الجمعة ١٣ أيار (مايو) ٢٠١٦
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

سيناء في التاريح ( 1 )

في سنة 333 قبل الميلاد قام الإسكندر الأكبر بغزو مصر عن طريق سيناء وعسكر بقواته فى منطقه قاطية ومازالت هذه المنطقة تعرف فى كتب التاريخ والمؤرخين اليونانيين بمعسكر الإسكندر.

في سنة 317 قبل الميلاد استعان بطليموس الرابع ( فليوباتر) ملك مصر في عصر البطالمة بالفلاحين المصريين مع فرسانه من الإغريق بينما استمر أبناء النيل في أرض المعركة ورد المعتدين خارج البلاد .

في سنة 300 قبل الميلاد ترجمة التوراة في الإسكندرية إلى اللغة اليونانية وتسمى السبعينية حيث قام بترجمتها 70 حاخاما يهوديا.

في سنة 160 قبل الميلاد وفى عصر بطليموس السادس لجأ اليهود الناقمون على أسرة سلوقس إلى مصر وكان على رأسهم أونياس الرابع ابن الكاهن الأكبر فى بيت المقدس حيث سمح له أن يبنى معبدا على نمط هيكل بيت المقدس وذلك فى تل اليهود غرب فاقوس حاليا وفى عام 73 قبل الميلاد أغلق الإمبراطور فسبا سيانوس المعبد وكان غالبية يهود مصر يعتبرون أن هذا المعبد كعبتهم .

في سنة 169قبل الميلاد بسطت مملكة الأنباط وعاصمتها البتراء نفوذها من بادية الشام شرقا إلى خليج السويس غربا ومن سوريا شمالا حتى المدينة المنورة جنوبا وقد وجدت أثار هذه المملكة في أثار قصرويت بمنطقة قاطية بمركز بئر العبد بشمال سيناء كما وجدت العديد من الحفريات علي الصخور في شبة جزيرة سيناء.

في سنة 130 قبل الميلاد الفلكى كلوديوس بطليموس سجل بيانا بأهم الموانى التى كانت على ساحل البحر المتوسط على مقربة من سبخة البردويل وعددها ثمانية مواقع أولها بداية الفم البيلوزى من فروع النيل بالبحر وآخرها مدينة رافيا القديمة .. رفح الحالية مارا بمدينة العريش رينو كلورا.

سيناء فى العصور الرومانية

في سنة 70 قبل الميلاد قام اليهود بثورة ضد الإمبراطور الروماني تيطس ودمر مدينة أورشليم وأحرق الهيكل الذي بني في حكم ملك فارس قورش.

في سنة 48 قبل الميلاد التقت جيوش كليوبانرا مـع جيوش أخيها الصغير بطليمـوس تأهبـاً للقتال على مصر في مشارف الطريق الحربى الشمالى .. طريق حورس عند الفرما التى تقوم مكان بيلوز عند نهاية الفرع البيلوزى وعسكر الجيشان فى ذلك المكـان حتـى ظهرالقائد الرومانى بومبى الذى استنجد ببطليموس الذى تظاهـر بحمـايته ثم قتلة وقيل أن بومبى دفن شرق بيلوز وأن بطليموس الفلكى والجغرافى اليونانى ولد هناك وأن هاجر أم إسماعيل علية السلام ولدت هناك كما يقـرر الكنـدى فى كتابه فضائل مصر.

في سنة 122 قبل الميلاد الإمبراطورهادريان يأمر ببناء معبدا للإله زيوس تخليدا لذكرى مقتل القائد الرومانى بومبى على يد رجال بطليموس الثانى عشر (شقيق كليوباترا) الأصغر .

سيناء ما بعد ميلاد المسيح عليه السلام

في سنة 6 الميلادية كانت رحلة السيدة مريم العذراء وابنها المسيح عيسى بن مريم ويوسف الصديق إلى مصر هربا من بطش هيرودس ومكثوا فى مصر حوالى 40 شهر وقد عبرت شمال سيناء متجهه إلى صعيد مصر والعودة بعد موت الطاغية هيرودس .

سيناء والفتح الإسلامى لمصر

سنة 639 ميلادية / 10 من ذي الحجة عام 18هـ وفى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه اجتاز الجيش الإسلامى بقيادة عمرو بن العاص الحدود المصرية من ناحية الشام وتقدم نحو رفح ثم العريش ثم الفرما شمال القنطرة الحالية حيث حاصرهم حوالى شهران قبل أن تسقط ومنها إلى بلبيس حيث هزم جيش الروم بعـد أن حاصرها مـدة شهر وبعدها استولى على قرية أم دنين ومكانها الحالى حديقة الأزبكية وكانت فى ذلك الوقت تقع على النيل وذات مرفأ صالح لرسو السفن.
في سنة 988 الميلادية حدد الجغرافي العربي ابن حوقل سيناء فى الخريطة التى رسمها فى كتاب صورة الأرض ويبين أن حدود مصر تمتد فتجتاز القلزم ( خليج السويس ) إلى جبل سيناء فصعودا إلى البحرالأبيض المتوسط حول العريش ورفح كما ذكر التيه الذى عاش فيه الإسرائيليون بعد الخروج وحدده بالجفار من ناحية وبجبل سيناء والمناطق المجاورة من ناحية أخرى .

في سنة 1094 الميلادية زار الرحالة العربي أبو عبيد البكرى سيناء وأشار إليها فى كتاب المسالك والممالك الذى ترجمه المستعرب ماك كوجين إلى اللغة الفرنسية ونشرة باسم وصف أفريقيا الشمالية .
في سنة 1118 الميلادية انشأ صلاح الدين الأيوبى قلعة الباشا وقلعة مبعـوق .

في سنة 1187 الميلادية تحرك الجيش المصرى بقيادة صلاح الدين الأيوبى عبرسيناء لتحرير بيت المقدس وقد تم له ذلك بعد معارك طاحنة وانتصاره فى حطين .

في سنة 1248 الميلادية قامت شجرة الدر بالحج مع قافلة الحجاج إلى مكة عن طريق سيناء وهى تعد أول من استخدم هذا الطريق والذى يبدأ من عجرود شمال السويس ثم نخل فالعقبة (أيلة القديمة).
يوم 26 رمضان سنة 658 هجرية / سنة 1260 الميلادية أنتصرت القوات المصرية بقيادة السلطان سيف الدين قطز فى معركة عين جالوت على المغول.

في سنة 1266 الميلادية وضع الظاهر بييرس سلطان المماليك فى مصر أول مراسم المحمل الشريف إلى الأراضى الحجازية وذلك بإرسال المحمل بصحبة الحجاج عبر سيناء .
في سنة 1291 الميلادية سقطت عكا آخر معقل للصليبيين على يد القوات المصرية بقيادة السلطان المملوكي خليل بن قلاوون.

في سنة 1326 الميلادية بدأ الرحالة العربى الشهير ابن بطوطة رحلته عبر سيناء من خلال الطريق التاريخى القديم وذلك من الصالحية إلى فلسطين .

1501-1516م شيدت قلعة نخل فى عصر السلطان المملوكى قنصوة الغورى وهى على طريق الحج المصرى وقد عرفت بالخان وتقع قلعة نخل فوق هضبة عالية ترتفع 1750 متر فوق سطح البحر يمين ممر أبو طريفة.
في سنة 1516 م قام السلطان قنصوه الغور بتمهيد طريق الحج (المحمل الشريف) وتم تسجيل ذلك على أثر فى (عراقيل البغلة) ومن أهم تلك الأثار قلعة نخل .

أيضا في نفس العام شيدت قلعة العقبة فى عهد السلطان المملوكى قنصوة الغورى .

سيناء والغزو العثمانى لمصر

في 22 يناير عام 1517م قام السلطان سليم الأول العثمانى بغزو مصر عن طــريق سيناء على أثر هزيمة مقدمة المماليك فى غزة وبذلك أصبح الطريق أمامهم عن طـــريق ( غزة - العريش - قاطية ) حتى وصلوا إلى صحراء العباسية وانتهى الأمر بشنق طومان باي على باب زويلة وأصبحت سيناء في يد العثمانيين .

أيضا في نفس العام أهتم العثمانيين بالمناطق الدينية فى سيناء ومنها طريق الحج المصرى عبر سيناء حيث جعلوا له إدارة خاصة بالنظر فى أمور الحجاج وتسهيل مهمتهم وكانت تحرس قافلة الحجاج قوة من العساكر النظامية مكونة من ستين إلى مائة جند كما كان يرافق بعثة الحج أحد الأطباء لتقديم الرعاية الطبية للحجاج كما اهتموا بدير سانت كاترين كأحد المعالم الدينية الهامة فى سيناء ورمزا من رموز التسامح الدينى .

أيضا في عام 1517م بدأ الأطماع الصهيونية فى شبه جزيرة سيناء ورفض السلطان سليم الأول العثمانى بالسماح لليهود بالهجرة الى سيناء .

في عام 1520م انشأ السلطان سليم الأول العثماني قلعة الطور.
في عام 1560م قام السلطان سليمان القانوني ابن السلطان سليم الأول بإنشاء قلعة العريش وتعيين علي أبو شناق قائداً لمنطقة العريش وقلعتها كما تم إنشاء قلعة قاطية وقلعة الطينة .
1566-1574م تجددت فى عهد السلطان سليم الثانى مطامع اليهود فى الهجرة إلى سيناء فبدأت الهجرات المتقطعة ثم ركزوا إهتماماتهم فى مدينة الطور بسيناء حيث بدأت فى هجـرة اليهود إلى سيناء برجل يهـودى يدعى أبراهام اليهودى هو وأسرته وتعاقبت العديد من الأسر ولسوء معاملتهم لرهبان الدير وتعرضهم لهم بالأذى أخذ رهبان الدير بالشكوى إلى السلطان العثمانى.
في عام 1579 م كانت خلافة محمود أغا لوالدهفي قيادة قلعة العريش.
في عام 1588م قام السلطان مراد الثالث العثمانى بترميم قلعة العقبة .
في عام 1593م أهتم السلاطين العثمانيين بسيناء أهتماما كبيرا نظرا لأدراكهم لأهميتها الأستراتيجية كطريق للتجارة وأهتموا بالقلاع أهتماما كبيرا ومن المحافظين الذين تولوا الأمورفى قلعة الطور على أغا ، وفي العام التالي قام السلطان مراد الثالث العثمانى بترميم قلعة نخل وقد نقش على بوابتها الرئيسية عبارة (مولانا السلطان مراد خان عز نصره).
في عام 1596م تولى عابدين بن مصطفى أمور قلعة الطور .
في عام 1684م تولى صقر أغا أمور قلعة الطور .
في عام 1692 تولى محمد أغا أمور قلعة الطور .
في عام 1783م تولى أمين أغا أمور قلعة العريش .

في 23 ديسمبر عام 1798م استعد نابليون للزحف على الشام عن طريق سيناء وأمر الجنرال لوجرانج ( من فرقة القائد رينيه ) باستطلاع إحدى القلاع الهامة للتمركز فى قاطية إحدى القلاع الهامة فى سيناء.
في 11 فبراير عام 1799م غادرت قوات كليبر قاطية الذى تولى القيادة بعد رينيه ، وفي 17 فبراير وصل نابليون إلى مدينة العريش وقد واجهته صعوبات جمة فى مهاجمة قلعة العريش حيث المقاومة الباسلة التى واجهها الفرنسيون من أبناء مدينة العريش وقلعتها حيث تعتبر قلعة العريش من القلاع الهامة والمحصنة .
وصل الضابط الذى أوفده نابليون إلى القاهرة في أول مارس عام 1799م ومعه كوكبة من الجنود يحملون أخبار فتح العريش والأعلام التى غنمها الفرنسيون ومعه الأسرى المماليك بعد أن تم استيلاء الفرنسيين على العريش أخذ نابليون فى الاتجاه إلى بلاد الشام .

في عام 1799م أهتم نابليون بونابرت بدير سانت كاترين بصفته مكانا دينيا هاما وحصنا من الحصون القوية فى سيناء فقد أصدر منذ مجيئه إلى سيناء منشورا ينظم فيه العلاقات بين الدير والدولة وأهتم بطريق الحج فى سيناء كاهتمامه بدير سانت كاترين ورهبانه رغم المشاكل التى كانت تعانى منها الحملة الفرنسية .
في 24 يناير عام 1800م وقع كليبر مع تركيا اتفاقية العريش التى تنص على خروج الحملة بمهماتها على حساب تركيا ولكن بريطانيا لم توافق على هذه الاتفاقية مما دعا الفرنسيين إلى حرب أخرى مع تركيا وانتصروا عليها فى معركة عين شمس.

في 28 من شهر يناير عام 1800م كانت مفاوضات الصلح بين الفرنسيين والعثمانيين وموقع العريش منها وتم التوقيع على معاهدة العريش ونصت على :

يتعهد الفرنسيون بإخلاء منطقة قاطية والصالحية وبلبيس بعد عشرة أيام من التصديق على المعاهدة وعلى الفرنسيين إخلاء مدينة القاهـرة بعد شهر من تاريخ توقيع الإتفاقية وتتعهد القوات التركية بنقل الجيش الفرنسى بسلاحه ومتاعه وقد كتبت المعاهدة باللغتين الفرنسية والتركية .

في 20 مارس عام 1800م أنسحب الجيش التركى إلى حدود فلسطين .
أيضا في عام 1800م أصدر السلطان سليم الثالث العثماني فرمانه إلى إسماعيل باشا والي مصر ومحافظ قلعة العريش وأمره بتسمية يعقوب أغا (من أبناء سيناء) قومندانا على حامية العريش من أجل البسالة والولاء في محاربة الفرنسيين .
في أول أغسطس عام 1801م كان جلاء الحملة الفرنسية عن مصر .

في عام 1805م تولى قاسم أغا بن يعقوب قلعة العريش .


مشاركة منتدى

  • كتاب تاريخ مصر الذي نشرتة جامعة القاهرة ويستخدم في تدريس تاريخ مصر. الا مع الاسف ان مؤلف هذا الكتاب يستعار من خضوع وادي النيل للحكم الفارسي.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى