السبت ١٩ آذار (مارس) ٢٠١٦
بقلم محمد أحمد زيدان شاكر

الحكيم

1
في الغار على رأس جبل
قد كان حكيم
قد سئمَا
كل مدائننا
قد قال رميم
قد قال بأنَّا لن نحيا
والنفس تهيم
ما عاد يرى في القوم أمل
قد رحلا
يعرجُ للأعلى
من ثم وصل
وأحس بروح في جنبيه
للحكمة صارت بحر حُلَلْ
قد كان عروجه مثل نبي
ويرى الأشياء بغير مثل
قد شرب الكون فيا ربي
ما طعم الكون وماذا حصل!؟
2
وأفاق ببطن الغار
ليرى أن لا أسرار!
قد آن خروجه للدنيا
فرآها غبار
ورأى البشرية في كفن
والليل نهار
رحماك إلهي ما يجري
قلبي قد حار
وتخلى عن ذاك المنفى
كالباشق طار
ورأى الأشجار تحدثه
ورأى الأحجار
قالوا أين رحلت أما
لو كنت هنا
ما كان لينتصر الشيطان
قد أغوى الأم وما ولدت
مسخ الأبطال
3
على ركبتيه جثا باكيا
وقال إلهي العذاب بيه
إلهي أتيتُ لتفتحَ لي
نوافذَ قلبي وأقفاليه
وأني مللت حياة الثرى
وجئت لأرقى على طينيا
مللت الوجود وهم الورى
لقد كنت بحرا غدا ساقية
وكلٌ يرى أنه عالِمٌ
وكلٌ يرى أنه مثليا
سئمتُ الجحود ونحتَ الهوى
ليعبد ربا بأوطانيا
مللت العقول التي أُطفأت
ولا تستنير بأضوائيا
إلهي أتيتُ لأخلو بك
وأُمحى بحب غزا روحيا
وجئت لأتلو الذي قد كتبت
لأزداد نورا على نوريا
ولكن إلهي الذي قد جرى
رأيت سنايا غدا ناريا
وعدت لأعطي الورى حكمة
وإذ بي أراهم كآثاميا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى