الأحد ١٣ آذار (مارس) ٢٠١٦
بقلم فراس حج محمد

الشُّعراءُ لا يعرفون النومْ!

قليلا ما ينام الشُّعراءُ تسكرهم رائحة القصيدةِ
حلوةً مثل طعم الشَّايْ
مُرّة مثل فنجانٍ من القهوة
تعبق في ضفاف سطورها امرأةٌ لا تحب النَّومَ
تسهرُ تلتقطُ القصيدةَ من نجوم الليلْ
تزرع وردة في بهوها
تكتب ما تجلى من شرانق ناضجةْ
تفاحة هذي القصيدة تسمو في معارجها
وتزهر مَرّة في كل حلمْ
سفرجلة وشجرة سروْ
مرضعة وحاملٌ مثل أنثى!
لا تنام القصيدة قبل أن تحيا على الأبوابِ
تقطف الدفء من ركام الغيمْ
تزيل أغشية الضَّبابِ عن المعاني
وتجلو الشَّمس في ماء من الإيقاع حرّْ!
 
لا تنام القصيدة مطلقا لا تعرف الغفوةْ
وتحرف الشُّعراء نحو مسارب المجهول
فيحترقون في لهب ودفقة ضوء
ويغتسلون في بحر من النَّشوةْ
وتقترح القصيدة مولداً للوقت آخرْ
غيرَ موعدها القديمْ!
القصيدة لا تنامُ ولا تصالحها الوقائع بؤسها
والشُّعراء إن تَرَكُوا القصيدة عارية الحوافْ
وتبرّحوا في النومْ
لم يعودوا شعراءْ
يتحولون إلى طينٍ تبلَّلَ بالدِّماء السَّاكنةْ!
الشُّعراءُ لا يعرفون النَّوم إطلاقا
مثل كل قصيدة أو فيلسوف أو نبيّ
الشُّعراءُ مثل الشَّمسِ لا يتوقفونْ
لا يعرفون النَّومْ
فأنا وأنتِ والقصيدة شعراءُ هذا الليلْ
فلا تنامي قبل أن تتلبسي المعطف البرقيّ
من هذا الضِّياءْ!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى