الخلاف والطائفية والكره الذي ينتشر في بلادنا العربية الجريحة، وتأكيداً أنه لا زال هناك أيضا متسعاً للحب في كل أشكاله ولعل الشعر أهمها وأعلاها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى