الخميس ٧ تموز (يوليو) ٢٠١٦
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

البطل حسني سلامة

البطل حسني السيد سلامة من مواليد 15 مايو عام 1945 بميت غمر بمحافظة الدقهلية وعندما بلغ 16 سنة تقدم إلى التطوع بالقوات المسلحة ولم تعرف أسرته بذلك وأثناء التدريبات سأل الضابط المسئول : كيف ألتحق بالصاعقة ؟ فقال : التفوق في التدريبات سوف يحقق رغبتك .

انضم حسني سلامة إلى الصاعقة وحصل على فرقة على مدار 45 يوم وبعد انتهاء الفرقة الدورة كان البطل جلال هريدي في استقبال حسني ورفاقه وشرح مهمتهم التي عند الانضمام إلى القوات المصرية المتواجدة في اليمن وأن مصر الشقيقة الكبرى تساند دول العربية في استقلالها.

في اليوم الثاني توجهت الكتيبة إلى اليمن وتم نقلها بطائرات هليكوبتر إلى منطقة برد وبعد عدة أشهر اقترح قائد الكتيبة المساهمة في تعليم القرية المحيطة وقام حسنى سلامة بتعليم اللغة الإنجليزية وتوطدت علاقته باليمني مقبل شيخ القبيلة.
كانت الكتيبة في تنقل مستمر وتتمركز على قمم الجبال وطلب حسنى الحصول على فرقة المدفع 14,5مم ثنائي وبعد انتهاء الفرقة تم وضع المدفع على جبل آل صلاح بواسطة طائرة هليكوبتر وكان حسنى حكمدار المدفع والمسئول عنه.
فى منتصف عام 1965انتقلت الكتيبة إلى جبل براش بمنطقة صعدة وبدأت اشتباكات عنيفة فقام حسنى سلامة بالتعامل مع القوات المهاجمة وانتهى الهجوم بالفشل وفى اليوم الثاني جاء قائد كتيبة المشاة إلى كتيبة الصاعقة وقدم الشكر إلى البطل حسنى لإنقاذه الكتيبة من الهلاك.

انتقل حسني مع الكتيبة إلى أحد النقاط الحدودية بين اليمن والسعودية وتصدى حسنى ومدفعه 14,5 مم للهجمات وفي منتصف عام 1966 عاد البطل حسني سلامة مع الكتيبة إلى مصر وحصل على العديد من الفرق التخصصية وفي 15 مايو عام 1967 رفعت حالات الاستعداد القتالي وبدأت الكتيبة تستعد للتحرك إلى سيناء ضمن المجموعة خفيفة ووصل حسني مع رفاقه إلى القسيمة ثم بالشيخ زويد.

يوم 5 يونيو عام 1967 قامت إسرائيل بعدوانها على مصر وصدرت الأوامر للكتيبة بالتراجع إلى خط ثان فشاهد حسنى سلامة الطائرات الإسرائيلية قادمة من الخلف فنبه قائد الكتيبة.

تميز حسني سلامة بإلمامه بدروب ووديان سيناء نظرا لحصوله على فرقة الطبوغرافية العسكرية مما ساعده على معرفة الطريق الذي سيسلكه إلى القناة ومن معه أثناء الانسحاب وعندما رأى حسني التدمير الذي أصاب الدبابات والوحدات المصرية اختار صعود أحد الجبال لأنه أقرب وأقصر الطرق للقناة وما إن اجتاز الجبل حتى وجد العدد الذي معه من الأفراد قد تضخم بصورة كبيره حيث تعدى الـ 300 من الشاردين مما مكنهم من الوصول بسلام .
فى صباح يوم 7 يونيو عام 1967وصل حسنى سلامة إلى القناة ولكنه لم يجد وسيله لعبور القناة وبرغم إجادته للسباحة إلا أنه توجه جنوباً إلى الإسماعيلية لعله يجد ما يساعد من معه على العبور وبالفعل كان هناك كوبرى خفيف مازال منصوباً ولم يقصف فعبر عليه الجميع.

توجه حسنى إلى معسكر الصاعقة وتم الاتصال بالرائد سيد الشرقاوي قائد الكتيبة واستقرت الكتيبة في مدرسة اشتوم الجميل وبدأت في مساعدة فى الشاردين على الطريق الشمالى القادم من العريش من خلال قوارب صيد ودخل حسنى أحد فصول المدرسة وأغلق على نفسه الباب ولم يسمح لأحد بالدخول حتى قائد الكتيبة وذلك حزنا على ماحدث .
ظل حسنى سلامة هكذا على مدار 48 ساعة حتى استدعاه قائد الكتيبة وقدمه إلى ضابط مخابرات فقد اختير لمهمة معينه ووصل حسنى إلى مكتب مخابرات بورسعيد وتم تعريفه بفرد من بدو من شمال سيناء عنده ثلاث ضباط مصريين جرحى لم يستطيعوا العودة ويجب إعادتهم .

فوجئ حسنى سلامه بضابط شئون إدارية وهو حسين عبد القادر من الكتيبة يبلغه بجمع الأفراد لأن هناك قوة إسرائيلية تحاول دخول بور فؤاد وفى غضون 10 دقائق جمع حسنى الأفراد ووصل عددهم إلى 26 فرد بقيادة الملازم فتحى عبد الله ووصل قائد الكتيبة وأبلغهم بمنع العدو من التقدم إلى بور فؤاد وانتقل حسنى ومن معه إلى موقع رأس العش عبر لنش من لنشات هيئة قناة السويس شرق القناة وقام حسنى بتوزيع الأفراد وانضم إليهم أطقم المدفع ب-10 وأحد الهاونات الخفيفة وأحد أفراد الإشارة.

كانت طبيعة الأرض سبخيه مالحة مما سهل عملية عمل الحفر البرميلية للجنود وفى نفس الوقت كانت الأرض لا تسمح للقوة الإسرائيلية بالتقدم سوى دبابة تلو الأخرى فلا تستطيع فتح تشكيل قتال منظم نتيجة لأن الطريق ضيق للغاية.
بعد انتشار خبر وجود قوة إسرائيليه تم تجميع أفراد الكتيبة 43 صاعقه وبدأ توزيعها على خطوط دفاعية لصد القوه وبدأت إحدى الفصائل في احتلال الضفة الغريبة أمام رأس العش لكى تقوم بمباغتة قوة العدو من جنبها الأيسر عند تقدمها. بعد قليل ظهرت طائرة إسرائيلية تستطلع القوات وقبل الغروب بقليل بدأ العدو بالضرب من مسافات بعيدة وبعد منتصف الليل بدأت القوات الإسرائيلية في التقدم على الطريق ولكنها فوجئت بنيران أبطال مصر وتم تدمير القوة الإسرائيلية. كان الرئيس جمال الرئيس جمال عبد الناصر على خط اتصال مفتوح باللاسلكى مع الموقع وبعد تنفيذ المهمة بنجاح أتصل بنفسه باللاسلكى بفتحى عبد الله وأبلغه بترقية الجميع إلى الرتبة التالية.

أشرقت الشمس وانتاب البطل حسنى سلامة الأمل وتأكد أن مصر قد تمرض ولكنها لاتموت .

بعد عودة حسنى إلى الكتيبة بدأ البعض يروى له ما حدث فى المعركة فقد اعتلت فصيلة الجهة الأخرى المقابلة في الضفة الغريبة لضرب القوه الإسرائيلية من الجانب حين تتقدم وهذه الفصيلة هى التي كانت تشتبك أثناء تقدم القوات الإسرائيلية وعند زيارة حسنى للمستشفى للاطمئنان على صحة رفاقه الأبطال وجد بينهم الملازم فتحي عبد الله الذي اختفى وسط نيران المدفع .

تم نقل الكتيبة 43 صاعقة إلى موقعها الجديد بجانب ميناء الأدبية جنوب السويس ثم إلى منطقة بير عديب وبدأت فى التدريبات التخصصية للصاعقة وفى أحد الأيام كان البطل حسني سلامة جالساً يرسم صورة شخصيه لنفسه وتصادف مرور يحيى شبايك ضابط المخابرات المسئول عن العمليات الخاصة بالعمق فى ذلك القطاع فأعجب بموهبته واقترح عليه الندب إلى مكتب المخابرات لفترة لكى يُستفاد من موهبته وبالفعل انضم حسنى لمدة 3 شهور وكان يقوم بعمل مجسمات طبيعية لجميع الأسلحة الإسرائيلية وأدق تفاصيل سيناء.

كان الموقع الإسرائيلي بلسان بور توفيق يشكل إزعاج لمدينة السويس وميناء الأدبية حيث كان به مدافع ثقيلة تقوم باصطياد السفن التي تدخل الميناء وصدرت الأوامر إلى الكتيبة 43 صاعقة بتنفيذ غارة على الموقع وقبل التحرك التقى حسنى بأحد السائقين المجندين وكان يسمى طلعت حيث وطلب أن يقوم بالعبور معهم وبمرور النقيب أحمد شوقي وجده يبكى فطلب من حسنى أن يأخذه معه بالفعل عبر معهم القناة.

في سكون اصطحب البطل حسنى سلامة مجموعته وعبر بها القناة وبعد تمهيد المدفعية وصل الأبطال إلى الشاطئ الشرقي للقناة وقاموا بتثبيت طوربيدات البنجالور وبانفجارها ثم فتح الثغرات في حقول الألغام والأسلاك الشائكة للموقع وفوجئ البطل حسنى بالسائق طلعت يدخل معهم في عملية الاقتحام .

بدأت الدبابة الإسرائيلية التى كانت في مواجهة البطل حسنى تظهر من مربطها فتم تدميرها وحاول أحد أفرادها الهروب فتعقبه البطل حسني وقتله وتم اقتحام الموقع وقتل من فيه مع أنزال العلم الإسرائيلي من على السارى ووضع بدﻻً منه العلم المصرى .

اتضح بعد ذلك أن أحد الجنود الإسرائيليين قد نجا من كل هذا الجحيم ويحاول الهروب فتم أسره وقام الجندى السائق الذى طلب أن يعبر مع أبطال الصاعقة بحمل الأسير وألقاه من أعلى الساتر الترابى فى القارب المخصص لمجموعة البطل حسنى سلامة فسقط اﻻسير ميتاً نتيجة للارتفاع الكبير للساتر.

بلغ عدد الشهداء في هذه العملية 4 مع جريحين فقط ومن بين الشهداء عبد الحليم ابن أحدى قرى المحلة وابن مصر وكان يستقل أحد القوارب التي أصيبت قبل أن تصل للموقع فأصيب في أحد الشرايين مما تسب في نزيف شديد ولكنه أكمل التجديف بالقارب حتى وصل ومن معه إلى الموقع وتم تنفيذ العملية وعاد مرة أخرى بالقارب إلى أن صعد الجميع إلى جانب قواتنا فسقط على الأرض شهيداً بعد أن فقد دمه بالكامل طوال الساعة التي استغرقتها العملية.
بعد نجاح أبطال مصر في تنفيذ العملية قالت جولدا مائير : (المصريين قد قطعوا لساني) .

تم نقل البطل حسنى سلامة إلى قيادة الصاعقة وتولى جناح الأمن والسيطرة والملفات الخاصة والسرية الخاصة بعمليات الصاعقة وفي عام 1979ترك الخدمة العسكرية.

في عام 2008 تم تكريم البطل حسني سلامة ضمن 100 شخصية أدت واجبها على الوجه الأكمل في مسيرة الصاعقة وسلمه البطل اللواء جلال هريدي درع الصاعقة الذهبى .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى