الاثنين ١٥ أيار (مايو) ٢٠٠٦
بقلم سليمان نزال

الخرائط النارية

هل تخضع موجات الغواية للصدِّ و بيَ " حيفا" في دندنة

هل يتركُ زوارقهُ البحرُ لنجدةِ غيمة ٍ من قرصنة

أم أنها أنواره في العمق ِ بها أصواتنا رجع المنى

فينسحبُ الصوتُ كي يخبىءَ سيفهُ في سوسنة؟

ساعدني يا ساحلي كيما أرى هذا الشارع حزمةً

من الصحو..تواقيعَ بالأخضر، و حركاتٍ خاكيةً

اتكاءاتٍ على سواتر محفورة في الجراحات..

زمنا يخلعُ قمصانَ الهروب ِ بهتف ٍ من العلى

ساعدني يا رمحهم كيما أرى سنابلي

طليقةً في بيدري.. ذاكرة تحملُ منجلاً حتى تحصدَ أزمنة

و اسعفني يا دمهم في زحفكِ المجيد أنتَ

تكنولوجيا السناء بك..تفاهم زيتونتين على درب ِ المعصرة

محركاتِ الجموح الفتي..مصانعَ المواقيتِ في تواريخ ممكنة!

و دربنا هذا النهوض المطوَق برؤانا الصديقة

المسدَّد كطلقة ِ البدء ِ على مرأى حديقة

هو شهوة الينابيع..انطلاقة الرجوع في صيحةٍ مزمنة

هو الواحد الموحد في وثبة الصقر ِ العربي ضد الهيمنة!

فهل ترمي الفصولُ المقيمةُ تحت جلدك الربيعي

حنظةَ الحظ الندي..دهشةَ التبر على نزول التوق

إذ أنت تلتفُّ ببردة الوصل..فتجمعك الزنابقُ بأصواتها

فلا ينكسر سوى إيقاع الرتابة ِ في نظرة ِ المفازات ِ المظلمة

أه منك لنا ..كي تكوني بنا مع النخيل ِ قبضات موجعة

ساعدينا, لا بدَّ من غرس ِ النفور فسائلَ للعبور

لا بدَّ من هذا النسغ الباسل يشعُّ للمسير

علامات على الطريق تسفرُ عن ذاكرة ٍ مطمئنة

هو الرحيقُ في عروقك ِ يتنفسُ بهم..سواعدهم..

لو كنا نفيقُ لنبصرَ قوافلَ اللوز في نبضاتهم..

لو كنا نعودُ لنشهدَ كواكبَ البهاء في ضرباتهم..

كرنفالات السمو حين يمضونَ من براعمها لخرائط نارية

و يكشفون الحلمَ على نوافذ سنديانية ترى أيامهم

شرفات على صباحات تتجولُ في شرايين الضياء ِ العميق

رفقة الشموس على المحطات.. و الواصلون يفكّون ضفائرَ النهرين

على راحات الخلاص..شناشيل "ابنة الجلبي"في ضحى"بويب"

رمية للنسر ِ يتبعها النشيد في رشقات ِ الرصاص

هنا تكبرُ المسافاتُ بين الزناد و الدرس البليغ

هنا يفرّون من "عطية الله" إلى بارجة ٍ مذعورة..

هنا تزغردُ يمامةُ الشروقِ لبغداد المنصورة

سُرّ من رأى الحبيبة تهمسُ للنجوم ..مواعيدها

فينهضُ سرُّ الأرحوان من" القدس" عنوان المسيرة...

نسورٌ في أكاليل الزهو تعدُ العاشقينَ باقات ٍ ملونة

علامات للكبرياء ترسمها الأهازيج العراقية العربية

فانظروا علاماتهم تلي تعاليم الصعود إلى الرابية..

خرائط نارية و الأكفُّ لا تتعب من صهوةِ التحليق..

يبهرني هذا الرمح و قد كان من قبل قصيدة لهم

يكتبها "السياب " في البصرة الحرَّة أفئدةً حداثية..

خرائط من نار..فقل للتتار..لن يهزموا الخريطة!

للدم شروطه..للنصر سطوعه..لموسم النور

مواكبه..تتنزه في خلاياهم العريقة..

يبهرني هذا الشهد في ردِّهم

يقطفُ للعارفينَ شهدا..

يلهمني هذا النزف الملائكي

يهدي للواثقينَ وردا..

النجمُ للنجمة

البستانُ للوريد

المجدُ للأسير

المجدُ للشهيد

و الدروبُ فدائية توزِّعُ العشقَ قناديل

من ماء ٍ و ماء..جدوال الحناء

و مسدسُ الحلم ِ محشو بوهج النفرة ِ

و الذاكرةُ خيلٌ و أنت ِ يا بغداد للصهيل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى