الثلاثاء ٢٢ آذار (مارس) ٢٠١٦
بقلم نارين عمر

ومن الحيار ما قتل.. شيلان الشّهيدة.

قالوا عن شيلان:

قتلها ابن عمّها لأنّه كان يحبّها، ورفضت حبّه.

كيف للمحبّ قتل حبيبته، لو كان يحبّها حقّاً؟ كيف طاوعه قلبه على رمي تلك الطّلقات المجرّدة من الحسّ في ربيع قلبها الذي كان ينبض بالحسّ والشّعور المتدفّق؟

قالوا: كان يريدها ابن عمّها، وهي لم ترده، فهل يستطيع مَنْ يريد شخصاً قتله بكلّ سهولة؟!

شيلان، الفتاة الكرديّة التي كانت تزهو بشبابها مع قدوم الرّبيع، وجدت نفسها وجهاً لوجه أمام بعض طلقات خاطفة، أنهت ربيعها دون أن ترأف بصرخات وتوسّلات زهور وورود ذلك الرّبيع لأنّ ابن عمّها حيّرها، ورآها من حقّه وإحدى ممتلكاته الخاصّة.

ونقول: كيف له أن يفعل دلك وهو يقيم في ألمانيا إحدى أقوى وأرقى الدّول الأوروبيّة؟

أوروبا وغيرها من الدّول قد تغيّر الشّكل واللباس وطريقة المعيشة، لكنّها لن تغيّر العادات والمفاهيم المتوارثة.
الحيار كان من أسوأ عاداتنا وأكثرها سلبية على مجتمعنا الكرديّ، وقد بدأ يتلاشى شيئاً خلال السّنوات الأخيرة، ولكن يبدو أنّ بعض جذورها ترفع رأسها بين الحين والآخر لتفاجئنا بفجيعة أكبر وأكثر إيلاماً، كما حدث مع هذه الفتاة البريئة، شيلان، الطالبة الجامعيّة، الواعية، التي رأت وبوعيها وتقديرها للحبّ من أنّ موافقتها على الارتباط بعلاقة الزّواج مع ابن عمّها أو مع أيّ آخر من غير وجود الودّ او التّفاهم قرار خاطئ وغير مقبول، ولكن يبدو أنّ الطّرف الآخر رفض هذه الفكرة، فكرة رفضه من الآخر، واعتبرها تجريحاً لمشاعره ورجولته.

هناك أمور كثيرة، مفاهيم عديدة يجب التّوقف عليها وعندها، ومعالجتها بشكل جدّيّ وفعّال لئلا تتكرّر في مجتعنا، لئلا تعود إلينا من جديد..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى